السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي ألف بين قلوب المؤمنين، ورغبهم في الاجتماع والائتلاف، وحذرهم من التفرق والاختلاف، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فقدر، وشرع فيسر، وكان بالمؤمنين رحيماً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي أمر بالتيسير والتبشير، فقال: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا "، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله المطهرين، وأصحابه الذين وصفهم الله بأنهم أشداء على الكفار رُحماء بينهم، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد: فأهل السنة والجماعة هم المتبعون لِما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونسبتهم إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي حث على التمسك بها بقوله: " فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليه بالنواجذ "، وحذر من مخالفتها بقوله: " وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وقوله: " من رغب عن سنتي فليس مني "،
والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن من عاش من أصحابه سيُدرك هذا التفرق والاختلاف، فقال: " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً "، ثم أرشد إلى سلوك الصراط المستقيم، وهو اتباع سنته وسنة خلفائه الراشدين، وحذر من محدثات الأمور، وأخبر أنها ضلال، وليس من المعقول ولا المقبول أن يُحجب حقٌ وهدى عن الصحابة رضي الله عنهم ويُدخر لأناس يجيئون بعدهم، فإن تلك البدع المحدثة كلها شر، ولو كان في شيء منها خير لسبق إليه الصحابة، لكنها شرٌ ابُتلي به كثير ممن جاء بعدهم ممن انحرفوا عما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " ( مقتطع من كلام لسماحة الوالد عبد المحسن العبّاد البدر ) ،
أخي عبيد المبين أتمنى أن يتسع صدرك وتحسن الظن وهذا المأمول فيك بإذن الله ، فهذا ردي على كلامك سائلاً الله عز وجل أن ينفع بهذه الكلمات، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب،فوالله الذي لا إله غيره ما كتبت هذا إلا من واقع رأيته وما أردت إلا الخير فإن لم أكن أنا حليما فكن خيرا مني وقلب كلامي يمنة ويسرة واقرأه مرة واثنين وثلاثة ولا أريد منك إلا أن تحكم بما فيه نصيحة لإخوانك المسلمين
وسأجعل كلامك بلون مخالف للتسهيل
تردنا فتوى في وسيلة من وسائل الدعوة وتحقيق مقاصد الشرع ؛ فينبغي أن نوضح الأمور لمن نسألهم ونذكر تفاصيل الموضوع المسؤول عنه ..
أما أن يصاغ السؤال على طريقة يفهم منها عدم اتضاح الصورة للمستفتى ( العالم ) ، فليس هذا من الأمانة العلمية ممن يستفتي أهل العلم ..
هل ممكن أن أطلب منك طلبا لا أمرا أن تبيين لي :
1. أي من الأسئلة التي وردت لم يذكر التفصيل فيها فيما يريد صاحبها السؤال عنه .
2. قولك يصاغ السؤال على طريقة ما أو كيفية ما فهذا اتهام عافاني الله وإياك منه واتهام ليس بصحيح وسيتبين لك هذا لاحقا .
3. هل ممكن بالتفصيل توضح لي أي الأسئلة التي صيغت بطريقة معينة بحيث لا يفهمها الشيخ ولا تتضح له .
4. هل تظن أن الشيخ الفوزان أو غيره يفتون في مثل هذه الأمور المشتهرة بناء على السؤال المطروح ؟؟ بمعنى ان الشيخ لما سُئل هو يعرف جيدا ماهو الطبق الخيري لأنه أمر مشتهر جدا ومنتشر بصورة يعرفها أقل طلبة العلم فلو أن السؤال صيغ بطريقة ما فالشيخ سيفصل في المسألة وإن كانت الأسئلة التي ذكرتها أنا واضحة جدا .
