بسم الله الرّحمان الرّحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من
سيئات أعمـالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد:
يقول الشاعر:
اصبرْ لكلّ مصيـبة و تجلّد **** و اعـلم بأنّ المرءَ غير مُخلَّدِ
فإذا ذكرت مُصيبة تسْلو بها **** فاذكـر مُصابَكَ بالنّبيّ محمّدِ
و بعد: هل من مصيبة أعظم من مصيبة موت النبي صلى الله عليه و سلّم؟ لا و الله و دليلنا
حديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم، عن ابن عباس و سابط الجمحي _ رضي الله عنهم _
قالا : قال رسول الله صلى الله عليه
و سلّم: (( إذا أصيب أحدكم بمصيبة؛ فليذكر مصيبته بي؛ فإنها أعظم المصائب )) [ أخرجه
ابن سعد، و الدارمي ، و غيرهما، و هو صحيح بشواهده؛ كما في ((الصحيحة)) (1106 )]
فيا إخواني تدبروا أثر موته صلى الله عليه و سلّم على الأمة.
و آسألوا أنفسكم كما سألتُ نفسي أيّهما أعظم أموت رسول الله أم مصائب اليوم
و أين نحن من قول إحدى المؤمنات بعد غزوة من الغزوات فقدت فيها الفلذات:
" كلّ مصيبة بعدك تهون يا رسول الله "
أخوكم في الله:
أبو القعقاع القيرواني الأثري