عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بقبرٍ،
فقال: "منْ صاحبُ هذا القبرِ؟"
فقالوا: فلانٌ،
فقال: "ركعتانِ أحَبُُّ إلى هذا، منْ بقيَّةِ دنياكم".
رواه الطبراني في "الأوسط" رقم(920)، وقال الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب"(391): "حسن صحيح".
يقول الشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي في كتابه وقفات قبل الفوات:
"اعلمْ ـ رحمكَ اللهُ ـ أنَّ الصحة لا يعرِفُ مقدارَهَا على الحقيقة إلاَّ المرضى، والعافية لا يعرفُ مقدارها إلاَّ المبتلى، فكذلك الحياةُ لا يعرفُ مقدارها إلاَّ الموتى، لأنَّهم قد ظهرت لهم الأمورُ، وانكشفت لهم الحقائقُ، وتبدت لهم المنازلُ، وعلموا مقدارَ الأعمال الصَّالحة، إذْ ليسَ ينفع هناك إلاَّ عملٌ صالحٌ زكيٌّ، ولا يرتفعُ هناكَ إلاَّ عبدٌ تقيٌّ، وكلَّما ازدادَ في الدنيا فضيلةً كانَ أقربَ إلى الله وسيلةً.
فلمَّا استبانَ لهم ذلك، وعلموا مقدارَ ما ضيَّعوا، وقيمةَ ما فيه فرَّطوا ندموا وأسفوا، وودُّوا لو أنَّهم إلى الدنيا رجعوا ليتوبوا ويجتهدوا في الطَّاعةِ، ولا سبيلَ لهم إلى ذلك".
انــتــهـــــى