الدعاة بين القنوات والمساجد
عندما تنظر إلى الحياة تجد التقدم والتطور في جميع وسائل الحياة، ولعل ذلك ليس بغريب، فنحن في زمن " سباق التقنية " .
ولعل كل داعية صادق يحب أن يستخدم كل ما هو متاح ومباح لنشر دعوته وما يحمل من مبادئ ومناهج.
وها هو " الإعلام الفضائي " يكتسح العالم ليدخل كل بيت سواء في مدينة أو قرية صغيرة أو على سفح جبل أو زاوية نهر، فعجباً لهذا الإعلام.
ولندخل إلى " لب القصيد " وجوهر المقال :
إن الداعية الذي يحمل هم الدعوة والإصلاح والتغيير يجب أن يبادر إلى الدخول إلى عالم القنوات الفضائية لكي:
1- يملأ القنوات بما هو مفيد.
2- يزاحم وسائل الفساد بطرق الإصلاح.
3- يفوز بأكبر عدد من الأجور والحسنات لكثرة من يتابعه وينتفع به.
4- لتصحيح المفاهيم والمبادئ التي ملأت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.
5- ليظهر للناس المنهج الوسط الذي قام عليه الإسلام في ظل التشويه الذي أحاط به من قبل الأعداء والمخالفين.
وقصدي بالقنوات " القنوات الإسلامية الهادفة " لا القنوات التي امتلأت بالفسق والفجور.
والذي يرى الخروج في تلك القنوات " مجتهد " وله أجره وله رأيه ونظرته وأسأل ربي له التوفيق وأهمس لكلا الرأيين همسات .
* همسات للدعاة الذين يخرجون في القنوات الإسلامية المحافظة :
1- احرص على فقه الأولويات فيما تتحدث عنه أمام الجمهور .
2- لابد من الإعداد الجيد في طرحك والبرنامج الذي تتحدث عنه .
3- تذكر أن جمهور القنوات كثير , لذا عليك أن تتصف بالصفات العالية والرائدة للداعية الصادق .
4- اختر الكلمة المناسبة للحدث المناسب .
5- اعتمد على أدلة الكتاب والسنة في بيانك .
6- كلمة الحق يحتاجها الناس في ظل غيابها أو تمييعها من بعض الرموز .
7- العناية بجمال لباسك ومظهرك يؤثر على قبول ما تطرح , والله جميل يحب الجمال .
8- استشارة العلماء والدعاة الكبار قبل نزولك للقنوات أمر مهم ومطلب ضروري .
9- لتكن لك خطة طويلة المدى في برامجك التلفزيونية .
10- اقبل النقد ممن يهديك إياه عبر لقاء مباشر أو رسالة جوال أو بريد الكتروني , واعلم أن جمهور القنوات مليء بالمنتفع وأهل النقد .
* همسات للدعاة الذين يخرجون في القنوات الأخرى :
1- إياك أن تميّع الدين وتظهره بصورة " اليسر " في قالب" التمييع " ولعلك تعرف الفرق بين الأمرين.
2- قد يكون جمهورك كثير؛ وذلك لشهرة تلك القناة على المستوى العالمي أو على مستوى المتابعين من المسئولين والحكام وأصحاب القرار.
3- عندما تسأل عن مسألة عظيمة والفتوى فيها تحتاج لبحث واستشارة للعلماء الكبار فلا تجب، واحذر من فتنة القناة والجمهور، واعلم أن ربك يسمع ما تقول ولعلك تعرف قيمة الفتوى وخطورتها .
4- لا تسمح بأن تكون " امرأة " معك في البرنامج ولا يخفى عليك " تحريم النظر " وأثر القرب الجسدي منها، وفي الحديث الصحيح: ( واتقوا النساء ) صحيح. السلسلة الصحيحة [1/797 ] .
وأنت تعلم أخي الداعية أن تكرار النظر يضع الصورة في القلب،وكم من نظرة جلبت مصائب والعين تزني وزناها النظر.
5- كن حازماً في الرد على أي منكر يحيط بك في البرنامج ؛ سواء موسيقى في الفواصل الإعلانية، أو في بداية البرنامج ونهايته.
6- عند ورود اتصال تشم منه رائحة الباطل فلا تتساهل في رده وبيان فساده.
7- كن حكيماً في اختيار الكلمات المناسبة لكلمتك أو جوابك واسلك مسلك العلماء في بيان المنهج الحق (( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ))[البقرة:269].
...........
دعاة القنوات ومنابر المساجد ,,
أخي الداعية يامن شاركت في القنوات , لا تهمل المسجد ,أيها الداعية المبارك , نحن نطالبك بأن تعطي المسجد حظاً من العناية بدعوتك وشيئاً من دروسك وكلماتك.
وإذا كانت القنوات لها جمهورها وانتشارها فالمسجد له جمهوره وله كيانه.
وإليك بعض الفوارق بين المسجد والقناة من ناحية الدعوة والبيان.
الفوارق بين المسجد والقناة من وجهة نظري :
1- فضائل مجالس الذكر المعروفة لا تكن – والله أعلم – عبر أثير القناة .
2- القرب من الناس جسدياً وأثر ذلك في الانتفاع بالداعية من لدى الجمهور، وملاحظتهم لأفعاله وأدبه وسمته أمر يتيح وصول قدر كبير من التأثير كما كانت مجالس النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الكرام من بعده .
3- الاتصال المباشر بالناس بالرؤية والسماع والجلوس بينهم وقضاء حوائجهم له دور كبير في أثر الدعاة على المجتمع.
4- في المسجد هيبة وإجلال وإحياء للدور المنتظر له في الواقع الدعوي.
5- في المسجد إمكانية التدرب على الصبر في التعامل مع الناس ومعاينة ما يجري منهم وأثر ذلك في عامة الناس.
- مهمات:
لا يعني هذا التقليل من جانب القنوات بل نفعها كبير ولا يحيط به أحد، ولكنها إشارة إلى ضرورة إحياء دور المسجد في دعوة الناس والقرب منهم وسماع أسئلتهم وقضاء حوائجهم، وإبراز الآثار الدعوية لهم التي لن تتمكن الشاشات من إبرازها.
ومضة: في كل خير وكلانا على خير.
بقلم : الشيخ سلطان العمري
ياله من دين