الاهتداء بمنهج السلف الصالح
من هم السلف الصالح ؟
السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين
وأعيان التابعين لهم بإحسان والأئمة العدول مِن مَن ساروا على منهجهم إلى يومنا هذا
وإلى أن تقوم الساعة وبالنسبة لكل أحد من مضى قبلهم من الأئمة العدول سلف لنا
لكن ينطبق على أهل القرون المفضلة في المقام الأول ، فمنهج الصحابة وأعيان التابعين
لهم بإحسان هو الذي ينصرف إليه قولنا وقول الأئمة السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان
من تابع التابعين .
سمات منهج السلف الصالح
الأول منها
أنهم يقدمون النقل على العقل في تفسير القرآن عامة وفي تفسير نصوص الأسماء
والصفات خاصة .
الأمر الثاني
من سمات منهجهم رحمة الله تعالى عليهم :
أنهم يجمعون بين القرآن والسنة كمصدران للأدلة النقلية والعقلية.
الأمر الثالث
من سمات منهج السلف الصالح ربطه ما دونه الفلاسفة والمتكلمين ، في الأسماء
والصفات خاصة.
الأمر الرابع
أنهم ينبذون التقليد الأعمى ، ولا يتعصبون لمذهب بعينه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله وهو يصف بعض سماتهم :
( ليس لهم متبوع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم - أي الصحابة - أعلم الناس
بأحواله وأقواله وأعرف الناس بأحاديثه صحيحها وسقيمها "
إدراك مقاصد القرآن
القرآن له مقاصد دل عليها القرآن :
(( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور ))
دلت الآية صراحة - هذه فاتحة سورة إبراهيم - على أن ..
إخراج الناس من الظلمات إلى النور أعظم مقاصد الشريعة ...
وأعظم المطالب إيجاد مجتمع مسلم له قيمه العظيمة التي يقوم بها ويؤمن بها ويعتمد
عليها ويشيعها في الناس قال الله تبارك وتعالى :
(( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب و الحكمة ويزكيهم
انك أنت العزيز الحكيم ))
فتزكية الناس وتعليمهم مقصد شرعي عظيم للقرآن ، ونبذ الشرك ودر المظالم والبعد عن
تعظيم أحد تعظيما يخرجه عن الحد الشرعي كل ذلك جاء الشرع به ، في مساجد الله
يقول تعالى :
(( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ))
وفي آية أجمع يقول الله تعالى :
(( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ))
و في قضايا العقائد يقول القرآن :
(( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن
دعائهم غافلون ))
ومن أعظم مقاصد القرآن كذلك تأسيس مجتمع يكون له ولي أمر مسلم يكون له
بيعة في الأعناق ، وله طاعة وله سمع :
(( أطيعوا الله أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم ))
(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ))
(( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ))
فهذه أمور حفظها القرآن وجاء بها ...