\'نكبة فلسطين\' مأساة إنسانية وجريمة لا تغتفر
2011-05-14
اتحل الذكرى الـ 63 للنكبة الفلسطينية في تزامن مع احتفالات اليهود الصهاينة بذكرى إنشاء كيانهم المحتل، الذي أقيم على آهات وأشلاء الشعب الفلسطيني، بعدما ادّعى الاحتلال زورًا وبهتانًا أن فلسطين"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، ويتخذ من هذا العنوان المزيف قاعدة لاغتصاب فلسطين وأرضها.
النكبة الفلسطينية مأساة وجريمة، كتبتها ووثقتها صفحات التاريخ، مأساة الشعب الفلسطيني الذي هجَّرته من أرضه عصابات الإجرام الصهيونية، المتمثلة في عصابات الهاغاناة والأراجون، وجريمة عظيمة مرسخة مثلتها بريطانيا التي سلمت أرض فلسطين للاحتلال، فمارس جرائمه وإرهابه بحق الفلسطينيين، دون النظر إلى أي معانٍ إنسانية، ففي تاريخ 14/5/1948م، أعلن ديفد بن غوريون قيام دولة "الكيان الصهيوني" -الزائلة- وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماها أرضه التاريخية؛حيث قال في نص إعلان دولته المزعومة إن "أرض "الكيان" هي مهد الشعب اليهودي!.
ماكينة الصهيونية كاذبة
ولم تتوقف الماكينة الصهيونية منذ تأسيس (دولتهم) عن الكذب، بل كان قادتها يتنفسون كذبًا؛ حيث قال بن غوريون في ذلك اليوم المأساة: "لقد سعى اليهود جيلاً تلو جيل مدفوعين بهذه العلاقة التاريخية والتقليدية إلى إعادة ترسيخ أقدامهم في وطنهم القديم، وعادت جماهير منهم خلال عقود السنوات الأخيرة.. جاءوا إليها روادًا ومدافعين، فجعلوا الصحارى تتفتح وأحيوا اللغة العبرية، وبنوا المدن والقرى، وأوجدوا مجتمعًا ناميًا يسيطر على اقتصاده الخاص وثقافته.. مجتمعًا يحب السلام، لكنه يعرف كيف يدافع عن نفسه، وقد جلب نعمة التقدم إلى جميع سكان البلاد وهو يطمح إلى تأسيس أمة مستقلة".
وكان المؤتمر الصهيوني الأول قد انعقد في سنة 1897م بدعوة من ثيودور هرتزل الأب الروحي للدولة اليهودية، وأعلن المؤتمر حق الشعب اليهودي في تحقيق بعثه القومي في بلاده الخاصة به.
واعترف وعد بلفور الصادر في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) 1917م بهذا (الحق)، وأكده من جديد صك الانتداب المقرر في عصبة الأمم، وهي التي منحت بصورة خاصة موافقتها العالمية على الصلة التاريخية بين الشعب اليهودي وأرض "الكيان" واعترافها بحق الشعب اليهودي في إعادة بناء وطنه القومي، بينما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1947م، مشروعًا يدعو إلى إقامة دولة يهودية في أرض "الكيان"، وطالبت الجمعية العامة سكان أرض "الكيان" باتخاذ الخطوات اللازمة من جانبهم لتنفيذ ذلك القرار!.
إعلان قيام "الكيان الصهيوني"
ومن التصريحات الكاذبة التي أدلى بها بن غوريون قوله: "إن هذا هو الحق الطبيعي للشعب اليهودي في أن يكون سيد نفسه ومصيره مثل بقية الأمم في دولته ذات السيادة، وبناءً عليه نجتمع هنا نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلي الجالية اليهودية في أرض "الكيان" والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض "الكيان"، ونعلن أنه منذ لحظة انتهاء الانتداب هذه الليلة عشية السبت 15 مايو سنة 1948م، وحتى قيام سلطات رسمية ومنتخبة للدولة طبقًا للدستور الذي تقره الجمعية التأسيسية المنتخبة في مدة لا تتجاوز أول أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1948م، منذ هذه اللحظة سوف يمارس مجلس الشعب صلاحيات مجلس دولة مؤقت وسوف يكون جهازه التنفيذي الذي يدعى "الكيان الصهيوني".
