أحمد العبد الله – خاص:
وجه الدكتور عبد الله بن سليمان المهنا رسالة إلى وزير العدل الدكتور محمد العيسى ينصحه فيها بالرجوع عن استصدار قرار يحدد سن الزواج للفتيات، معتبرا ذلك من المخالفات الشرعية، كما دعا الدكتور المهنا معالي الوزير إلى الرجوع لفتاوى هيئة كبار العلماء.
وفي حديث خاص لـ(تواصل) قال الدكتور عبد الله المهنا أن مضمون رسالتي لوزير العدل هي قول الله سبحانه وتعالى { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ، إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً، أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، وقول الله تعالى { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
وأوضح الدكتور المهنا أننا إذا علمنا حكم الله تعالى في قضية من القضايا، فلا يجوز لنا أن نُحكِّم أهوائنا ورغباتنا، وقد علمنا حكم شرع الله في هذه المسالة، وهو ما بغلنا من فتوى العلامة الشيخ صالح الفوزان، والذي أكد أنه لا يجوز تحديد سن الزواج.
وقال الدكتور المهنا
وعلى هذه الفتوى نقول لوزير العدل: اتق الله ولا تقدم بين يدي الله ورسوله فإن الله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله).
وتأتي تصريحات الدكتور المهنا على إثر ما أكدته وزارة العدل أمس الأحد 23 / 8 أنها بصدد إصدار قانون يحدد سن زواج السعوديات في القريب العاجل، مؤكدة أن القرار على وشك الانتهاء منه والصدور لإقرار العمل به وتطبيقه بشكل رسمي.
يذكر أن العلامة الشيخ الفوزان قد كتب مقالا في وقت سابقا أكد فيه أن قانون تحديد سن الزواج محرم شرعا، وانتقد فضيلة الشيخ ما تقوم به بعض الجهات من الخوض في قضايا تمس الشرع دون الرجوع للمشايخ والعلماء.
وشدد فضيلة الشيخ الفوزان على أنه يجب إرجاع مثل هذه المسائل لأهل العلم وأهل الاختصاص للحكم فيها على ضوء الكتاب والسنة.
وأكد فضيلة الشيخ الفوزان على أن الشريعة الإسلامية ليس فيها ما يحدد السن الذي تزوج فيه الفتاة، بل أبان أن في الشريعة ما يدل على خلاف ذلك بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة المطهرة التي أوردها الشيخ في مقالة له بعنوان(تزويج الصغيرة التي دون البلوغ من كفء سائغ إجماعا)، أورد منها قول الله تعالى ( واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة أشهر واللاتي لم يحضن) مفسرا بأن المقصود باللاتي لم يحضن الصغيرات اللاتي لم يبلغن سن الحيض فعتدهن ثلاثة أشهر مثل اليائسات من الحيض وعليه قال الشيخ
فهذا دليل من القرآن على أن الصغيرة تزوج وتطلق وتلزمها العدة..)، واستدل أيضا فضيلة الشيخ بأدلة من السنة المطهرة منها زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنين ودخل عليها النبي وهي بنت تسع سنين.
وحذر العلامة الفوزان من التدخل في الأحكام الشرعية وإحداث فتن بين المسلمين مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وأكد فضيلة الشيخ أن ما يصيب الأمة أو الأفراد من فقن أو صد عن سبيل الله أو حروب أو غير ذلك من أنواع البلاء فأسبابه ما كسبه العباد من المخالفات لشرع الله.
وقال الشيخ الفوزان إني أذكر المطالبين بهذا القانون بقول الله تعالى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
صحيفة تواصل الالكترونية