محلق حول العرش
الإهداء !
إلى أرواح أخي الأوفياء الأنقياء ـ تقبلهم الله في الشهداء ـ لتشعل وقود المعركة ،، وترفع بيارق الإباء ،، وتذكي عزيمة الصادقين المرابطين ..
وإلى كل مجاهد في سبيل الله ،، أخلص نيته ،، وأحسن عمله ،، فصفا قلبه ،، وأزهر روضه ،، قادته همته للذود عن أمته ،، فلقي الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ..
رَحلْـتَ لغايـةٍ كبْـرَى *** وزدتَ لهيبَنَـا جـمْـرَا
رَحلْتَ وكنـتَ بهجتَنـا *** وكنـتَ بليلنَـا بــدْرَا
رَحلْـتَ لنيـلِ مكْرُمـةٍ *** بجنَّـةِ دارنَـا الأخْـرَى
رَحلْتَ وزهرُ أشوَاقـي *** إليـكَ يزيدُنِـي قهْـرَا
رَحلْتَ وأدمعِـي حَـرَّى *** وأشجانُ الأسَى تَتْـرَى
رَحَلْـتَ وأمَّـةُ الإسْـلا *** مِ تلقَى البطشَ والغَـدْرَا
رَحلْتَ وكنـتَ بُركَانـاً *** يصُوغُ لأمَّتـي الفَجْـرَا
ويذكي العزمَ في غَدِنَـا *** لندركَ في الغَدِ النّصْـرَا
ذكرتُـكَ والنّـدى ألِـقٌ *** وأيَّامُ الهَـوَى سَكْـرَى
وأشجانُ الوصَـالِ لهـا *** بقلـبِ محبِّكُـمْ ذِكْـرَى
تُحبُّـكَ أرضُ إيـمـانٍ *** وتنشِدُكَ الهَوَى شِعْـرَا
كَم اشتاقـتْ لضِحْكتِكُـمْ *** وكمْ تاهَتْ بكُـم فخْـرَا
وكمْ مـنْ ليلـةٍ فيهـا *** سكبْنَا الشِّعـرَ والنَّثْـرَا
وكم قدْ كنْـتَ تُخْبِرُنِـي *** عنِ الشُّهداءِ والأسْـرَى
وكم منْ دمعَـةٍ همَلَـتْ *** وكمْ مـنْ قُبْلَـةٍ حَـرَّى
وكنَّـا نخـبـرُ الأيّــ *** ـامَ عن عزماتنا الكُبْرَى
ونكتبُ في جبينِ الدَّهـرِ *** حرفاً عانـقَ السِّحْـرَا
وشـلَّالٌ مـن الآمَـالِ *** سيّالٌ كسـى الجَمْــرا
وقيـدُ الـذُّلِّ والخُـذْلا *** نِ يحكي الصبْر والقهْرَا
فزعتَ لأرضِ معتصِـمٍ *** ونـاداكَ العُـلا جَهْـرَا
تركـتَ متـاعَ دُنْيَانَـا *** وما كنتمْ بهَـا أحْـرَى
وخضتَ غمَـارَ معرَكـةٍ *** ترُومُ الخُلْـدَ والأجْـرَا
بسـاطُ الحُـزْنِ ممْتَـدٌّ *** وأشجَانـي أتَـتْ بِكْـرَا
وهذا القبـرُ مـا لِـلْقبْرِ *** قدْ فـاحَ الشَّـذى عِطْـرَا
وبـابُ الخُلـدِ مفتُـوحٌ *** تنسّـمَ عطرُهـا طُهْـراً
وحوراءٌ تغُضُّ الطَّـرْفَ *** تسبي القلـبَ والفِكْــرَا
لهـا كفّـانِ مُزْدانـانِ *** تُسقَـى منهمـا خَمْـرَا
وبِـتُّ أقـلّـب الأيــ *** ـامَ والآلامَ والـذكـرَى
أيا خبـراً كـوَى قلبِـي *** وسوطاً ألهبَ الظَهْـرا !
أحقـاً جــاءَ نعيُـكُـمُ *** ووسّدْتَ الثَّـرى بـدْراً
أيـا أبـطـالَ أمَّتِـنَـا *** ويا من ذلَّلُـوا الوَعْـرَا
ويا من جـادَ بـالأرْوَا *** حِ حتَّى يُحْسِنَ العُـذْرَا
سَتَرْتُمْ عِـرضَ أمَّتنـا *** وكانَتْ بالأسَـى تعْـرَى
سَلَوتُـمْ عـن محبتنـا *** وطبتُمْ في الدُّنـى قـدْرَا
إلى الأخْرَى فميعادُ الـ *** ـلقَاءِ بدارِنا الأخْـرَى