๑!i!๑ أما آن أن تعودي.. ؟!๑!i!๑
إلى كل أختٌ لي تتفنن في معصية الله -تعالى- دون خوف أو وجل.. سعيدة بأفعالها تتباهى بها بين أقرانها.. ليلها نهار ونهارها ليل.. لا تعرف من الدنيا إلا ما يغضب الله، ويخزي الجناب..
يــــا من غركِ غناكِ وجاهك ...
يـــــا من غرتكِ قوتكِ وأموالك ...
اعلمي -أختي- أنكِ راحلة إلى حياةٍ باقية، فيها مخلدة.. إما في جنة أو نار حاميــــه، فمهما طالت حياتكِ فهي قصيرة، ومهما طالت سنواتكِ ففرشكِ في النهاية التراب.. !
كـــل بـاكٍ فسيبكــــــى .. كــــل ناعٍ فسينعــى
كــــل مذخور سيفنـى .. كــــل مذكور سينسى
ليـس غير اللـــه يبقى .. من عــــــلا فالله أعلى
فإلـــى متى التسويـــف -أختي الحبيبة-؟
إلى متى تعذبين نفسكِ بمعاصيكِ وخطاياكِ؟؟
إلــى متى الغفلة؟ قــولي لي بربكِ إلى متى؟؟؟
متى تعودين.. ؟!
متى ترجعين إلي ربكِ قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، ولا البكاء ولا الوجل.. يوم يقول العاصي:
يا ليتنى قدمت لحياتي.. !
ســألتُ الـدارَ تُخبرنـي---- عن الأحبـاب ما فعلــوا
فقالت لي: أنـاخ القــوم---- أيـامًا وقــد رحـــلوا
فقلـلتُ فأين أطلُبــهم---- وأيُ منـــازلٍ نزلــوا
فقـالت بالقبــور وقـد---- لقــو والله مـا فعلــوا
فلتبادري -أختي- بالتوبة وفعل الخيرات، ولتركبي سفينة النجاة؛ فمازال هناك متسع من الوقت..
لا تغتري بأموالكِ ولا بنيكِ ولا أهلكِ ولا سلطتكِ ونفوذكِ؛ فكل هذا فاني وستحشرين في قبر ضيق، لا يتسع إلا لكِ ولعملكِ، فإن طاب عملكِ طاب مسكنكِ، وإن ساء عملكِ.. ساء محشركِ.. !
عــودي -أختي- إلى الله وتــوبي إليه.. أعلني توبتكِ الآن، والحقي بركب التائبين؛ فالقافلة تسير، والعمر يجــري، والأجل قااااااادمٌ قادم لا محالة، فلربما كان حتفكِ بعد توبة صادقـــة، أو لربما تماديتِ في الخطايا والذنوب فمتِّ وأنتِ لها مقارفة.. !
اعلمي -أختي الحبيبة- أن الله يفرح بتوبتكِ، فلا تقنطي من رحمةِ الله، ولا تيأسي فالله تعالى يقبل التوبة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلتهِ بأرضٍ فلاةٍ، فانفلتتْ منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله - تعالى -يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
ولتعلمي كذلك أن: "للتوبة بابًا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب ، وفي رواية عرضه مسيرة سبعين عاماً ، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها"؛ فهنيئًا لمن تاب وأناب قبل أن يغلق الباب.. !
وروي عن النـّبي -صلـّى الله عليه وسلـّم- أنه قال: "إنّ الشيطان قال: وعزّتك يا ربّ لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرّبّ -تبارك وتعالى-: وعزّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
7
7
7
شروط التوبة الصادقة:
أولاً: الإخلاص لله -تعالى-: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقربًا إلى مخلوق، ولا قصدًا في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: "إلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ".
ثانيًا: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة، أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج إلى توبته جديدة وهكذا.
ثالثًا: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شيء لا يعده ذنبًا.
رابعًا: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي و لا يعد نادمًا -تائبًا- من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها.
خامسًا: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.
سادسًا: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين؛ وجب عليه أن يرد الحقوق الى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه".
سابعًا: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". وقال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
7
7
7
وإليكِ الآن "مفاتيح التوبة".. إن كنتِ تنشدينها، وتبحثين عنها:
1- الإخلاص لله -عز وجل- والصدق مع الله في ترك الذنوب.
2- إحياء القلب بحب الله -تعالى-.
