بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أشهد أن محمدأً عبده ورسوله , أما بعد:
إن بواعث محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه تدعو المسلم إلى عدة أمور, منها :
1- موافقة مراد الله-عز وجل- في محبته لنبيه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه له ،فقد أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم تعظيما له في قوله :" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون "(الحجر:72) . كما أثنى عليه فقال :" وانك لعلى خلق عظيم "(القلم:4) ،وقال :" ورفعنا لك ذكرك "(الشرح:4) ،فلا يذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه . وقد اتخذه ربه –تعالى- خليلا صلى الله عليه وسلم .
قال ابن القيم ( وكل محبة للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله وتعظيمه ،كمحبة رسول الله صلى اله عليه وسلم وتعظيمه ، فإنها من تمام محبة مرسله وتعظيمه ؛ فان أمته يحبونه لمحبة الله له ، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له ؛ فهي محبة لله من موجبات محبة الله ، وكذلك محبة أهل العلم والإيمان ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2- ما ميزه الله-تعالى- به من شرف النسب ، وكرم الحسب ، وصفاء النشأة ، وكمال الصفات والأخلاق والأفعال .
3- شدة محبته صلى الله عليه وسلم لأمته وشفقته عليها ورحمته بها . قال الله تعالى :" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"(التوبة:128) .
وكم كان يسأل الله تعالى الخير لأمته ويفرح بفضل الله عليها؟! وكمتحمل من مشاق نشر الدعوة ، وأذى المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل به النعمة؟!