غالية سمعت وقرأت وتعلمت أن الأم هي مستودع الحنان والرحمة ...شاطئ الأمان ونبع الحب ...صانعة الأجيال ومصنع الرجال
لكنها لم تشعر بتلك المعاني الجميلة مطلقا ..تأملت امها التي لا تكاد تنتهي من مهاتفة صديقة الا وتتبعها بأخرى ...اقتربت من امها وقالت "ياأمي استمعي لي ارجوك بلغت من العمر ستة عشر عاما ... اريد ان اقول كلاما كثيرا ...انا بحاجة الى حنانك ...انا بحاجة الى الحب ...ضميني الى قائمة صديقاتك امنحيني من وقتك الشيء اليسير نتحدث ونتحاور لدي الكثير لأقوله و.....
"كفى" خرج صوت الأم هادرا مهددا " انا صديقتك ؟! أي حماقة هذه ماقلة الأدب هذه انا امك؟؟؟ ...يبدوا اني لم احسن تربيتك بعد اذهبي من هنا " وعادت الى الهاتف مرة اخرى ....
وتكرر هذا المشهد كثيرا ...فغاليه تحاول ان تصل الى شاطيء الأمان ...وتمد يدها وتقاوم الرياح العاتية ...الى ان تعبت وتكسرت مجاديفها...وسحبتها الرياح
وتراجعت غالية ...تراجعت الى الأبد..
فيوما بعد يوم اخذ الغزو الفكري في اجتياح أعماقها وتحطيم المباديء والقيم في ذاتها ...فانهارت قواها وبدأت الحصون والمعاقل في داخلها تتهاوى واحدة تلو الأخرى وتمادى المحتل في طغيانه فأحرق كل معاني الجمال وسلب الحياء واغتصب العفة وامتهن الكرامة ودنس الفضيلة وجعلها تشرب من كأس الرذيلة حتى الثمالة
وكانت النهاية المروعة على أيدي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وصرخت عندما رأت أمها التي افزعها ما آل اليه حال ابنتها :انت السبب لماذا جئت بعد ان وطئتني الأقدام وغرقت في أوحال المعصية ...لقد فات الاوان...لست بحاجة اليك الآن...وسارت بعيدا
انتهت القصة....
تعليق
انا لا اعطي مبررا لتصرفات الفتاة لان الفتاة فد اخطات في حق نفسها؟؟ لكن أفسر احد اهم الأسباب التي أودت بها الى هذه الهوة السحيقة
كيف وصلت الى ما وصلت اليه؟؟
اين دور الأم هنا؟؟ وما هو دورها الحقيقي ؟
لماذا غاب في هذه الفترة الحرجة الخطيرة من عمر الفتاة
امهاتنا الفاضلات : ابنائنا أمانه في أعناقنا نسأل عنهم يوم القيامة ... ...ان طريق الإنحراف وارتكاب الخطا وتفشي الأمراض النفسية في ابنائنا في معظم الأحيان قد يكون رصف بأخطاء الأهل وما يقعون فيه من خلل في تعاملهم مع ابنائهم ...ان الكثير من البيوت قد تمون البنت بالحاجات المادية لكنها لا تمونها بالحاجات المعنوية والنفسية مع انها قد تكون اليها أحوج ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته