[grade="00008B FF6347 8B0000 4B0082"][align=center]كيفية دعوة النصارى للإسلام[/align][/grade]حكمة القول مع النصارى :
من حكمة القول مع النصارى في دعوتهم إلى الله تعالى أن يسلك معهم الداعية المسلم المسالك الحكيمة الآتية :
المسلك الأول : إبطال عقيدة التثليث وإثبات الوحدانية لله تعالى :
المسلك الثاني : البراهين على إثبات بشرية عيسى وعبوديته لله تعالى .
المسلك الثالث : البراهين على إبطال قضية الصلب والقتل .
المسلك الرابع : البينات على إثبات وقوع النسخ والتحريف .
المسلك الخامس : إثبات إعتراف المنصفين من علماء النصارى .
المسلك السادس : إبطال عقيدة التثليث وإثبات الوحدانية لله تعالى .
المقصود بالتثليث عند النصارى ثلاثة أشياء ، الأب ، والإبن ، وروح القدس . وقالوا : الأب هو الذات ، والإبن هو الكلمة ، وروح القدس هو الحياة ويعبرون عن ذلك بأن الله تعالى عن كفرهم ـ ثلاثى أقاتيم ، والأقتوم في لغتهم هو الأصل والثلاثة أسماء إلــه واحد في زعمهم الباطل عقلاً وشرعاً ، والرد على عقيدة التثليث وإبطالها ودعوة أصحابها إلى الله بالقول الحكيم يتخلص في الأمور الآتية :
1 ـ التوحيد دين الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وأتباعهم :
إن عقيدة التثليث لم تكن في أمًّة من الأمم السابقة من عهد أدم عليه الصلاة والسلام ، إلى رفع عليسى صلى الله عليه وسلم .
وعقيدة التوحيد هي دين الأنبياء وأتباعهم ، كما أن كتب العهد القديم عند أهل الكتاب ناطقة بأن الله واحد ، أزلي أبدي حي لا يموت ، قادر يفعل ما يشاء ، ليس كمثله شيء ، لا في الذات ولا في الصفات ، وعبادة غير الله حرام وحرمتها مصرحة في مواضيع شتى وهذا الأمر لشهرته وكثرته في تلك الكتب غير محتاج إلى نقل الشواهد .
2 ـ النصارى تلقوا عقيدة التثليث عن أصحاب المجامع :
إن المصادر النصرانية الموثوق فيها لا تملك سوى الإقرار بأن دعوة عيسى صلى الله عليه وسلم كانت توحيد الله الخالص من الشرك ، إلى بداية القرن الرابع الميلادي وذلك أن الله ـ عز وجل ـ بعث عبده ورسوله عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل ، فجدد لهم الدين وصدّق لما بين يديه من التوراة ، وأحل لهم بعض الذي حرم عليهم ، ودعاهم إلى عبادة الله وحده ، فعادوه وكذبوه ، ورموه وأمه بالعظائم وأرادوا قتله ، فطهّره الله ـ تعالى ـ منهم ، ورفعه وإليه ولم يصلوا إليه بسوء ، وأقام الله ـ تعالى ـ للمسيح أنصاراً دعوا إلى دينه وشريعته حتى ظهر دينه على من خالفه ، ودخل فيه الملوك واستقام الأمر على السداد بعده نحو ثلاثمائة سنة ، ثم أخذ دين المسيح في التبديل والتغيير ، ولم يبق بأيدي النصارى منه إلا بقايا : كالختان والاغتسال من الجنابة وتعظيم السبت ، وتحريم الخنزير ، وتحريم ما حرمته التوراة إلا ما أحلت لهم بنصها ، ثم استحلوا الخنزير وأحلو السبت وعوضوا منه الأحد ، وتركوا الختان والاغتسال من الجنابة وكان المسيح يصلي إلى بيت المقدس فصلوا إلى الشرق ، وعظموا الصليب وعبدوه ، وعندما أخذ دين المسيح صلى الله عليه وسلم في التغيير والفساد اجتمعت النصارى عدة مجامع ثم يفترقون على الاختلاف والتلاعن ، ومن أهم هذه المجامع مجمع نيقية عام 325م ، فقد جمع الملك قسطنطين رباني القسطنطينة (2048) ألفين وثمانية وأربعين أسقفاً من جميع بلدان العالم وكانوا مختلفي الآراء والأديان ، واتفق منهم(318) ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفاً على أن المسيح ابن الله تعالى الله عن كفرهم ـ وأنه مساوٍ له في
3 ـ بطلان كون الثلاثة إله واحد :
قال المثلثة : الأب ، الابن ، وروح القدس : الثلاثة أسماء إله واحد ، ورب واحد ، وخالق واحد ، ومسمى واحد ، لم يزل ولا يزال شيئاً حيّاً ناطقاً : أي الذات والنطق الحياة ، ويعبرون عن ذلك بأن الله ـ تعالى ـ عن كفرهم ـ ثلاثة أقاليم ، وحينئذ يرد عليهم بالقول الحكيم بالآتي :
أولاً : لم خصصتم الأقاليم بالثلاثة؟ فإنه ثبت أنه : موجود ، حي ، عليم ، قادر ، سميع ، بصير ، كريم ، خالق ، رازق ، .. فيلزمكم على قولكم هذا أن تثبتوا أقنوماً رابعاً وهو القدرة ، وخامساً وهو :
السميع ، وسادساً وهو : البصير ، وسابعاً وهو : الكرم ، وثامناً وهو : الخلق ، وتاسعاً وهو : الكلام ... وسائر الصفات الثابتة ، فإن أسماء الله ـ تعالى ـ وصفاته متعددة كثيرة ، ومنها تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة . فإذا كانت أسماء الله كثيرة فالاقتصار على ثلاثة أسماء أو ثلاث صفات باطل مردود .
ثانياً: قولكم : الأب الذي هو ابتداء الاثنين ، والابن النطق الذي هو مولود منه كولادة النطق من العقل : كلام باطل ، لأن صفات الكمال لازمة لذات الله ـ تعالى ـ أولاً وآخراً ، فهو لم يزل ولا يزال حياً ، عالماً ، قادراً ، فلم يصير حياً بعد أن لم يكن حياً ، ولا عالماً بعد أن لم يكن عالماً !!
ثالثا: قولكم في النطق : أنه الابن ، وإنه مولود من الله إن أردتم به أنه صفة لازمة له ، فكذلك الحياة صفة لازمة له ، فيكون روح القدس أيضاً ابناَ ثانياً .
وإن أردتم أنه حصل منه بعد أن لم يكن لزم أن يكون عالماً بعد أن لم يكن ، وهذا مع كونه باطلاً وكفراً فيلزم مثله في الحياة وأنه صار حياً بعد أن لم يكن حياً تعالى الله وتقدس عن ذلك !!
رابعاً: إن تسمية حياة اله : روح القدس ، لم ينطق به شيء من كتب الله المنزلة ، فإطلاق روح القدس على حياة الله من التنزيل والتحريف للكلم عن مواضعة .
خامسا: إنكم تدعون أن المتجسد بالمسيح هو الكلمة . الذي هو العلم ، وهذا إن أردتم به نفس الذات العالمة الناطقة كان المسيح هو الأب وهو الابن وهو روح القدس ، وهذا عندكم وعند جميع الناس باطل.
سادساَ: العلم صفة : والصفة لا تخلق ولا ترزق ، والمسيح نفسه ليس هو صفة قائمة بغيرها باتفاق العقلاء ، وأيضاً هو عند المثلثة خالق للسموات والأرض ، فامتنع أن يكون المتحد به صفة ، فإن الإلــه المعبود هو الإلـه الحي العليم القدير ، وليس هو نفس الحياة ولا نفس العلم والكلام ، فلو قال قائل : يا حياة الله ، أو يا علم الله ، أو يا كلام الله اغفر لي ، وارحمني .. كان هذا باطلاً في صريح العقل ، ولهذا لم يجًّوز أحد من أهل الأديان السماوية أن يقال للتوراة أو الإنجيل وغير ذلك من كلام الله اغفر لي وارحمني ، وإنما يقال للإلـه المتكلم بهذا الكلام ـ وهو الله وحده ـ اغفر لي وارحمني .
والمسيح عند المثلثة هو الإلـه الخالق الذي يقال له : اغفر لنا وراحمنا ، فلو كان هو نفس علم الله وكلامه لم يجز أن يكون إلهاً معبوداً فكيف إذا لم يكن هو