وعلى العموم أنا أجيب على الاسئلة من ناحيتي فأنا أرى الاسئلة التي طرحت على الشيخ واضحة جدا ومطابقة للواقع الذي أعرفه تماما وهي من الوضوح بحيث لا تختلط على الشيخ في تصور المسألة بل تتوافق مع كثير من الصور التي تحمل معناها
وثانيا إن كانت هناك صور أخرى غير المذكورة فهي على قسمين إما أن تتفق معها في الأصل فتتبعها في الحكم و إما تخالفها في الأصل فتخالفها في الحكم فما وافق الصور المذكورة فلها نفس الحكم وماخالفها فيختلق عنها حتما
وأنا أستعجب فعلا كيف ان الأسئلة التي سردتها غير واضحة بينما السؤال الذي طرحته أنت هو فعلا غير واضح حتى أن الذي أجاب فصّل في الصورة لأن السائل أغفل مكان البيع هل هو داخل المسجد أم خارجه - ياأخي الإنصاف عزيز هذه الأيام -
وكنت أتمنى فعلا أن تضع فتوى ممهورة باسم صاحبها ولكن أظن أن الموقع تبع للشيخ المنجد أو له صلة به ولعلنا نسأل الشيخ المنجد حول هذا بالصورة التي يرومنتشرة يراها كلانا ، ومتى حصلت على الفتوى ثق أنني سأكتب السؤال كما هو وكذا الجواب كما قيل
ومع ذلكر أنبه إلى أنه ليس في فتوى الشيخ حفظه الله دليل شرعي على المنع ؟
أتمنى فعلا أن تنسخ لي أني كتبت أن هذا ممنوع أو فهمنا من كلام الشيخ هذا ولو رجعت إلى أول سطر - أول سطر وليس آخره وليس في النصف بل أول سطر - لوجدت أنني كتبت
دائما كنت أجد في نفسي شيئا من هذا الأمر - أعني الطبق الخيري -
وهذا معلوم مامعناه وكون النفس لاتطمئن له فلا يعني التحريم بل الغالب تحمل على خلاف الأولى و ليس هذا تشهيا مني و إنما على وقائع أعرفها جيدا سيأتي ذكرها لاحقا
أما الجواب الأخير ؛ فلا أود الخوض في صاحبه ولا في دليله .. وأرجو أن لا أحمل على ذلك ..
أنا أرى أن هنا مربط الفرس واعذرني على هذا كيف أنك لاتريد الخوض وكلامك يفهم منه أنك تقول في الرجل شيئا وكذالك تطلب الحذف ثم تقول لا أريد الخوض ؟؟ دع عنك الرجال وانظر للكلام المكتوب واحكم عليه .
وعلى العموم الآن سأسرد الموضوع من تجربتي الخاصة وبالذات مع أهلي وقريباتي ممن هن وقعت في هذا الأمر
الصورة الأولى :
مجموعة من قريباتي في تحفيظ وكان هذا التحفيظ يجبر - انتبه لكلمة يجبر ضع تحتها خطوط وخطوط - يجبرهن على الطبق الخيري بحيث أنه في كل أسبوع يكون على فصل القيام بهذا الطبق وتدون المعلمة أسماء الطالبات اسما اسما وماذا ستطبخ هذه الأخت وكانت احدى المعلمات تقول لهن سرا عن الإدارة أنهن لسن مجبورات في هذا وأظن أنها عللت هذا ان الصدقة تفتقر إلى نية صحيحة والأجبار يخالف هذا وتراه أنه ظلم وإجحاف لآنهن يدفعن رسوم مالية في مقابل الدراسة ورسوم في مقابل المواصلات فلما يكلفن بهذا ؟؟
