إن ما حدث في تونس الحبيبة من أحداث دراماتيكية أفرزت تنحي رجل حكمها أكثر من ثلاثة وعشرون عاما يسمى لدى الكثير من الناس مسلمهم وكافرهم بالطاغية لهو أمر يثير التساؤل!!!
نعم أثيرت هذه التساؤولات لدى كثير من رؤوس العالم العربي خاصة والعالم النامي عامة كيف ببلد صغير المساحة تحكمه زمرة طاغية بالحديد والنار إستطاعة الشجاعة في تحدي الظلم ومناوئته أن تقشع ما جثم على قلبها من طغيان؟؟
ثم هل ستكون الشرارة التونسية بداية شرارة في مناطق أخرى؟؟؟!!!
وأنا أكتب هذه الأسطر فإني متأكدٌ كل التأكد أن هناك ركبٌ تسطك خوفا وهلعا من أن تتحول هذه التجربة إلى أراضيها.
ولكن يبقى السؤال ماهي النتائج؟؟؟
هل تغير الحكم أو إن صح التعبير أسلوب الحكم في تنحي الرئيس وتولي وزيره الأول مقاليد الرئاسة نتيجة محمودة؟؟!!
ما نتج عن ذلك من فوضى عارمة في البلد من نهب وسرقة وقتل وتعدي على الأموال والأرواح والأعراض!!!!
كلها نتائج يجب أن ينظر لها كل عاقل بعين التؤودة والتدقيق والتمحيص لأنها ويلات عانى منها تونس كما عانى منها العراق وغيره من البلدان.
ونقول بعد هذا لأهل تونس ولغيرها من البلاد التي قد تنهج نهجها : لا نريد جهادا أو ثورة أو انقلابا يطيح بطاغية ليتولى مكانه طاغية آخر !! لكي لا يذهب هذا الجهاد أو تلك الثورة الشعبية هباءا منثورا.
فجهاد عمر المختار - رحمه الله - ماذا خلف لنا على هرم ليبيا الشقيقة؟
الإنقلاب على الحكم الملكي في مصر ما نتيجته؟
بل قبل ذلك كله ماهي نتيجة الثورة على الدولة العثمانية؟؟!!!!
أرجو من جميع الأخوة أن لا يفهموا من حديثي هذا تحريضا ضد دولة أو جهة أو حكومة معينة فهذا حال الأمة لا يخفى على أحد ولكن يجب أن نعي الدروس وأن لا يخدر أهل تونس وينجروا خلف تصريحات نارية مخملية تبرد أعصابهم وتقتل حماستهم فكما دفعوا دماءا طاهرة زكية من دماء شبابها وأهلها فيجب أن لا يفرطوا في حق اختيار الأنسب والأصلح لهم في سدة الرئاسة التونسية
ويجب أن يتنبه كثير من قادة ورؤساء العالم العربي والإسلامي لخطورة الموقف وتصحيح الأوضاع وتدراكها قبل أن يصل الإنفلات والغضب الجماهيري منتهاه وأقصاه ولا يستطيع أحدنا أن يتنبأ يومئذٍ بما سيحدث !!!!
لذا آمل أن يلتف الجميع حول قياداتهم ويناصحوهم ويصبروا على ما يحصل لهم جراء ذلك من أذى فأعظم الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر
أسأل الله أن يصلح أحوال تونس الحبيبة ويرد إليها الأمن والأمان وأن يولي عليها وعلى جميع بلاد المسلمين خيارهم وأن يهدي الجميع للحكم بكتابه والعمل بسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
ما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان