إخوتي الكرام
أوصيكم ونفسي بعدم البخل بدعوة كل إنسان ترونه على ضلالة
متعبٌ هواه
والذي يلي من أبسط الكلمات وأساليب الدعوة التي لن يعجز عن استخدامها أي مسلم
فهذا مختصر ما سمعته في إذاعة القرآن الكريم (برنامج) المجلة الإسلامية
نقلته سريعًا فأسال الله أن يوفقني في طرحه وأن يغفر لي زلاتي
الاحتفال بالمولد النبوي
كان الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني حفظه الله مسافر إلى أحدى المؤتمرات وقبل المؤتمر دار بينه وبين شيخ من بلاد أخرى هذا الحوار
7
7
* قال الرجل للشيخ سعيد بن مسفر: أنت من السعودية
قال الشيخ سعيد: نعم
قال الرجل: أنتم تزعمون أنكم تحبون الرسول صلى الله عليه وسلم
قال شيخ سعيد فوقع الكلام علي قويًّا جدًا فقلت : لماذا؟
قال الرجل : لا تحتفلون بمولده
فقال الشيخ سعيد : تقبل الحوار؟
قال الرجل : نعم
قال الشيخ سعيد : هل احتفل الرسول صلى الله عليه وسلم بمولده أو الصحابة أو الصالحين من بعده ؟
قال الرجل: لا
عقب الشيخ سعيد : وألف لا
قال الشيخ سعيد : ما منعنا الاحتفال بمولده إلا محبته
قال الرجل : كيف؟
قال الشيخ سعيد : أسألك ؟ هذا الاحتفال الذي تعبرون فيه عن محبتكم له طاعة أو معصية ؟
قال الرجل: طاعة
قال الشيخ سعيد : هذه الطاعة علمها الرسول صلى الله عليه وسلم أم جهلها ؟
قال الرجل : بل علمها
قال الشيخ سعيد : هل بلّغ هذه الطاعة لأمته أم كتمها ؟
سكت الرجل حائرًا وقال : بلّغها
قال الشيخ سعيد : أعطيني دليل من السنة ولو كان ضعيفًا
لم يتكلم الرجل
عقب الشيخ أن هذه بدعة وكل بدعة ضلالة
قال الشيخ سعيد : كيف يمكن للرسول الحضرة (كما يسمونها) في ليلة واحدة على جميع المحتفلين بمولده؟
وقال الشيخ سعيد : الخير في متابعته صلى الله عليه وسلم
الآن (الكلام لا زال للشيخ) لو صلينا العصر خمسة ركعات بدلا من أربع .. هل تصح ؟
قال الرجل : لا باطلة
قال الشيخ سعيد: مع أننا زدنا خيرًا ..فلماذا ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرّعه وكذلك المولد لم يشرّعه
فعاهده الرجل ألا يعود لمثل هذه الموالد
ا.ه
~ْ~ْ~ْ~
يا أمَّة الحبيب المصطفى
يا أمّة الحبيب المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-،
ولن يتحقَّق الحبّ النبويّ المكين في أكملِ معانيه وأحكمِ مبانيه
إلاّ
إذا كانت لُحمتُه الاتِّباعَ والاقتداء،
وسُداه الائتِساءَ والعمل والاهتداء.
إنِّـي أرى حبَّ النبيِّ عبادةً ينجو بها يومَ الحساب المسلم
لكن إذا سلَك المحبّ سبيلَه متأسِّيًـا ولِهديِه يتـرسَّـم
واضَيعتاه لأمّةٍ
ضيَّعت مبعَثَ آمالها ومُنتَهى آلامها.
يا لَضَيعةِ السنّة السنيّة أن تكونَ من قبيل الغلوِّ والإطراءِ
وإنشادِ القصائدِ الحوليّات
وسَردِ القصَصِ والرّوايات والترانيم والمدائِحِ التي لا تغادِر الشّفاه في ليلةٍ مخصوصَةٍ أو شهرٍ معيَّن،
من فئاتٍ رامت الإجلالَ فوقعت في الإخلالِ،
فهم أقربُ ما يكونون إلى طلبِ العافيَة
والبُعد عن ميدان الدّعوة والمصابَرة وتحمُّلِ التّبِعات،
والحبُّ الصادِق:
حبٌّ مدَى الأيّام يُنشَر ذكرُه ويُذاع في كلِّ البقاع وينقَلُ
إنَّ السيرةَ الفَيحَاء لهي أعذبُ الموارد وأجَلّ من أن تؤسِّنَها بِدَع الموالِد،
ومن للسنّة أحَبّ نافَح عنها وذبَّ،
فمن ادَّعى المحبّة أُلزِم صِدقَ الشهداء،
{فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الكَاذِبُونَ}[النور:13].
فإن كنتَ فـي دَعوى المحبّةِ صادقًا ففِي شرعِنا برهان دعوَى المحبّةِ
وفِـي شرعِنـا أنّ الْمَحبّة طـاعة وسيرٌ علـى منهاج خيرِ البريَّة
فيا أيّها الجيل المحِبّ في كلّ مشرِق ومغرب،
خِفّوا للتحلِّي بشمائل نبيِّكم -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأخلاقِه،
وتزيَّنوا بمناقبِه وآدابِه،
وتمثَّلوا هديَه،
وترسَّموا سنّتَه،
وعَضّوا عليها بالنواجذ،
تغنَموا وتنعَموا وتسودوا وتقودوا.
يـا مسلمون لسنّة الهادي ارجِعوا واسترشِدوا بدروسها وتعلَّموا
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُوَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَوَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [آل عمران:31، 32].
مقطع من خطبة للشيخ عبدالرحمن السديس