ووالله أن قريباتي كن يكرهن هذا جدا جدا وقالت لي إحداهن أنها عملت طبقا وكلفها أموالا ثم بيع طبقها برخص التراب فقالت " لا أدري علاما ابكي على تعبي المهدر أم على المال المهدر ؟؟ ماذا يضيرهم لو أخذوا مني المال هكذا من غير تعب وأراحونا ؟؟
المهم بعد سنوات خرجن قريباتي من هذا التحفيظ للعلم الشرعي في مكان اخر هذا المكان الآخر فيه مشايخ من طلاب الشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين رحمهما الله ومعروف جدا في منطقتناوالمشايخ فيه معرفون ولو سردت أسمائهم لعرفتهم ولكن العجب العجاب أننا وجدنا ذاك التحفيظ المشهور جدا يناصب العداء لهذه الجماعة ورأين هذا بأنفسهن بل وصل إلى مسامعي شيء من هذا وقالت لي قريباتي أن هذا التحفيظ يحارب ويرفض أن يُدرّس عندهم العقيدة السلفية المهم في نهاية الأمر اتضح لنا تماما بما لا يخالفه شك أن منهجهم اخواني وانهم يحاربون السلفية وأنا استعجب اليوم أين كانت تصرف تلك اللأموال التي تجمع في الطبق الخيري ؟؟ وهذه ضربة مابعدها أهون منها وهي هل صدقاتهن التي فعلنها وهن كارهات لها هل هي مقبولة ؟؟ هل تقبل الصدقة من كاره للصدقة ولكنه مستحيي ؟؟
ولكن أبشر الجميع أن هذه الظاهرة في طريقها للاحتضار فقد تم منع هذه الأطباق الخيرية على ما أعتقد
الصورة الثانية :
لي أقرباء أغنياء ولهم في السعي في الخير أيادي بيضاء كثيرة المهم ، إحدى قريباتي منهن سجلت في تحفيظ ( التحفيظ في منطقة غنية وثرية وأغلب من فيها أغنياء ) وهي امراة كبيرة السن كبيرة القدر غنية المال فطلب منها التحفيظ عمل طبق خيري في مسكنهم يعود ريعه إلى هذا التحفيظ فوافقت ... تم الاستعداد لهذا وتم استئجار الطاولات وبلغت جميع من تعرفهم أن يوم كذا طبق خيري في منزلنا وريعه للتحفيظ بالطبع كثير منهم من علية القوم فتعال وانظر ماذا أحضرت فلانه ؟؟ وماذا أحضرت الأخرى ؟؟ وكل واحدة منهن تدلي بما أحضرت وكأننا في مسابقات !! من تقدم أكثر فهي الفائزة !! وأعرف بعض النساء الفقيرات والله هن أحوج من التحفيظ بكثيير قدمن أكلات لهذا الأمر وقالت لي إحدى قريباتي زوجها مديون وفي حال لا يعلمها الا الله هذا عدى خدمتها لبيتها وأولادها تقول " والله العالم بحالي أني متعبة مابين أولادي وبيتي وحاجات زووجي ولكني استحييت أن أحضر وليس معي شيء فعلمت لها طبقا ؟؟ ( و أنا لاأعرف ماحكم الصدقة التي تقدم والنفس كارهة له هل هي مقبولة أم مردودة ) ولما قلت لها : لاتذهبين مادام الأمر كذالك ؟؟ قالت : " هي فرصة أغير فيها جو البيت والملل !!
