الجنة صفاتها ونعيمها
ماهي الجنة ؟ - أسماء الجنة0
* الجنة في اللغة : البستان أو الحديقة ذات الشجر الملتف الكثيف كما قال تعالى ( ونزلنا من السمآء مآ مبركآ فأ نبتنا به جنت وحب الحصيد ) ق:90
وجمعها جنان ، وهي لفظ مشتق من الفعل ( جن ) بمعنى استتر ، والعرب تقول : جنت الأرض بالنبات إذا غٌطيت به 0
* أما في الشرع : فتطلق الجنة على المكان الذي سيدخله المؤمنون ليكون جزاء لهم يوم القيامة ، لما فيه من أشجار كثيفة ملتفة مع تناسق وجمال باهر لا نظير له ، يستر من فيه عن العين ، ويمنعه عن الآفات ، ويحفظه من الأخطار0
*أسماء الجنة
للجنة أسماء عديدة باعتبار صفاتها التي وصفها الله بها ، وعددها أثني عشر إسمآ هي باختصار:
1- الجنة وهو اسمها العام المتناول لتلك الدار وما اشتمل عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين0
2- دار السلام0 لقوله تعالى ( لهم دارُ السلم عند ربهم ) وقوله ( والله يدعوا إلى دار السلم )0
وهي أحق بهذا الاسم ، لأنها دار السلام من كل بلية وآفة ومكروه0
3- دار الخٌلد 0 وسميت بذلك لأن أهلها لا يرحلون عنها أبدى ، كما قال تعالى ( وما هم منها بمخرجين ) الحجر 48
4- دار المقامة 0 أي الإقامة الأبدية لقوله تعالى ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور{34}الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ) فاطر34-35
5- جنة المأوى : لقوله تعالى ( عندها جنة المأوى) النجم 15
6-جنات عدن : قال تعالى (جنت عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب ) مريم 61
7- دار الحيوان : لقوله تعالى ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) العنكبوت 64
8- الفردوس : قال تعالى ( أولئك هم الوارثون {10} الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون )0 والفردوس يطلق على جميع الجنة ، ويقال على أفضلها وأعلاها0
9- جنات النعيم ، قال تعالى : ( إن الذين أمنوا وعملوا الصلحت لهم جنت النعيم ) لقمان8
10- المقام الأمين : كما قال تعالى ( إن المتقين في مقام أمين {51} في جنت وعيون ) الدخان 51
11- مقعد الصدق وقدم الصدق : ( إن المتقين في جنت ونهر{54} في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) القمر 54-55 0
*سعة الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، فاقرءوا إن شئتم ( وظل ممدود ) متفق عليه 0
*درجات الجنة
يتفاضل الناس في الجنة كما يتفاضلون في الدنيا ، كل بحسب إيمانه وعمله في الدنيا ، بل إن تفاضلهم في الجنة أكبر وأعظم من تفاضلهم في الدنيا، فالجنة ليست درجة واحدة ، بل جنان متعددة تتفاوت في الحسن والنعيم والجزاء كما قال تعالى ( أنظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجت وأكبر تفضيلآ) الاسراء210
وقال تعالى ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت والله بما تعملون خبير ) المجادلة11
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، مابين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسلوه الفردوس ، فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة ) رواه البخاري
*أعلى أهل الجنة وأدناهم منزلة
الفردوس أعلى درجات الجنة ، وفيها من النعيم ما ليس في غيرها من درجات الجنة ن وهي قمة النعيم مما لا يستطيع أن يتصوره بشر0 وهي دار الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين والصالحين0
وأما أعلى درجة في الجنة فهي ( الوسيلة ) وهي درجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن ، يقول صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي، فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرآ ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) رواه مسلم0
*أبواب الجنة
للجنة ثمانية أبواب يدخل منها المؤمنون وأحد هذه الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين0
وهناك باب للمكثرين من الصلاة ، وباب للمتصدقين ، وباب للمجاهدين ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله دُعي من أبواب الجنة ، وللجنة ثمانية أبواب ، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصدقة دٌعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دٌعي من باب الصيام ) متفق عليه0
*سعة أبواب الجنة
أما عن سعة أبواب الجنة فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ، إن بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر) وفي لفظ ( كما بين مكة وبصرى) متفق عليه
وسعة الباب بحسب وسع الجنة ، وكلما علت الجنة اتسعت ، فعاليها أوسع مما دونه0
*تربة الجنة وحصباؤها وبناؤها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج : ( أدخلت الجنة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ) متفق عليه0
أما عن بنائها وحصبائها فقد سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، حدثنا عن الجنة ما بناؤها ؟ فقال ( لبنة من ذهب ، وابنة من فضة ، وملاطها- أي طينها – المسك ، وحصبهاؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفني شبابه ) رواه أحمد وحسنه الألباني0
*أنهار الجنة
أخبر سبحانه أن أنهار الجنة ليست ماء فحسب ، بل منها أنهار من ماء لم يتغير طعمه وريحه ولونه، بل هو أعذب المياه وأصفاها ، وأطيبها والذها0
لقوله عز وجل في كتابه( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهر من مآ غير اسن وأنهر من لبن لم يتغير طعمه وأنهر من خمر لذة للشربين وأنهر من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرت)0
ومن أنهار الجنة نهر الكوثر، الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ( إنا أعطينك الكوثر ) الكوثر1
تربتهُ أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل ، وأبيض من الثلج 0
ومن أنهار الجنة أيضآ نهر يسمى بارق وهو على باب الجنة ، ويكون عند الشهداء0
وأنهار الجنة تتفجر من أعلاها ، ثم تنحدر نازلة إلى أقص درجاتها0
*عيون الجنة
في الجنة عيون كثيرة مختلفة الطعم والشارب قال تعالى ( إن المتقين في ظلل وعيون )0
وفيها عينان يشرب المقربون ماءهما صرفآ غير مخلوط، ويشرب منهما غيرهم الشراب مخلوطآ بغيره وهما : عين الكافور، وكافورآ لبياضها وشدة برودتها وطيب رائحتها0
والعين الأخرى تسمى عين التسنيم ، وسميت تسنيمآ لأنها تنبع في مكان عال فيصل ماؤها إلى كل مكان0
وفي الجنة عين تسمى السلسبيل لسهولة إساغتها واللذة في شربها0
*أفضل ما في الجنة
بجانب ما ذكرت هناك أشياء كثيرة جدآ لا يسعني ذكرها ألان من سوق أهل الجنة ولبس أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وغير ذلك0
وأختم حديثي عن أهم شي وأجمل شي في الجنة وهو رضوان الله تعالى على أهل الجنة وتكليمه لهم ، واطلاع الله تعالى عليهم ورؤيتهم له سبحانه ، وهذا والله هو النعيم الذي ليس بعده نعيم ، والسعادة التي ليس بعها سعادة ، وكل ما في الجنة من النعيم لا يعد شيئآ بجانب متعة النظر إلى وجه الله تعالى وسماع كلامه والشعور برضاه0 وقد ذكر الله تعالى ما أعده للمؤمنين في الجنة من النعيم المقيم ثم ختمه بقوله ( ورضون من الله أكبر ) 0
فعلم يا أخي أن رضاه سبحانه عن عباده هو أكبر نعيم يلقونه في دار كرامته00000