السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى لا يزيغ القلب أو ينحرِّف ..
1) تعــاهد قلبـــك بالرعايـــة .. كن شديد الخوف من تقلُّب القلب وداوم على الدعاء بتثبيت قلبك ..
يــــا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينـــك ..
{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران: 8]
قال الحسن البصري "حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور، واقرعوا النفوس فإنها خليعة" .. فعليك أن تنشغِّل بقلبك، لإنه سريع التقلُّب .. واحرص على أن تجعله يتقلَّب إلى الجانب المُشرق المُنير، وليس إلى الجانب المُظلِّم.
2) الإكثار من الاستغفار والتوبة .. فالاستغفار يُجلي القلب ويُنير الفؤاد، وتجديد التوبة يمحو الخطايا .. وقد يتوب المرء من بعض الذنوب الكبيرة كترك الصلاة أو سماع الأغاني، ولكن قد تكون هناك ذنوب أخرى في قلبه لا يدري عنها شيئًا وهي التي تقطع بينه وبين ربه ..
لذا فقد أرشدنا النبي إلى كثرة الاستغفار وتجديد التوبة بإستمرار ..
فقال " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" [رواه البخاري]
3) إصلاح النية .. جدد نيتك لكل عمل تعمله، واجعلها حقًا خالصة لوجهه تعالى. اجعل القلب محل النية الخالصة، ولا تجعلها مجرد فكرة يطرحها عقلك أو قول ينطقه لسانك.
4) كثرة ذكر الموت .. كان أبو يزيد ابن الربيع "لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي" .. فذكر الموت يطرد الدنيا من القلب ويذكِّر الإنسان بمصيره ومآله، مما يدفعه لإصلاح قلبه وحاله مع الله تعالى.
5) زيـــارة المحتضرين .. إن رؤية الموت ومصارعة سكراته، ترقق القلب وتذكره بقصر الأجل وغدر الزمن .. فعليك بزيارة أقسام الحالات الحرجة بإحدى المُستشفيـــات، واستشعر معنى الموت واعلم إنك عما قريب ستكون مكان هذا المُحتضِّر وكيف سيكون حالك حينها.
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى .. فقيل له: ما يبكيك ؟ .. فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.
ولما حضرت الفضيل بن عياض (عابد الحرمين) الوفاة، غشي عليه ثم أفاق وقال: وا بُعد سفراه .. وا قلة زاداه! ..
وقال المعتصم أمير المؤمنين عند موته: لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت !
6) تغسيل الموتى .. قال رسول الله "من غسل ميتًا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة .." [رواه الحاكم وصححه الألباني] .. فرؤية الميت وهو يُغسَّل رأي العين، ترقق القلب وتجعلك تفيق من غفلتك.
7) زيـــارة القبـــور .. يقول النبي "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .. فزيارة القبور من أعظم المواعظ.
قيل عن صفوان بن سُليم: لو قامت الساعة غدًا ما زاد صفوان على عمله شيئًا .. وقد وصل لهذه الدرجة لإنه كان يأتي البقيع فيقف عند القبر فيقنع رأسه، ثمَّ يظل يبكي، يحرك قلبه بذكر الأموات كلَّما عرضت له قسوة .
قال سفيان الثوري "من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عنه وجده حفرة من حفر النَّار".
ازجر قلبك بتذكر عذاب أهل المعاصي في القبر .. قال رسول الله ، في شأن العاصي في قبره ".. ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا قال فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا" [رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني]
8) شهود الجنازة حتى إدخال الميت القبر .. قال رسول الله "من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان أحدهما أو أصغرهما مثل أحد" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقد جُعِل لشهود الجنازة والدفن هذا الأجر العظيم، لإنه يطرد الغفلة من القلب.
9) كتــــابة الوصيـــة .. يقول رسول الله "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" [متفق عليه] .. اكتب وصيتك حتى لا تغفل عن الموت.