طبعا الأكل كثير جدا وفي آخر الأمر من الأكل القي في الزبالات ومنه مابيع برخص التراب ومنه ماوزع على الناس مجانا
وانا دخلت المنزل في آخر الآمر بعدما انتهى تقريبا كل شيء أدور و أتفرج وهم يصفون لي ماذا حصل وأنا أقول في نفسي : ماذا يفرق هذا عما يعمله النصارى من هذه الحفلات الخيرية لصالح الملاجئ أو غيرها برعاية فلانة القديسة أو فلانة الأميرة ؟؟
هل تعلم كم كسبوا من جراء هذا ؟؟
فقط فقط فقط ثلاثة الاف فقط فقط
هذا الطبق تم الاستعداد له مدة اسبوع ناهيك عن التعب في استقبال الناس وترتيب كل هذا في الأطباق والعرض هذا عدا منظر البيت بعد أن خرج الناس وقيام الشغالين بنتظيفه في الليل وهم في حال متعبة فالبيت كله برمته قد انقلب رأسا على عقب ولو أنهم اشتروه بوفيه جاهز وباعوه لكسبوا أكثر ونأوا بأنفسهم عن كثير من التعب وتكليف البيوت والناس بما يثقل عليهم بل ربما هذه المرأة لو قيل لها أيهما أسهل أن تتصدقين بهذا المبلغ أو الطبق الخيري لقالت لك : " لالا بل أتصدق به أهون فهو مبلغ هين فأنا خسرت أكثر منه هذا عدا التعب واستقبال الناس وووو " ولربما باقي المدعوات ممن هن أغنياء لربما تصدقوا بمبلغ جيد فلو أنهم طلبوا مال هكذا صراحة لكسبوا أكثر ومن غير تعب
الصورة الثالثة :
أختي وجيرانها تحتهم مسجد سجلوا فيه أبنائهم وفي نهاية التحفيظ على ماأعتقد يتم عمل طبق خيري خارج المسجد ويكون في كل العمارة في ذاك اليوم حالة استنفار من الفائزة في الطبق الخيري لأنهم ترغيبا للناس في هذا يعملون مسابقة من تفوز بأطعم طبق لها هدية
ولكن كلمة سمعتها باذني من اختي ونقلا عن جاراتها قالت : " ليتهم يطلبون مننا فلوس والله أريح بكثير حرام عليهم "
وبالطبع لا تملك أم منهن أن تكسر بخاطر ابنها او تفشله أمام زملائه أو تخالف العرف السائد
وأنا أتسائل هل الصدقة في مثل هذا بحيث يقدم انسان صدقته وهو كاره لها فلا أدري ماحكمه ؟؟
والرسول يقول " الدين النصيحة " قلنا: لمن يارسول الله ، قال "لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم "
فأنا من باب النصح للمسلمين أكتب هذا لآني أراه غشا لهم من عدة نواح :
1. تكليف لهم بما يشق عليهم ولا مستند له من الشرع .
2. صبغ هذا الأمر بالإحراج بحيث يصعب على أحد أن يرفض أو يقول في الأمر شيء فندخل المسلمين في مسائل الإحراج وهذا أذية لهم .
3. فوق أنه إيذا نفسي لهم هو إيذا بدني لهم في أمر ليس مكلفون به شرعا .
4. أما أخطر مسألة عندي هي صبغ هذاالأمر بحيث يظنه الناس من الشرع بحيث يصعب مخالفته .
5. غش الناس لأننا نحرجهم في هذا فيدفعون أموالهم وهم كارهون لهذا أو استحياء فنجمع لهم بين خسران المال في الدنيا وفقدانالأجر في الآخرة
6. تضييع ألاوقات في هذا من عمل الطعام واعداده وتهيئة المكان المناسب والبيع وايجاد المكان المناسب للبيع وجمع الاموال وعدها فلما هذا الهدر في الوقت ونحن نستطيع نطلب المال مباشرة من غير هذه التكليفات والمشقة على الناس .
7. أرى أنه لابد أن قيل بهذا فلو فرضا أقام شخص طبقا خيريا فلابد أن تعرف لمن هذه الأموال تصرف
8. لما نترك الطريق الأسهل والأجدى وهي جمع المال مباشرة وصرفه على المحتاجيين لماذا نصرفه الى الأمر العسير والشاق والرسول كان ماخير بين أمرين إلا اختار ايسرهما .
9. ولو راجعت كلام العلماء في الحكم على أي أمر فيه مشقة على الشخص في أمر من الشريعة تجد ان الحكم يختلف فالصوم وهو ثالث أركان الإسلام مع المشقة يتركه ويصوم يوما بدل عنه والحج يسقط مع عدم القدرة والمحظور يباح مع الضرورة كل هذا من التيسيير على الناس فعلم أن من أصول الشريعة هذا وأنبهك أن ماذكرته من الصوم والحج هي من الدين فما بالك بما أصلا ليس هو من الدين مثل الطبق الخيري ؟؟
وجزاك الله خيرا فلولا كتابتك ماكنت لأوضح هذا فأنت باب خير
وهذا جهدي وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة إليه على بصيرة، وأن يجمعهم على الحق والهدى، ويسلمهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.