وطفح الكيل*
فلا عجب ولا غرابة ، أمة تسبح بدمائها ، جسدها ممزق ، جروحها تنزف، بُح الصوت ، {وإذ زاغت الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون، هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديداً} أمة أصبح شعارها القومية والوطنية ، والعصبية الجاهلية ، لا تعجب أخي المسلم من أمتك عندما تراها في الحضيض ، إنه الذل والهوان لم يأتي هكذا جزافاً في يوم وليلة ، أنسيت تفشى المنكرات والموبقات انظر كبائر الذنوب يجاهر بها بواحاً وعلناً، حسدٌ وبغضاء ، وما هي النتيجة بعد ذلك قال الله تبارك وتعالى: { ومن أعرض عن ذكرى فإن لـه معيشة ظنكا } وفي الحديث الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأمراض التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ....] إننا معشر المسلمين خير أمة أخرجت للناس قال الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } لكن إذا تخلينا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصابنا كما أصاب الأمم الماضية وهذا ما يعيشه المسلمون وللأسف الشديد قال تعالى: { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }.
{إن ربك لبالمرصاد}كيف نستجدي العزة والنصرة من غير الله، والله تعالى يمهل ولا يهمل، إن على الأمة الإسلامية مراجعة حساباتها، وتصحيح طريقها، وأن تعلم أنه لا يصلح أمرها إلا ما صلح أولها.
والله تعالى ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
* عبد العزيز بن علي الحصين.