شَكَوْكِ لي ما دَرَوا أني بلا سكنِ
من بعد ما ارتحلتْ عيناكِ عن وطني
قالوا : تَسَامَقَ فيكِ الهمّ فانتفضت
مواجعي , واعترتني غربةُ الوَهَنِ
كما أُطيلُ بعينيكِ الوقوف بدا
تعَثُّرِي في خيالاتٍ من الشَّجَنِ
وكالأصائل غصّتْ بي اللَّواعجُ من
َتَحرُّقي .. خنقتني عَبرَةُ الحزَنِ
قالوا : تَسَامَقَ فيكِ الهمُّ ليتهمُ
لم يخبروني إلى أن ضمني كَفَني
ها قد بُليتُ بحُبٍّ لا تُفارقني
أطيافه حينما آوي إلى وَسَني
لا تحسبيني نسيتُ الحبّ يا أملاً
عَلِقتُه ، ذُقتُ منه أعذبَ المحنِ
هواكِ لا زلتُ أهواهُ وأحفظُه
رغم التناسي , وإنّي خيرُ مُؤتمنِ
رَحَلْتِ مُرغَمةً , أخلفتِ مَوْعِدةً
وعَدتِها , يا سرورَ النفسِ يا حَزَني
وَرَدْتُ من ذكركِ الزّاهي أعاذبَه
وما رغبتُ سوى لُقياك من وطَنِ
شَكَوْكِ لي , ليتهم لمّا شكوكِ دروا
بأن ذكراكِ ملءُ العين والأُذُنِ
ظنّوا بأني جحدتُ الحب مذْ رحلَت
وأنني بالذي حلّ الفؤادَ غَني
شَكَوْكِ لي يا شرورَ الداء فارتحلي
وأنتِ يا من سكنتِ القلب لا تهني
ويا رياح جُنوني طوِّفي حزَناً
وزمجري في شِراعاتي وفي سُفُني