<div align="center">لك الله أيها الأواب ، كم هي قيمتك عند ربك !
يفرح بك مع غناه عنك ، ويقبل عليك مع سوء ما قدمته بين يديك ، ويتجاوز عن تقصيرك في حقه وهو من أعطاك وأولاك وأنعم عليك وهداك ..
فالمعصية وقعت بعلمه ، وتحت نظره ، وبنعمه ، وفي ملكه ، وفوق أرضه ، وتحت سمائه ، ومن عبده ، ثم يمتن عليك ، ويقذف التوبة في قلبك ، ويهديك ويجتبيك ، ويدلك عليه ، ويرغبك فيه ، ويطمعك في كرمه ، ويدعوك لجنته ، ويحذرك من سطوته ونقمته ..
وبعد أن بارزته بذنبك ، وتمردت عليه بمعصيتك ، يهديك إليه ، ويدلك به عليه ، ويمنحك فرصة للتوبة إليه ، ثم يفرح بإقبالك عليه ، ويحبك ويتودد إليك ، ويبدل سيئاتك إلى حسنات ما كانت لك على بال ..
فهذه رحمته بمن عصاه ، فكيف رحمته بمن أطاعه ؟!
فيا سوءتاه من الله ! بأي وجه نلقاه ؟ مع رحمته ومغفرته ، فكيف لو لم يغفر أو يرحم ؟!
اللهم سلِّم .. سلِّم ..!
فالبدار إلى رحاب التوبة ، وواحة الأوبة قبل أن تطوى الصحائف ، وننتقل إليه ، ونقف بين يديه في يوم تطول وتعظم في المواقف !
فيا أخوتاه !
نحترق .. نحترق بمعاصينا وسيئاتنا ..
فلنقم إلى ذُنوبنا المحرقة ، لنطفئها بِذَنوبٍ من توبة صادقة ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والله المستعان على كل حال </div>
<marquee>م ن ق و ل ل ل ف ا د ة </marquee>