<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم </div>
فضل الاسلام من حيث عدة امور :ـ
ـ فضل الاسلام في نفسه على غيره من الملل ـ والاسلام يشمل الدين كله بمراتبه المختلفة الاسلام , الايمان , الاحسان ويشمل الدين كله من جهة العقيدة والسلوك والجزاء .. فالاسلام في نفسه فضل غيره وصار مفضلا على غيره بتفضيل الله له .
ـ فضل الاسلام على اهله الذين اتبعوه واستقاموا عليه في الدنيا والاخرة ......
ـ ان الاسلام ـ تحمله امة وهذه الامة لاجل حملها للاسلام صارت مفضلة على غيرها ـ كنتم خير امة اخرجت للناس ـ
ـ فيه فضل هذه الامة الوسط على سائر الامم , ومن هذه الامة على سائر الفرق فالامة الاسلامية اختلفت على فرق كلها في النار الاواحدة وهي الجماعة التي اتخذت الدين الوسط ـ العدل الخيار ـ , ـ وجعلناكم امة وسطا ـ
الامة ـ عدل خيار ـ لوسطيتها في العقيدة بين الغالين والجافين ووسطيتها في الاحكام والسلوك وانواع التعامل مع الخلق بين الغالين والجافين
فصارت لهذه الامة الوسط المزيد من الفضل , فاذا صار لهذه الامة فضل خاص بينته الايات والاحاديث , صار احرى الناس باخص واعلى الفضل اهل التوحيد والسنة
لهذا قال عليه الصلاة والسلام ـ انتم موفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها عند الله ـ
وهذا فضل من الله العظيم .
من فضائل هذا الدين العظيم :ـ
ـ قوله سبحانه : ( اليوم اكملت لكم دينكم )
هذه الاية نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم قائم في عرفة يوم الجمعة فبين الله فيها انه اكمل هذا الدين ورضي لنا الاسلام ...
اكمال هذا الدين بعقيدته وشريعته , قد اكمله الله فلم يعد فيه زيادة لمستزيد , وهذا من فضل الله على هذه الامة ..
فغيرها من الامم احتاجت زيادة لشرائعها ـ ممن سبقنا ـ
والله انعم على هذه الامة من ناحيتين
نعمة دينية ودنيوية ,,,
والاسلام له فضل في الجهتين
من مصادره من الكتاب والسنة
ونعمة دنيوية حيث وعد من تمسك بالاسلام بحياة طيبة ـ الامن والطمأنينة ـ
حيث كفلها الدين لاهله .
ـ رضيت ـ الاسلام رضي الله به لعباده فيرضى عمن دخل فيه فاهله مرضي عنهم عن الله عزوجل فهم اذا مخصوصين بمعية الله الخاصة .
ومن فضل هذا الدين علىاهله انه سبب لفضل الله ورحمته وانعامه .
ـ من فضائل هذا الدين على اهله ان المسلم المتمسك بالتوحيد انه تقوى عزيمته ويقينه فلا يلفته احد من الصوارف ـ بل يثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة
يقول ابن تيمية : ولعلماء الحديث وحملته في كل زمان من العلم بالدين ومن القوة عند حلول الشبهات مايفضلونه به عن غيرهم حتى انك تجد عندهم من اليقين والعلم التام عند حلول الشبه على الاسلام والسنة مايتعجب منه المرء لكن ذلك من فضل الله ورحمته ....
ـ من فضل الاسلام على اهله قوله سبحانه : ( ياايها الذين ءامنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ـ
في هذه الاية مناسبة عظيمة ـ
فالله خاطب المؤمنين ان حققوا الاسلام واعتصموا بالله فان الله يمن عليهم :
1ـ كفلين من رحمته ـ الكفلين الحظين العظيمين من رحمته ـ تشمل الاجر بمضاعفة الاجر للمؤمنين ـ مرتين أي يضاعف له الاجر مرتين .
وايضا يشمل الرحمة التي تقوم بها الحياة ـ رحمة الدنيا والاخرة ـ فلايسلك احد في الدنيا طريقا الا وهو محتاجا لله تعالى .
كذلك الاخرة لاينجو احد فيها الا برحمة الله
2ـ ( ويجعل لكم نورا تمشون به ) نور العلم واليقين والبصيرة
فان استقام المرء على حقيقة الاسلام وجاهد نفسه في تقوى الله والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم فان الله يمنحه العلم بتهيئة سبله له بمحبة اهله وفي سماع كلامهم فيجعل الله له
نورا يمشي به
ـ من اسماء الله ـ ( النور ) كما ان الله جعل رسوله صلى الله عليه وسلم نورا وجعل الكتاب نورا وجعل في قلوب المؤمنين ـ العلم نورا
والنور يقذفه الله في القلب لايكون الا لاهل الاسلام ... لكن يعظم النور بعظمة تحصيل الاسلام والاستقامة عليه عقيدة وشريعة ,
فكلما قوي اخذ الاسلام كلما قوي العلم بالشريعة والعلم بالاعتقاد والعلم بالله عزوجل كلما زاد النور في القلب وكلما زاد النور زاد البصيرة في الشبهات التي تعترض ـ ( تمشون به )
أي تمشون بهذا النور في الظلمات أي الشبهات والشهوات والفتن يحتاج المؤمن لنور ليبصر الطريق ومن اثار ذلك ان المتمسكين بالكتاب والسنة فانه يزيد له النور كلما استمسك واتبع الكتاب والسنة
فكلما اقترب من اهل السنة كلما ازداد نورا يبصر به ولايضل السبيل ...
ــ ويغفرلكم ـ من فضل الله على اهل الاسلام ان الاسلام من اعظم الاسباب للمغفرة
كماقال سبحانه : ( ان المسلمين والمسلمات .... ـ حتى قال سبحانه ـ اعد الله لهم مغفرة )
لكل موحد موعود بالمغفرة
كلما استمسك بالاسلام كلما كلما كان اقوى سبب له في المغفرة جاء في الحديث : ( ياابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بي شيئا لقيتك بها مغفرة ... او كماقال عليه الصلاة والسلام .
ـــ تنبيه : ـ يؤتكم كفلين ـ
قال بعض المفسرين : قالوا الاية في اهل الكتاب ـ لكن فيه نظر ـ
ـ لان الله قال في اخر الاية ـ لئلا يعلم اهل الكتاب ـ
مما يدل على ان المراد غيرهم .
ـ ان الله وعد اهل الكتاب اذا اسلموا ان لهم اجرهم مرتين : ( ورجلا من اهل الكتاب ءامن بنبيه ثم ءامن بمحمد صلى الله عليه وسلم ـ فانه يؤتي اجره مرتين .
ـ ويجعل لكم نورا تمشون به ـ
يعبر به بالتفسير :
النور القران تارة والسنة تارة ونحو ذلك كلها تفاسير صحيحة فكلها نور فان الله وصف الاسلام نور ونبيه نور ...
اذا تبين ذلك يظهر مما سبق ان الله عزوجل اذ جعل الاسلام مفضلا على غيره واهله مفضلين على غيره والامة مفضلة على غيرها , فان التبعات بهذا التفضيل عظيمة , فكلما عظم الفضل عظمت التبعة , فالقران هو افضل الكتب والنبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء وخاتمهم ـ وكلها الاسباب منصوصة والامة ايضا ـ فكلما زاد الفضل زادت التبعة
,,,,,, وللحديث بقية الورقة الثانية ...
المرجع : شرح رسالة فضل الاسلام ـ للامام محمد بن عبد الوهاب .
شرح : صالح الشيخ .
ــ
فاطر السموات والارض انت ولي في الدنياوالاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين ـ