حساسية الجلد لدى الأطفال Atopic Exzema
حساسية الجلد لدى الأطفال هي مرض مزمن متكرر الحدوث يصيب الجلد، وتتراوح شدته من خفيف إلى شديد جدا، وتظهر غالبا في الشهور الأولى من عمر الطفل، كما تظهر بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم سجل عائلي في الإصابة بأنواع من التحسس المعروف بـ (Atopy).
وكلمة (Atopy) هنا تستخدم للتعبير عن حالات التحسس مثل الربو (Asthma)، حمى القش (Hay Fever)، وحساسية الجلد لدى الأطفال (Atopic Exzema).
كما أن بعض الدراسات قد أثبتت أن حساسية الجلد لدى الأطفال تصيب طفلا واحدا من بين كل خمسة أطفال، كما أنها من أهم الأمراض التي تشكل عبئا ماديا على قطاع الصحة في كثير من الدول المتقدمة.
أعراض حساسية الجلد لدى الأطفال
مرض حساسية الجلد لدى الأطفال لا يشكل خطرا على الحياة، وتتراوح أعراض المرض من شخص إلى آخر، وتعتمد في بعض الأحيان على حدة المرض وسن المريض، فلدى الرضع والأطفال يظهر عادة على الوجه والمرفقين أو الركبتين، وقد يمتد ليظهر في مناطق أخرى. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا فيقل ظهوره في الوجه ويكثر على اليدين والرقبة وخلف الركبتين والكاحلين.
وتظهر حساسية الجلد لدى الأطفال في غالب الأحيان على شكل جفاف في الجسم مع طفح جلدي محمر ناتج عن الحكة الشديدة التي يسببها جفاف البشرة، وتؤدي الحكة في الغالب إلى تقشر الجلد ورشحه وتشققات قد تعرض المريض إلى التهابات جرثومية ثانوية. وفي الحالات الشديدة لحساسية الجلد لدى الأطفال قد يتأثر نوم الطفل وحالته النفسية، كما قد تؤثر في تحصيله الدراسي، كما أن نوم الوالدين قد يتأثر، وبالتالي قد يؤثر على علاقة الأسرة والعمل، ولكن في حالات نادرة.
مسببات حساسية الجلد لدى الأطفالإن السبب الرئيسي المسبب لهذه الحالة غير معروف حتى الآن، لكن أثبتت الدراسات أن الاستعداد الوراثي يشكل عاملا أساسيا للإصابة بحساسية الجلد لدى الأطفال، حالة مثل حال أمراض السكر وتصلب الشرايين، فنجد أن هناك استعدادا عائليا للإصابة بهذه الأمراض. ومن أهم العوامل المسببة لظهور الطفح الجلدي هو جفاف البشرة.
وجفاف البشرة له مسببات عديدة منها: الإكثار من غسل الجسم بالماء واستخدام الصابون. كما أن هناك عوامل مهيجة مثل الغبار المنزلي، حبوب اللقاح، المنظفات والمعطرات المنزلية والملابس الصوفية، ووجود الحيوانات الأليفة في المنزل، كما أن البعض قد يلحظ سوء الحالة عند التعرض لضغوط نفسية.
هل حساسية الجلد لدى الأطفال مرض معد؟حساسية الجلد لدى الأطفال ليست مرضا معديا، لكن إذا حدث أن أصيب المريض بالتهابات جرثومية ثانوية، وهو معرض أكثر من غيره نتيجة لخلل الجلد الوظيفي، فإنه قد ينقل عدوى الالتهابات إلى شخص سليم، لذا يجب مراجعة طبيب مختص إذا ما تغير شكل المرض أو أصيب المريض بأعراض مصاحبة.
كيف يتم تشخيص حساسية الجلد لدى الأطفال؟
زيارة الطبيب المختص هي الخطوة الأهم في تشخيص المرض، ويتطلب ذلك فحص المريض فحصا شاملا مع أخذ السجل العائلي والمرضي، ويعتمد الطبيب في التشخيص على أعراض المرض، كما قد يجري بعض الأطباء بعض التحاليل المخبرية.
علاج حساسية الجلد لدى الأطفال:
من الضروري أن يعلم الأهل أن حساسية الجلد لدى الأطفال هو مرض مزمن، ومتكرر الحدوث، وقد يستمر في حالات نادرة إلى ما بعد سن البلوغ، لكن في الأغلب تختفي أعراض المرض في السنين الأولى من العمر أو عند سن البلوغ، ولكن يعتمد الأطباء على وضع الحالة تحت السيطرة، وتقليل الشعور بالحكة لكسر الحلقة الجهنمية من الحكة وظهور الطفح. ولذلك يجب تثقيف الأهل والمريض بأهمية الامتناع عن الحكة، ويعول الأطباء في ذلك بشكل رئيسي على مضادات الجفاف والكريمات المرطبة، كما يمكن استخدام مضادات للحكة مثل مضادات الهستمين المهدئة، كما أن استخدام الكمادات الرطبة الموصوفة من قبل الطبيب تساعد كثيرا في تخفيف حدة الحكة وإعطاء المريض فرصة لنوم أكثر هدوءا.
وتوجد حاليا أدوية جديدة وفعالة خالية من مادة الكورتزون، وفي الحالات الشديدة يمكن استخدام العلاج الضوئي، أما فيما يخص الكورتزون موضعيا فهو دواء ضروري وفعال لكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي.
الدكتور عمر بن عبدالعزيز آل الشيخ
أستشاري أمراض جلدية وحساسية
كلية الطب – جامعة الملك سعود
رئيس الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد