[frame="14 98"]
من عجائب علاقة الغرب الصليبي والصهيوني بنظام آيات قم في طهران، أن العداء اللفظي بين الطرفين لا يتجاوز التنديد الإنشائي والشجب الكلامي الدعائي!!فحتى جرائم هذا النظام في حق عشرات الملايين من مواطنيه المقهورين المظلومين-وهم من أهل السنة بالدرجة الأولى –لا تجد دعماً فعلياً ولا جهداً توثيقياً، بما يجعله عنصر ضغط معنوياً على نظام اتخذ من التمييز الديني والعرقي نهجاً معلناً في مواد دستوره الغريب العجيب.
فإذا استثنينا المنظمات الحقوقية غير الرسمية،فإن هنالك حماية غربية كاملة لطهران،من خلال التعتيم على حجم ونوع ومدى جرائمه اليومية.وهي حالة يختص بها نظام الملالي وحليفه الأوحد في المنطقة: الكيان الصهيوني، مع فرق يستحق التأمل. فتل أبيب تجد من يحاول فضح فظائعها-مثل الدول العربية والإسلامية-وإن كان مآل هذه المساعي فشلاً أكيداً بفعل الهيمنة الصليبية على الهيئات والمنظمات الأممية.أما إيران فليس هنالك دولة تحاول كشف سلوكها الشائن!!
من هنا يكتسب تقرير موثق نُشِرَ مؤخراً، يكتسب قيمة كبيرة من الناحية الإعلامية المهنية،لما تضمنه من تفاصيل مرعبة،بدلاً من لغة العموميات البلاغية التي تصبح مع التكرار ميتة ومنفرة وغير مستساغة!!
فوفقاً لإحصاءات عام2006م الرسمية-!!-،بلغ عدد سكان إيران 70مليون نسمة، يؤلف الفرس نسبة51%منهم (هذا بالطبع بحسب الإحصاء الحكومي غير المستقل-ومن الناحية الدينية يزعم النظام أن نسبة الشيعة من الإيرانيين هي 80%!!ومع اعترافه بان نسبة أهل السنة من المواطنين تربو على 15%،فإنهم هدف القمع والتمييز الأول ،لأن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي تخلو من مسجد لهم،مع أن مليون مسلم يقطنون العاصمة الإيرانية!!
أما اليهود ذوو النسبة المتدنية من حيث العدد،فإن النظام يتيح لهم حرية كاملة في العبادة وإنشاء الكنس والمعابد،فضلاً عن اعتراف الملالي بالزرادشتية!!
ويعد الجور الواقع على أهل الأحواز نموذجاً لتركيبة نظام الآيات وحقيقة تشيعه المزعوم الذي يستر هوية عنصرية تشبه النازية. فعرب الأحواز الذين ضحى بهم الغرب منذ تسعين عاماً عندما سمح لرضا بهلوي-والد الشاه المخلوع-بضم إقليمهم بالقوة.فهؤلاء أكثرهم من الشيعة الاثني عشرية، لكن اشتراكهم مع النظام في الانتماء الديني لم يشفع لهم،لمجرد أنهم من أبناء قبائل عربية ولغتهم هي لغة القرآن الكريم،التي يحاربها نظام يرفع لواء الإسلام كذباً وزوراً!!
يعاني الاهوازيون من مشاكل عدة وانتهاكات مختلفة لحقوقهم التي يكفل الحد الأدنى منها الدستور الإيراني فمثلا رغم وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية, لم تطبق السلطة الإيرانية هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها, أي أن العرب في إقليم الأهواز مضطرون للتعلم باللغة الفارسية فقط.
ويدعي الاهوازيون أن التحدث بالعربية ممنوع في الدوائر الرسمية ومن بين 25 منصبا مفصليا في إقليم الأهواز لم يحتل العرب الاهوازيون إلا 5 في المائة من هذه المناصب.
كذلك فإن أكثر من 80 في المائة من عائدات إيران النفطية مصدرها الأهواز, ولا يصرف من هذه العائدات على الإقليم إلا القليل القليل في حين أن مجلس الشورى صدق على قرار منح الإقليم 2 بالالف من عائدات الإقليم ولكن بقي هذا القرار حبرا على ورق.
ويطالب الاهوازيون بإعطائهم التراخيص للصحف الصادرة بالعربية وذلك طبقا للدستور الإيراني. غير أن هذا الأمر غير ممكن حتى الصحيفة الوحيدة التي كانت تصدر باللغتين العربية والفارسية تم حظرها.
ويتهم الاهوازيون إيران بمصادرة أراضيهم وذلك بحجة مشاريع عدة مثل "مشروع قصب السكر الاستيطاني" وما شابه ذلك, فحسب ما جاء في رسالة للنائب السابق للأهواز "جاسم التميمي" وجهها للرئيس خاتمي فإن هناك 20 ألف هكتار من أراضي المواطنين العرب صودرت لمشروع قصب السكر إضافة إلى 47 ألف هكتار لمشروع فدائيي الحرب العراقية - الإيرانية, إضافة إلى مشروع إنشاء مستوطنة "شيرين شهر" التي تستوعب 500 ألف نسمة ستجلبهم الحكومة الإيرانية من المناطق الشمالية لإيران لإسكانهم في إقليم الأهواز.
ومن الانتهاكات الأخرى بحق الشعب الاهوازي أن النظام الإيراني يحاول "تفريس" المدن من خلال تغيير أسمائها الأصلية مثل الحويزة إلى هويزة والخفاجية إلى "سوسنكرد" ويسعى النظام لتسهيل نشر المخدرات في الإقليم وذلك لتدمير الشباب العرب, حيث تباع المخدرات بأسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعارها في الأقاليم الأخرى. هذا فضلا عن تحويل الأهواز إلى ثكنة عسكرية والسياسات المتبعة لتعزيز النعرة القبلية لدى العرب.
[/frame]