وفي ظل هذه الأكاذيب والفبركات الصهيونية التي ليس لها علاقة بالواقع فإن الحقيقة هي أن عصابات الإجرام الصهيونية جاءت وطردت الشعب الفلسطيني من قراه وبلداته عام 1948م؛ حيث اعتمدت هذه العصابات الإجرامية على استخدام أسلوب المجازر الهمجية وارتكاب المذابح الوحشية بحق الأهالي والمواطنين الفلسطينيين من أجل تهجيرهم وتشريدهم من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم إبان النكبة عام 1948م، وقد وُصفت تلك المجازر البشعة بالعمليات المخيفة؛ نتيجة استخدام العصابات الصهيونية لكافة الأساليب من أجل سرقة الأرض الفلسطينية والسيطرة عليها بشتى الوسائل والأساليب وبدعم مباشر من بريطانيا وقوى الشر المتحالفة مع العصابات الصهيوني؛ حيث مارست تلك العصابات وسائل مخيفة فقتلت من قتلت وشرَّدت من شردت.
ارتكاب عشرات المجازر
وقد ارتكبت قوات الاحتلال وعصابات الهاغاناة قرابة 53 مجزرةً، راح ضحيتها عشرات ومئات من الفلسطينيين، فكانت مجازر حيفا والقدس وبلد الشيخ والعباسية والخصاص وباب العامود والشيخ بريك وبلد الشيخ وفندق سميراميس والسرايا العربية والسرايا القديمة ويازور وطيرة وسعسع وبناية السلام والحسينية والرملة وقطار القاهرة وقطار حيفا وأبو كبير ودير ياسين وقالوينا واللجون وطبرية وعين الزيتون وصفد وأبو شوشة وبيت دراس والطنطورة وجمزو واللد والمجدل والدوايمة وعيلبون والحولة وعرب المواسي ومجد الكروم وأم الشوف والصفصاف وجيز، وغيرها.
وكانت هذه الأعمال الإجرامية المنظمة التي تمارسها العصابات الصهيونية المكلفة بإعدام الأهالي تركِّز على إلقاء القنابل على الأسواق والمساجد والتجمعات السكانية بهدف القتل المباشر، وكذلك تفجير السيارات الملغمة في الأسواق أيضا كما حدث في مجازر حيفا والقدس في 6/7/1938م و26/8/1938م حين فجر إرهابيو عصابة "الإتسل" الصهيونية سيارتين ملغومتين في سوق حيفا؛ ما أدى إلى استشهاد 21 مواطنًا عربيًّا وجرح 52 آخرين، بينما استشهد 34 عربيًّا وجرح 35 آخرون في عملية التفجير بسوق القدس المحتلة، وهاتان المجزرتان هما على سبيل المثال؛ حيث أن هناك وقائع مسجَّلة لأكثر من 53 مجزرة صهيونية ارتُكبت بحق الأهالي والمواطنين الفلسطينيين العزل.
مسلسل إجرامي صهيوني متواصل
هذا المسلسل الإجرامي الصهيوني يتواصل حتى يومنا هذا، فمنذ ذلك التاريخ الأسود وحتى الآن تواصل سلطات الاحتلال استهداف الفلسطينيين الذي شردتهم من أرضهم، فقتلت في يوم واحد- وهو يوم بدء الحرب الصهيونية على قطاع غزة- أكثر من 350 شهيدًا وعشرات الجرحى، بينما بلغ عدد الشهداء الذين قضوا بنيران وآليات العدو الصهيوني في الحرب الأخيرة أكثر من 1500 شهيد، وأكثر من 5000 جريح، بينهم مئات الأطفال والنساء والشيوخ، حيث قتل كثير منهم بهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، بأطنان من الصواريخ والقنابل العملاقة والمتفجرات.
أمل بالعودة محتومويبقى الشعب الفلسطيني في كل مكان من بقاع الأرض يحلم بالعودة الى أرضه التي احتلت ، وكله أمل في الله عزوجل ، ثم أولئك الرجال الذين ساروا على درب الجهاد والاستشهاد ، ضحوا بالغالي والنفيس من أجل ان تعود تلك الديار ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من زجّ به في غيابات السجن من أجل أن يحرر أرضه من الغاصبين ، ويعود كل فلسطيني الى مدينته التي احتلت ، " ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
سنعود حتماً ولن نرضى بالمهانة هذا حقنا بأن نعود إلى أرضنا المغتصبة فيا أحرار العالم إلى متى هذا الصمت القاتل
سنعود يا يبنا ، سنعود يا حيفا ، سنعود يا يافا ، سنعود يا مجدل ، سنعود ياخليل ، سنعود ياجنين ، ..........سنعود يا قدسنا حتماً سنعود ونحرر أراضينا ولن نركع ولن نخضع .
احترامي
أم عماد