3- مجاهدة النفس ومنعها من المعصية، وذكري نفسكِ دومًا بمراقبة الله لكِ واجعلي لنفسكِ ورقة اكتبي فيها قصار الآيات والعبارات التي تؤثر فيكِ وضعيها على مكتبكِ، في سيارتكِ، حافظتكِ، أو في أكثر الأماكن التي تتواجدين فيها.
4- قصر الأمل والتفكر في الآخرة.
5- الحرص على التعلم؛ فالعلم ينير لكِ الطريق فتعرفين به الخير من الشر.
6- إياكِ والاستهانة بالمعصية ولا تنظري إلى صغر المعصية، بل انظري إلي كبرياء من تعصينه، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بالمعصية.
7- البعد عن كل مايثير دواعي المعصية ونوازع الشر.
8- الحرص على صحبة الطيبين المستقيمين والابتعاد عن قرناء السوء.
9- التأمل في عاقبة كل أمر تقدمين عليه.
10- هجر وترك كل شئ من ملذات الدنيا وشهواتها يتعلق به القلب دون الله -تعالى-.
11- تطهير النفس واصلاحها بفعل المأمورات وترك المحظورات.
12- تذكري الموت الفجأة، وتذكري النفس وهي جثة هامدة ممدة على مغسلة الأموات لاذنوب تنفعها ولاسيئات.
13- تذكري كتابة الملائكة لأعمالكِ ,وأنه سوف يقرأ كل شئ كتب عنكِ يوم ينظر المرء ماقدمت يداه.
14- جالسي التائبين من تلك المعصية ليخبروكِ بكيفية تركهم لها.
15- تذكري شهادة الجوارح عليكِ، تذكري قبل أن تفعلي أي معصية أن الجوارح التي سوف تقدمين بها على المعصية ستشهد عليكِ وستفضحكِ.. ليس هنا بل في أرض المحشر.
16- ذكّري نفسكِ وعظيها وعاتبيها وخوّفيها وذكريها أن الموت يأتي بغتة، وأن القبر بيتها والتراب فراشها والدود أنيسها، قولي لها: "يا نفس توبي قبل أن تموتي".
17- أَرِي نفسكِ الجنة والنار: فذكّريها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفيها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.
18- اشغلي نفسكِ بما ينفع وجنّبيها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتكِ بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.
19- حاولي أن تسمعي دروس وخطب أكثر مما تقرأين؛ لأن السمع أيسر، وشر النفس قد يعسر لكِ القراءة، وقد تلقي عليكِ نفسكِ حبائل الكسل والخمول، واسمعي كذلك محاضرات عن الجنة ونعيمها والنار ولهيبها، وأخرى عن الصبر أو الرضا.
20- المحاسبة اليومية: تنظري اليوم ماذا فعلتِ من خير أو شر.. أين ذهبتِ، إلى ماذا نظرتِ، واكتبي كل شيء واجعلي لنفسكِ قلمان أحدها أخضر مثلًا للحسنات، والآخر أسود للذنوب، إذا خير تخطين سطرًا أخضرًا، وإذا شر تخطين بالأسود، وإن عظم الذنب تكبرين الخط، هكذا ستكون صحيفتكِ، وبعدها حاولي معالجة أخطائكِ واعملي على إصلاح نفسكِ.
21- الاستغفار لقوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
22– الدعاء والذكر: فهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يُخفِّفه إذا نَزَل، ومن أعظم ما يُسأل، ويُدعى به سؤال الله التوبة:
ادعي الله _تبارك وتعالى_ أن يمن عليكِ بالتوبة النصوح.
ادعي الله _تبارك وتعالى_ أن يُجدِّد الإيمان في قلبكِ.
يا ربّ ما لي غير لطفك ملجأ ولعلني عن بابه لا أطرد.
يا ربّ هب لي توبةً أقضي بها ديناً عليّ به جلالـُك يشهد.
أنت الخبير بحال عبدك إنـّه بسلاسل الوزر الثـّقيل مقيد.
أنت المجيب لكل داع ٍ يلتجي أنت المجير لكلّ من يستنجد.
من أيّ بحر غير بحرك نستقي ولأي باب غير بابك نقصد.
7
7
7
الطاعة
فِري إلى الله بالتوبة.. فري من الهوى.. فري من المعاصي.. فري من الذنوب.. فري من الشهوات.. فري من الدنيا كلها، وأقبلي على الله تائبة راجعة منيبة.
اطرقي بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبكِ أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
هلمّي -أختي الحبيبة- إلى رحمة الله وعفوه قبل أن.. يفوت الأوان.. !
فاللهم تقبلنا في التائبين، واغفر ذنوبنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
7
7
7
// :: الحَمدُ والشُّكرُ لِله ..ღ :: //