السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ المبارك أبو القعقاع القيرواني
جزاك الله خيرا أخي على طرح هذا الموضوع الهام
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء ايمن
ولكنني يا اخي انا اخالفك الرأي فالامة الاسلامية بخير وكم من غزو وجه اليها على مر التاريخ
وخرجت منه شامخة
في ظل الواقع المرير الذي نحياه والذلة والمهانة والصغار الذي ما مر على أمة الإسلام على مدار تاريخها كان ولابد أن يكون العيب فينا وهذا هو الدليل :
عن عمران بن حصين قال:
- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثا ثم يجيء قومٌ من بعدهم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها) . {صححه الألباني}
وقد ذكر الإمام الحافظ بن حجر في فتح الباري في قوله صلى الله عليه وسلم يتسمنون عدة أقوال منها :
1- وقوله ويظهر فيهم السمن بكسر المهملة وفتح الميم بعدها نون أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن بالتشديد قال بن التين المراد ذم محبته وتعاطيه لا من تخلق بذلك
2- وقيل المراد يظهر فيهم كثرة المال
3- وقيل المراد أنهم يتسمنون أي يتكثرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف
ويحتمل أن يكون جميع ذلك مرادا
وقوله صلى الله عليه وسلم يعطون الشهادة قبل أن يسألوها يدل على الإكثار من الحلف واليمين قد تسمى شهادة كما قال تعالى فشهادة أحدهم وهذا جواب الطحاوي ثالثها المراد بها الشهادة على المغيب من أمر الناس فيشهد على قوم أنهم في النار وعلى قوم أنهم في الجنة بغير دليل كما يصنع ذلك أهل الأهواء
وحديث آخر في هذا الأمر عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت
في الوقت الذي نكون فيه نحن أمة التوحيد طلاب دنيا يفعل هكذا فينا رب العزة لأننا طلبنا الدنيا وتركنا المنية حبا في الدنية
قال تعالى : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) {هود}
علينا أن نبدأ بأنفسنا بأن لا نحب شيئا دنيويا لشهوة في أنفسنا ولا لرغبة فيه أيا كانت إنما تكون رغبتنا وحبنا لله و حتى نستعين بتلك الأمور على ديننا وعلى الدعوة وعلى النيل من جنان الرحمن والفوز بها
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12:الحديد)
فهذا الأمر واقع بأمتنا شئنا أم أبينا أما عن سبل الحل وقد أحسنت الأخت أم ريوف فيما قالته كتب الله أجرها
كل منا إن لم يكن متزوج بالتأكيد في عائلته أطفال فإن إستطعنا أن نعطي من وقتنا ولو أسبوعيا ولو في أي إجتماع للعائلة وقتا لأطفال العائلة ونجمعهم ونلاعبهم ثم نقدم لهم بعض من سير الصالحين على جزء يسير إن تيسر لهم فهمه من تفسير لآية أو شرح حديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، و سيكون لهذا الأمر آثر عظيم في النفوس التي لا تجد إلا كل ما هو مهين ورخيص على نفس المؤمن التقي
أمر آخر وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : كيف تريد الأمة أن تظل محتفظة بخيريتها إسما دول أن تحقق منها شئ والله يا أحبتي في الله أتعجب كثيرا حين أقوم بهذا الواجب وأجد من يتبجحون ويستغربون قيامنا بهذا الأمر وأشعر بمعاناة في توصيل فكرة أن هذا هو الأصل وأن أمتنا لن يكون فيها أي خير بدون هذا الأمر وليس الصحيح أن أكون الشيخ الدرويش كما يريد مشائخ الصوفية هداهم الله من المسجد للبيت ومن البيت لحلقة الذكر أوالضريح ولكن الصحيح أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وهذا حتى نعمل بما علمناه وحتى يرضى الله عنا ويستجب دعائنا
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم { رواه الترمذي - حسنه الألباني}
يا أحبة حتى يستجيب الله دعائنا لإخواننا وأخواتنا المستضعفين والقابعين في معتقلات اليهود والصليبيين وعباد البقر وغيرهم كثير لا بد أن نتواصى خاصة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن نذكر أنفسنا بهذا الأمر دوريا بأفكار جديدة لدعوة العصاة وإبتكار أساليب جديدة لإجتذابهم لدين الله فالأمر ليس تبليغ فقط لكنه تبليغ ورغبة في أن ينصلح حال هذا الذى ندعوه
عن ابن مسعود قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون {متفق عليه}
أتمنى أن من يمتلك أي من سبل جلب النصرة وإيفاق العوام أن لا يبخل علينا بفكرة أو برأي والله لا أحد يعلم ممن سيخرج الخير والصلاح
كتب الله أجرك أخي أبو القعقاع
مثبت للفائدة