محاضرة قيمة جدا ودرس اخر من دروس هيئة الإعجاز العلمي الفرع النسائي بمكة المكرمة ..قمت بتلخيصه لكم سائلة المولى ان يجزي من القته خيرا وينفع بما قدمت المسلمين … وكانت محاور الدرس هي :
1- الإنسان
2- القيم الاسلامية :منبعها وانواعها
3- موجة الكفر اسلحتها ونتائجها و انواع الستر للمرأة في الاسلام
4- طرق تنمية القيم والعودة بالفطرة السوية
5- االأم ودورها في توصيل القيم
قال تعالى ( هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا * انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا )
الانسان هو خليفة الله في الأرض و الثروة الحقيقية.. ووجود الحياة هي من وجوده.. وهو العمود الاساسي للتنمية لذا جاء ذكره في القران ... وركز القران على فئة عمرية مهمة وهي فئة الشباب لان هذه الفئة هي طاقة جبارة بحاجة الى اعداد وتوجبه و توظيف وإلا كانت مصدر انفجار في أي لحظة فجاء ذكر فتية اهل الكهف في القران من باب الثناء عليهم لانكارهم على قومهم انحرافهم في عبادتهم ولامتداح صمودهم وثباتهم وصلاحهم
والمرأة هي انثى الانسان لها هيئة خلقية و اودع الله فيها صفات فطرية وحلاها بلباس وفق شروط اسلامية يحقق لها الامن النفسي
والاسرة هي النواة الصلبة للمجتمع الانساني لان خيرها يتعدى الانسانية كلها لذا عنى الاسلام بها عناية شاملة فوضع القوانين والثوابت والمواثيق والحقوق والواجبات التي تكفل ببقاء هذه النواة وألهم خليله ابراهيم عليه السلام بالدعاء لذريته " ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم "
2- فقدر الله ارسال الرسل وختمهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليحدد معالم الحياة السعيدة ويوجه الإنسانية اليها فجاء بالتشريع الاسلامي وهو عبارة عن قيم جامعة للعقيدة والاخلاق والمعاملات ومنهاج حياة وهذه القيم هي معبار للصواب والخطأ عند اتخاذ القرار لذا كان التمسك بها سر السعادة في الدنيا والآخرة اذا اقترنت بمرضاة الله قال تعالى (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فألئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )
وهذه القيم منبعها كتاب الله عز وجل وسنة المصطفى وسيرته ثم اجتهاد علماء الأمة
الذين حددوها بثلاث قيم تخلق توازنا كاملا في تعامل الانسان مع ربه ومع الناس وتحقق تكاملا بين الروح والمادة والايمان والعلم
1- قيمة التوحيد :وتتفرع منها قيمة التقوى وطاعة الاوامر واجتناب النواهي والتقرب بالنوافل والتحرر من عبودية المخلوقات
2- قيمة الحكمة: وتتفرع منها قيم التعامل مع الناس مثل التعاون والتآخي والعدل وحماية كرامة الانسان
3- قيمة التسخير : وتتفرع منها قيم تعامل الانسان مع بيئته ومحيطه من الأمم الأخرى غير الانسان وحماية البيئة من الفساد واستشعاره بالمسؤلية
والله سبحانه وتعالى لم يطلب الكمال في تحقيق هذه القيم بل طلب الصعود في سلم الكمال على قدر العزم ثم يسأل الله ان يبلغه سؤله وامله قال تعالى ( قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين )
3- وجاء في مقابل هذه القيم موجة الكفر التي ارادت خلخلة هذه القيم بل واستبدالها بقيم الحادية وكل ذلك لمحاربة الدين فكان لابد من التصدي لها
ومن اهم الاسلحة التي استخدمتها موجة الكفر: سلاح الإباحية وضرب الأفكار الاصلاحية
- الإباحية : اختارت ان يكون هدفها الغرائز والميول لأنها اقصر طريق واسرع في الوصول الى مبتغاهم
- ضرب الافكار الاصلاحية وذلك بتنميط العادات وجعلها واحدة لدى اليبشر سواء في المأكل والملبس وسائر - العلاقات الاسرية بين الجنسين بهدف ضرب الاخلاق والعادات المتعارف بصلاحها
ونتج عن ذلك :
1- المتشبهين بين الجنسين : والذي يعكس فقدان الهويه فالأنوثة ضرورة لاستمرار النسل وضرورة للشعور بمعنى الحياة ومنها يحصل الرجل على كماله ...ونتج عن ذلك اختلال وهدم للوجود الانساني فجاء اللعن من الله على لسان صفيه ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء )
2- ظاهرة التعري : والتي قضت على مبدأ الحياء فقال الرسول ( الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)
وقد اختص الاسلام المرأة بميزة التستر وهو على انواع :
ا- تستر جسمي : قال تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن
ب- تستر حركي : قال تعالى ( ولا يبدين زينتهن )
ج- تستر صوتي : قال تعالى ( ولا تقربوا الزنا )
وجعل التخفي مطلبا تعبدي لها حتى في الصلاة قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( صلاة المرأة في بيتها افضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها)
4- ظاهرة زيادة عدد اللقطاء : حيث يقول الدكتور ابراهيم جوير في جريدة الوطن بان هناك زيادة في دور رعاية الايتام ..فقد بلغ نسبة اللقطاء 96% بعد ان كانت 75%
4-ولما اجتمعت هذه الموجة على الشباب الى جانب مشكلاته الشخصية والفراغ الكبير وعدم استقراره العائلي ووسائل الإعلام وغياب القدوة الحسنة ..كان لزاما على كل مسلم ان يهتم باصلاح مافسد بهدف تنمية القيم واستجاشة الفطرة وذلك عن طريق :
1-تنمية الوازع الديني الذي ينشأ من الايمان بالله واليوم الآخر ويكون ذلك بحضور مجالس الخير وطلب العلم والاشتغال بما هو نافع قال تعالى( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
2-تنمية وازع القدر السنني وهو تلازم العقوبات في المجتمعات مع الانحرافات الجماعية مثل ريح عاد وصاعقة ثمود ورجم قوم لوط وابابيل ابرهة قال تعالى ( وما اصابتكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير )
3- تنمية وازع القضاء القانوني : بمعرفة الأحكام التي تخص الجرائم والجنح وما يترتب عليها من العقاب المدني والمالي والنفسي قال الرسول ( ان الله يزيح بالسلطان ما لا يزيح بالقرآن)
4- تنمية الوازع الاجتماعي الذي يكون رأيا سليما عاما يحرك فيه الضمير للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمجالس الخير والمؤتمرات الاسلامية والملتقيات الدعوية
5- تنمية الوازع الطبيعي القدري : ويشمل الوعي الصحي الذي يثبت العلاقة بين المعاصي واثارها على الصحة مثل الخمر والاضطرابات العصبية ، التدخين وسرطان الحنجرة ، الزنا والايدز ..
6- تيسير وتشجيع الزواج المبكر ولو في مراحل التعليم
7 – مراقبة الابناء في استعمال الكمبيوتر ووضعه في مكان واشضح لكافة الاسرة
8-توضيح مخاطر العروض الاباحية على العقيدة
9-المحافظة على الشعائر اليومية والاسبوعية والسنوية كالصلاة والاذكار والاوراد والعبادات الأخرى
5-ولما كانت الأم هي اللبنة الرئيسية في الاسرة فكان لها الدور الأكبر في توصيل هذه القيم لأبنائها والمحافظة على ثقافتهم ووعيهم حتى تكون لهم القدرة على مواجهة موجة الكفر التي تسعى لتفكيك الاسرة عن طريق اشغال المرأة
وهذا هو السبب الذي جعل للأم مكانتها العظيمة في الاسلام وجعل للأمومة مفهوم تعبدي خاص متفرع عن مفهوم الرحم المشتق من الرحمة وحفظ الله لهذه الدور مكانته فجعله يربط الناس بعضهم ببعض بعلاقات تناسلية مبنية على مباديء الشريعة ولا يدخلها في الفروع والأصول الا من كان نتاج عقد شرعي كامل
ففقد الزاني بذلك مفهوم الأبوة ولم يلحق ابنه نسب او ارث ولم يلحقه علاقة تعبدية رأسية ( الاباء) او علاقة تعبدية افقية ( الأخوة)