السفور دعوة يهودية ..!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالدعوة إلى سفور المرأة المسلمة كانت أول ما كانت دعوة يهودية في المدينة النبوية أيام الإسلام الأُولى فيها: "قال أبو عون: كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يراودونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين إلى الصائغ فقتله وكان يهوديّا فشدّ اليهود على المسلم فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع". ثم تبع اليهود بعد ذلك من تبعهم في دعوة المرأة وحضها على التحلل من شرائع الإسلام بأسماء كثيرة فكان أن قام مرقص فهمي القبطي يدعو إلى تحرير المرأة (من الحجاب) وكثير من شرائع الإسلام أيام كانت بريطانيا تستعبد مصر. اهـ.
أيتها الأخت المسلمة كوني على حذر من دعاة السفور والاختلاط، أنتِ أُم الرجال ومدرسة الأجيال، فكوني شامخة كالجبال، لا تغتري بحيلهم الشيطانية، فإنها والله ليست في صالحك إنها قضاء على الحياء، وضياع للأخلاق وتجريد من الفضائل، ولقد أجاد من قال:
فلا والله ما في العيش خير+ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء..!
لا تغتري بكثرة المخدوعات والمغرورات، كوني من المؤمنات الراسخات فنحن في زمان طغت فيه الرذيلة على الفضيلة في كثير من البلدان واحمدي الله أنك تنتمين إلى دين عرف للمرأة قدرها وأعز مكانتها بشريعته الربانية.
تذكّري أن العمر قصير مهما طال، ولابد يومًا أن تُحملي على أعناق الرجال، وتلك والله هي النهاية والمآل، وما بعده أعظم منه.
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته +يومًا على آلة حدباء محمول
ثم ماذا؟ قبرٌ ظاهره سكون وداخله نعيم- نسأل الله من فضله، أو عذاب- نسأل الله العافية- ثم بعث ونشور، فآخذ كتابه بيمينه مسرور، أو آخذ بشماله يدعو الويل والثبور، نسأل الله الثبات على دينه في الدنيا والآخرة.
إن الذين ينادون بخروج المرأة وسفورها لا يريدون خيرًا للنساء بدعواتهم هذه، وإنما هي أهداف يسعون لتحقيقها وهي نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، لهدم كيان الأُسرة باعتبارها النواة الأساسية في البنية الاجتماعية، واستعمال المرأة وسيلة لإسقاط الحكومات والدول.. فهلا يرعوي هؤلاء الذين يلهثون وراء تلك الدعوات الباطلة المنابذة للإسلام وشرائعه السمحة ويبثون سمومهم في عقر دورهم وداخل بلادهم الآمنة نسأل الله لنا ولهم الهداية.
لقد أخفقت المرأة يوم تنازلت عن عرشها ومكانتها العالية التي أوجدها لها الإسلام، وانحطت في مزالق الردى والهوان يوم لبت تلك الدعوات الضالة فسمحت لنفسها باختلاطها بالرجال سافرة مبتذلة في الميادين والأسواق وأماكن العمل؛ بل وعلى مدرجات الجامعات في كثير من دول العالم العربي والإسلامي، فكانت الصلات المريبة والعلاقات المشينة، فخسرت أعظم ما تملكه، إنها مصيبة تساورها حتى تموت إلا إذا عادت إلى رشدها، وأدركت سوء فعلتها.
لقد صرّح عدد من النساء الشهيرات عالميّا في مجال التمثيل والمسرح بعدم سعادتهن بعد أن ظللن برهة من الزمن يلهثن خلف كل ناعق من دعاة السفور والاختلاط والنوادي والسينما، وتمردن على دين الله وتعرضن لسخطه، فكوني أختي المسلمة على حذر واتقي الله في نفسك، وخذي العبرة من غيرك حتى لا تقعي فريسة كما وقعن.
وهنا أُورد باختصار بعض أقوالهن وقد جربن الشهرة والاختلاط والإباحية المحرمة والخلاعة، وعُدْن بالخيبة والتعاسة يندبن حظهن، وسوء تصرفهن، ويحذرن بنات جنسهن من الهوة السحيقة التي منين بها ويطالبن بمنع الاختلاط، والعودة إلى عصر الحجاب والبيت السعيد، والحياة العائلية الشريفة.
