<div align="center">تعبدُ الله كأنك تَرَاه !</div>
( قال : فأخبرني عن الإحسان . قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). رواه مسلم
الإحسان ... أن تحسن الشيء فتجعله حسناً.
والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه !
كان السؤال قبل ذلك عن الإسلام ، ثم عن الإيمان .
ولإسلام درجة والإيمان بعد ذلك درجة ، وهذه هي درجة الإحسان . لكي يكون إسلامك حسناً وإيمانك كذلك .
تعبد الله كأنك تراه.....
تعبير عجيب يحمل في بساطة حقيقة هائلة .
وأروع ما يرعني فيه- وقد يكون هذا تأثراً شخصياً – أنه يفاجئك وأنت تُقَلب وجهك في الآفاق ، باحثاً عن الإجابة ، يفاجئك بالقبلة التي ينبغي أن تتوجه إليها ! فإذا أنت- على غير توقع منك – ترى النور.....
النور الذي يبهر العين القلب ويبهر الروح0
( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.نور على نور . يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الأمثال للناس. والله بكل شيء عليم ) سورة النور 35
القاعدة الكبرى التي يقيم عليها الإسلام بناء كله : هي أن تعبد الله كأنك تراه 0
ولقد يخطر للإنسان- أول ما يخطر – أن هذه عبادة محضَ !
بل قد يخطر للإنسان أنها العبادة القصوى ، التي ينقطع فيها الإنسان عن كل شيء في الحياة ، ليخلو إلى ربه ، يخلو له بوجدانه وحسه وقلبه.... هنالك في عزلة عن الآخرين !
ونها لعبادة حقاً ، ما في ذلك شك ، وإنها لأقص العبادة كذلك 0
ولكنها – وهي أقصى عبادة العبد للرب – لتعود من عزلتها وخلوتها ، فتتسع وتتسع حتى تشمل كل محيط الإنسانية ! تشمل السياسة والاقتصاد ، ونظام المجتمع ، ونظام الأسرة ، ومعاملات ولأفراد ، وموقف الفرد من الدولة وموقف الدولة من الفرد . تشمل كل شيء في هذه الحياة !
حقيقة واحدة ظاهرة وباطنه ، تشمل الفرد وحده وتشمله في محيط الجماعة ، فإذا هي شعور وسلوك ، وعبادة وعمل في آن !
الإسلام كله هذه الحقيقة 0
الإسلام – وحده هو الذي يجعل العبادة عملاً والعمل عبادة . والذي يربط النفس والجسم ، والسماء والأرض ، والدنيا والآخرة كلها في نظامً واحد .