قال ابن الجوزي – رحمه الله - في صيد الخاطر (ص 128-129) :
ينبغي لكل ذي لبٍّ وفطنةٍ أن يحذرعواقب المعاصي ؛
فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابةٌ ولا رحم ، وإنما هوقائمٌ بالقسط ، حاكمٌ بالعدل .
وإن كان حلمه يسع الذنوب ..
إلاَّ أنه إذا شاء عفا ؛فعفا كلَّ كثيف من الذنوب ، وإذا شاء أخذ ، وأخذ باليسير ؛
فالحذرَ .. الحذرَ ..
ولقدرأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلَّبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة
؛فتعبوا من حيث لم يحتسبوا ؛ فقُلِعتْ أصولهم ، ونُقِضَ ما بَنَوْا من قواعد أحكموهالذراريهم .
وما كان ذلك إلاَّ أنهم أهملوا جانب الحق عزوجل ،
وظنوا أنَّ ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍّ ؛
فمالت سفينة ظنونهم ؛ فدخلها من ماء الكيد ماأغرقهم ...