17 يونيو .. انتثرت حبات العقد !
بقلم / ليلى الشهراني
- ((نشر الموقع الإخباري لشبكة "بلومبرغ" الأمريكية اليوم تقريراً مطولاً بعنوان "نساء يتجرأن على القيادة في تحد للقوانين السعودية"، مشيراً إلى أنهن وضعن خطة لفعل ما لم يفعله أحد من قبل، وهو قيادة سياراتهن في موعد اتفقن عليه بعد تدشينهن حملة على مواقع التواصل الاجتماعية..... الخ)) .
- ((أول مره أقضي أغراض البيت من غير ما اتحوج لتاكسي)) : منال الشريف صاحبة فكرة "ثورة 17 يونيو" وحملة سأقود سيارتي بنفسي.
اقتباس بسيط لخبر منشور من عدة أخبار عن هذه الحملة , ومقولة لقائدة الفريق منال وهي تتحدى قوانين الدولة في منع المظاهرات وتحدي القانون وتجعل من 17 يونيو يوماً تاريخيا لثورتها .
قبل ثورة حنين وقف الشعب السعودي وقفة شجاعة ضد هذه الدعوة المغرضة التي كان هدفها نشر الفوضى وليس المطالبة بالإصلاح . وأثبت شباب وشابات المملكة العربية السعودية أنهم أكثر وعياً ورقياً وأيضاً صبراً , فالجميع لديه مظالم ومطالب لكنه يقدم مصلحة البلد على المصلحة الفردية , والحمدلله أن هذه الثورة خمدت قبل أن تشتعل .
وقبل أن تبدأ تلك الحملة قام أحد الشباب بحمل لافتة غبية ثم نزل إلى الشارع حاملاً لافتته في تحدي للأوامر الملكية وانتهى به الحال خلف القضبان لينال جزاءه الذي يستحقه لأنه مواطن لم يحترم قانون بلاده , واليوم فعلت مواطنة سعودية ما قام به هذا المواطن ونزلت للشارع وقادت سيارتها وأنشأت حملتها الثورية على الفيس بوك وصفحات التواصل بدون أن يطبق عليها نفس العقاب الذي تم تطبيقه على من يتجرأ لتحدي الدولة , بالرغم من أنها مثله مواطنة وقامت بمخالفة لنظام القيادة في المملكة الذي إلى الآن لم يصدر عنه قرار رسمي يسمح بهذا الفعل .
عندما ينظر أصحاب المظالم والمطالب لهذه الثورة القادمة , ويرى تهاون الدولة مع المرأة وعدم تهاونها مع الرجل , فإن المرأة مستقبلاً ستكون بطلة المهمات الصعبة , إن كانت الدولة ستسن قانوناً ملزماً فإن الجميع ذكوراً ونساء مطالبون باحترام هذا القانون , وأن تكون المطالبة بطريقة حضارية وليست ثورة تكون بداية لانفلات العقد المنثور فكل حبة سيتبعها حبات ولن نفيق إلا والفوضى تعم البلد , فإن كانت ثورة 17 يونيو للقيادة فسيكون هناك ثورة للمطالبة بحق اطلاق سراح سجناء الرأي , وستكون هناك ثورة للمطالبة بدمج البنين بالبنات في مقاعد الدراسة والجامعات , وسيكون هناك ثورة مضادة لها , سيكون هناك ثورة للعاطلين والعاطلات للمطالبة برد المخدر حافز واستبداله بوظيفة دائمة . سيكون هناك ثورة ضد البلدية وثورة للمطالبة بانتخاب مجلس شورى وثورة تطالب بإنشاء الأحزاب , وسيستمر مسلسل الثورات والمظاهرات السعودية لأن ثورة يونيو ستفتح الباب المغلق .
لن نفرض على الآخرين قراراتنا ورؤيتنا حتى وإن كانت عن قيادة المرأة للسيارة لكننا نطالب بالعدالة في النظر للأمور , وأن تكون كلها بمنظار واحد وميزان واحد , فلن تفرض مجموعة قليلة من النساء على الأغلبية ما يقررنه ويفعلنه .
قرار قيادة المرأة للسيارة لن يكون بفرض الرأي وتحدي القانون كما يقولون, ولن يكون بتحريض النساء على النزول للشارع وخلق فوضى لا يعلم بها إلا الله سبحانه , بل يجب أن يشارك المجتمع في ذلك بكافة أطيافه وقبائله ومناطقه , مثلاً عمل تصويت شعبي للحصول على أصوات الأغلبية ورأيهم , ثم دراسة هذا القرار دراسة عميقة كغيره من القرارات المهمة لأنه قرار مصيري إن صدر فلا يمكن الرجوع عنه , وأن يمر على مجلس الشورى وأن يناقش في مجلس الوزراء وأن لا يصدر الأمر فقط لأن منال الشريف أو وجيهة الحويدر أو غيرهن من سيدات الأعمال يردن أن يقدن سياراتهن , أو لأن بعض الرجال الكسولين يريد أن تتحول زوجته لسائقة تاكسي توصل أطفالها للمدرسة وتعود للمنزل وهي تحمل في عينها اليمنى فول وتميس وفي عينها اليسرى عجاج السنيني , وأن يسبق القرار تنظيم حقيقي للشوارع والطرق التي لم تنظم إلى الآن وتحتاج إلى مليون سنة ضوئية لإكمال ما لم يكمل من مشاريع الأنفاق الغارقة في شبر ماء أو مشاريع السفلتة والإنارة التي بدأت من زمن جدي ووصلت لزمن أبنتي وستصل إلى زمن أحفادي إذا استمرت على نفس الموال , وأن يكون هناك مدارس نسائية لإصدار الرخص , وشرطة نسائية للتعامل مع مشاكل النساء المرورية . مع أن توفير بدائل مواصلات حديثة سيوفر كل هذا الجهد الجهيد وسيوفر على البيئة أطنان من مخلفات عادم السيارة , وسنلحق بركب العالمية الذي أصبحوا يستعملون متروا الأنفاق للتنقل ونحن مازلنا نجادل في قضية "تسوق والا ما تسوق".
مشكلتنا في القرارات العشوائية والغير مدروسة أنها تأتي مفروضة على المجتمع لذلك تجد مشاكلها لا تنتهي, فالمجتمع الذي يرفض القيادة اليوم قد يكون له رأي في الغد , واستمرار العمل بقانون الحظر لن يستمر إلى الأبد , لكن ليكن هناك احترام لرأي الأغلبية في أي مجتمع لأنه لبنة بناء للدولة. والدولة التي تنظر لتحسين الصورة الخارجية دون الأهتمام بالداخل هي دولة لا تفكر بحكمة ولنا في الأحداث التي تمر حولنا خير دليل , فإن رفض المجتمع القيادة اليوم فلا يمكن إجباره على قبول الشيء لأن هذا يولد الكثير من المشاكل الاجتماعية والأسرية التي تضر أكثر من النفع . وتقديم النافع على الضار سياسة حكيمة لأنها تسير بالسفينة في بحر الأمواج الهادئة .
لماذا 17 يونيو ؟
لا أدري لماذا أختار المنظمون لهذه المظاهرة هذا اليوم , فأحداث هذا اليوم كثيرة , لكن صاحبة الفكرة تقول إنه يوم عادي جداً .
اسأل نفسي لماذا يوم الجمعة بالتحديد؟
فتأتيني الإجابة فوراً : لكسب المزيد من الأضواء العربية لأن الثورات العربية ابتدأت بجمعة وسقوط الجبابرة حصل في يوم الجمعة. ويوم الجمعة أصبح في نظر العرب يوم الانتصارات الشعبية .
ستكون هذه الثورة في فترة الاختبارات التي تشهد جنون طلابي وطالباتي بسبب عامل الضغط النفسي , فكل أنواع التفحيط والتنطيط لا تتم إلا وقت الاختبارات فلماذا أختيار هذا اليوم بالذات ؟
قلنا عن ثورة حنين أنها ثورة خُلِقت بأيدي خارجية , واستدللنا على ذلك بأن المقصود بها أنه في التراث الشيعي رواية تقول أن جميع الصحابة فروا يوم معركة "حُنين" وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ماذا عن 15 رجب الموافق 17 يونيو؟
يوم 15 رجب أيضاً يوم مقدس عند الشيعة وهو اليوم الذي يوافق 17 يونيو , ففي هذا اليوم يقام عزاء للشهيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما , والتي تقف حقيقة وراء هذه الثورة هي الناشطة الشيعية وجيهة الحويدر , والثورة ستنطلق من المنطقة الشرقية , فهل ستكون ثورة شيعية نسائية خلف ستار (سأقود سيارتي بنفسي) ؟ ولماذا ثورات الشيعة تغلف بغلاف طائفي عقدي وترتبط بأحداث تاريخية ؟
هذه أسئلة كثيرة دارت في رأسي وأنا أرى هذا الحماس من وجيهة الحويدر ونائبتها في الحملة منال الشريف , وكأني أرى بداية جديدة لدوار لؤلؤة جديد ولكنه ليس في البحرين هذه المرة بل في السعودية , وليس في شعار (إن الشهيد يهز أركان الخليفة) بل يبدأ بثورة تاريخ تنتهي بشعار (إن الشهيدة تهز أركان الدولة) فالحملة ستبدأ في يوم إحياء لعزاء كبير لامرأة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم فهل ستحييه وجيهة الحويدر مع صاحباتها خلف مقعد سيارتها الوردية أم تترك العمل لغيرها وتتفرغ هي للطم الخد وشق الجيب واصدار الأوامر وبث الشعارات وتغذية المظاهرة من وسط خيمة عزاء سرمدية .
هيبة الدولة لن تسقطها إلا مثل هذه الدعوات التي تلبس لبوس الخطاب المثقف وتخفي ملامح مخيفة لتدخلات قد تكون خارجية كتلك التي رأيناها في "ثورة حنين"
,.
تعليق بسيط ع المقال ..!!
قيادة المرأه للسيارة قد أفتى العلماء بحكمها فهناك فتاووى كثيرة من هيئة كبار العلماء
ولا شك يخالج النفس ولاريبة تتغلل بعد قولهم ....!!
ولكن ...؟؟
منال الشريف كبش فداء للشيعيات المحرضات واخص بالذكر من تجلس بجانبها في المقطع وجيهه الحويدر وهي ع حد علمي ناشطة شيعية ..؟؟ وتم التغرير بها من قبلها, مع انها ليست قاصر ومن يقف خلفها من محرضين ومحرضات , أذن هي ثورة حنين ولكن بصورة أخري ..؟؟
,.
واترك لكم باقي التعليقات ......!!
أهلابك و حياكم الله
//
خالص احترامي وتقديري
*aqhwan*