قالت الشاعرة المسلمة:
وخير نساء العالمين هي التي+ تدير شؤون البيت أو فيه تعمل
إذا بقيتْ في البيت فهي أميرةٌ+ يُوقرها مَن حولها ويبجِّل
وإسهامُها للشعب أن قدَّمتْ له + رجالاً أُعِدُّوا للبناء وأُهِّلوا
رعتْهم صغارًا فهي كانت أساسهم +تُلقن كلا ما يقولُ ويفعل
هذا هو الدور الصحيح والمسئولية الحقة للمرأة، قرار في البيت، وانشغال بالطاعة، وإعداد للأجيال، وتعاون مع الأزواج في المعاش والمعاد، فلا مكان لصيحات ودعوات أعداء المرأة لإخراجها من روضتها وإنزالها عن عرشها، وكشف وجهها بحجة أنها طاقة معطلة ومهانة، والحق أنها دعوات وراءها ما وراءها من الفتن والشرور فهل يتنبه الغافلون؟
عجبًا أيسكت ذو الفضيلة والهدى+ وأخو المفاسد بالخنا يتشدّق
1- تقول الكاتبة أرنون: "لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن بالمعامل، حيث تصبح المرأة ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف". {فتياتنا بين التغريب}
2- تقول صحفية أمريكية زارت كثيرًا من دول العالم: "امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا، امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا معقدًا مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة وإن ضحايا الاختلاط والحرية يملأون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية". اهـ.
3- تقول فابيان عارضة الأزياء المشهورة: "لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ".
4- تقول صحيفة فرنسية: "وجدت المرأة العربية المسلمة محترمة ومقدرة داخل بيتها أكثر من الأوربية وأعتقد أن الزوجة والأم تعيشان بسعادة تفوق سعادتنا. وتقول للمرأة المسلمة ناصحة لها: لا تأخذي من العائلة الأوربية مثالاً؛ لأن عائلاتها هي أنموذج رديء لا يصلح مثالاً يُحتذى".
5- ممثلة أمريكية تنتحر بعد حياة بائسة وقد كتبت لفتاة ترغب في العمل في السينما، تقول لها: "احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة، أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة على كل شيء، إن السعادة الحقيقية للمرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن الحياة العائلية هي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية، وتقول: لقد ظلمني كل الناس وإن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخصية تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة، إني أنصح الفتيات بعدم العمل في السينما والتمثيل". اهـ.
هذا قليل من كثير نسوقه إلى المخدوعات ببريق الشرق أو الغرب واللاهثات وراء كل ناعق ولو على حساب كرامتهن وحيائهن وقد سجلها من وصلن إلى طريق مسدود في حياتهن وأضعن ما يملكنه من شرف وسمت وعُدْن يحذِّرن من مغبة ما وقعن فيه، ولكن بعد ماذا؟ بعد الخزي والعار الذي رضينه لأنفسهن وحطمن به مستقبلهن. فالله الله يا بنات الإسلام. الحذر الحذر قبل الوقوع في الخطر. {اعترافات متأخرة: 2: 5}
إن كل دعوة تُوجه إلى المرأة من أي جهة كانت لا تتفق مع أحكام هذه الشريعة المطهّرة، لن تعود عليها بالخير، وإن صيانتها وتوجيهها التوجيه السليم لما يخدمها في دينها ودنياها وتحذيرها عن كل ما يخدش كرامتها ويمس حشمتها أمر محمود، وهو ما حرصت عليه ولله الحمد هذه الأمة المباركة امتثالاً لأمر الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا من الأسباب التي أدّت إلى تفوق بلادنا على غيرها في أمنها وسعة رزقها ومكانتها بين الدول.
إن الالتزام بشرع الله قولاً وعملاً تمكين في الأرض ونعمٌ تترى، وبركات تتنزّل- كما أن الذنوب والمعاصي سبب لزوال النعم وحلول النقم، نسأل الله السلامة. يقول الله عز وجل: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم {الرعد: 11}.
قال ابن أبي حاتم عن إبراهيم أن الله أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك: "إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا حول الله عنهم ما يحبون إلا ما يكرهون". تفسير ابن كثير.
إن الذي يعتقد أن تطور المجتمعات ورقيها يحصل بسفور النساء واختلاطهن بالرجال في الأعمال وغيرها وقيادتهن للسيارات قد جانب الحق والصواب، فالتطور والرقي يتم بالتسليم قولاً وعملاً لأحكام الإسلام الحنيف الذي أعطى المرأة حقوقها كاملة، وصان عرضها وحماها من الفتن والشرور وأوضح الطريق السوي لكل من يريد الخير في معاشه ومعاده.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنا قوم أعزنا الله بالإسلام فلن نبتغي العز بغيره".
{مصنف ابن أبي شيبة ج7 ص113}
وفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.
بقلم الشيخ / محمد بن ناصر العريني