دينُ الإسلام بريءٌ من دين الإرهاب
(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )المائدة32
(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)الفرقان68
وكأن الذين يقتلون الأبرياء ما قرؤوا الآيتين السابقتين
وكأنهم ما قرؤوا قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93
فإلى أي دين ينتمون ؟؟!! وبأي عقيدة يؤمنون ؟؟ ولأجل من يقتلون ؟؟
إنهم ينتمون إلى دين الإرهاب
وهم بعيدون كل البعد عن دين الإسلام دين المحبة والوئام .
إنهم يؤمنون بعقيدة سفك الدماء على مختلف مذاهبها .
وهم يقتلون لأجل مصالح أعدائنا وتنفيذ مآربهم .
لكن الطامة الكبرى عندما يغرس التكفيريون في عقل
القاتل أنه من أهل الجنة أو من الشهداء الأبرار , وأن الذي
يقتله كافر بالله يحل قتلُه
وسلبُ ماله .........
فيفجر القاتل نفسه, ويقتل غيره, وقد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
فهذه عملية انتحارية إجرامية جبانة , بعيدة كل البعد عن العملية الاستشهادية المشرفة
فدين الإسلام بريء من دين الإرهاب, بل ليس فقط دين الإسلام , بل كل الأديان بريئة من الإرهاب , لذلك اشتهرت مقولة ( الإرهاب لا دين له )
- نعم هناك فرق كبير بين الجهاد وبين الإرهاب , فنحن مع الجهاد بشروطه ولسنا مع الإرهاب وقتله
ونعم أيضا هناك فرق كبير بين التطرف والصحوة الإسلامية ورحم الله من قال :
يا نهر صحوتنا رأيتـك صافيـا
وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى
ورأيت حولك جيلنا الحـر الـذي
فتـح المـدى بوابـة وتألـقـا
قالوا تطـرف جيلنـا لمـا سمـا
قدرا وأعطـى للبطولـة موثقـا
ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى
ومضى على درب الكرامة وارتقا
أو كـان إرهابـا جهـاد نبينـا
أم كـان حقـا بالكتـاب مصدقـا
فأعداؤنا جعلوا المقاومة المشروعة إرهابا , وجعلوا التزام المؤمن بتعاليم دينه إرهابا وتطرفا
بل جعلوا كل من لم يطأطئ رأسه لهم إرهابيا متطرفا
وأما الخانعون لهم فهم في قمة الوسطية والاعتدال , وهم – بخنوعهم وذلهم بنظر أعدائنا – صورة الإسلام المشرق , مع أنهم
وأسيادهم هم المتطرفون وهم الإرهابيون وكما قيل :
إن التطرف أن نرى من قومنـا
من صانع الكفر اللئيـم وأبرقـا
إن التطـرف أن نبـادل كافـرا
حبـا ونمنحـه الـولاء محققـا
إن التطرف في اليهـود سجيـة
شربوا به كـأس العـداء معتقـا
إن التطرف أن يظـل رصاصنـا
متلعثمـا ورصاصهـم متفيهقـا
نحن مأمورون أن نعد العدة والقوة لنرهب أعداءنا وأعداء الله والآية القرآنية صريحة في ذلك :
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ
يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
أما الإرهابيون وأعوانهم فإنهم يعدون العدة لقتل الأبرياء وسفك الدماء , قاتلهم الله أنى يؤفكون
- وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِى إِسْمَاعِيلَ الأَسْلَمِىِّ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِىَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لاَ يَدْرِى الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ وَلاَ
الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ».
بتأمل في هذا الحديث نرى أن القاتل لا يدري لماذا قتل الأبرياء وسفك دماءهم , بل ربما يظن انه بجريمته قدم خيرا إلى الإنسانية جمعاء ,
ويظن أن الجنة قد فتحت أبوابها له , أو بصورة أخرى هكذا زين له من زج به في هذه الجريمة النكراء , وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون !!
ونرى أن المقتول كان يمشي بأمان فإذا به في عداد الموتى ,وكأن هذا الحديث ينطبق كثيرا في عصرنا , فواجب كل واحد منا أن يغرس الوعي
في أذهان أبنائه ومن يعولهم ومن يعرفهم
وان يحذرهم من الأفكار الفاسدة
وعقيدة سفك الدماء
وان يطلعهم دائما على نقاء الإسلام
وصفائه وسلامه .
ـ وأخيرا :معظمنا ملك الدنيا بحذافيرها وهو لا يدري ؟؟ فالأمان في السرب, والمعافاة في الجسد وتوفر طعام اليوم, هذه هي الدنيا أما قال
النبي
صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) .
فانظر كيف بدأ بالأمان لأنه من أعظم نعم المنان .
قاتل الله الإرهاب, ولعن الله قتلة الأطفال الأبرياء والنساء والرجال الذين لا ذنب لهم .
وأول ما يقضى يوم القيامة بالدماء كما اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس