الشيخ مصطفى قاسم عباس :هذا ما قلْتُهُ أمامَ الرئيس بشار الأسد
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم, على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيد الدكتور بشارُ الأسد رئيسُ الجمهورية العربية السورية ـ حفظه الله ورعاه ـ :
أساتذتي وأشياخي السادةُ العلماءُ الأكارم:
باسم من أتيتُ معهم من علماء مدينة حماة, مدينة أبي الفداء, أقول لكم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وكل عام أنتم بخير, وأسأل الله تعالى أن يفرِّج عن هذه الأمة ما أهمَّها وأغمَّها, وأن يجعل بلدَنا سخاءً رخاءً آمناً, وسائر بلاد المسلمين.
سيادةَ الرئيس : كلنا مع الإصلاح, لأن الإصلاح رسالةُ الأنبياء , كما قال تعالى :
(( إنْ أريدُ إلا الإصلاحَ)) .
وكلنا نكرهُ الفساد, والذين يبغون في الأرض فساداً, والله لا يحبُّ المفسدين.
وكلنا نعلم أن القتلَ مُحَرَّمٌ في الشريعة الإسلامية, بل وفي سائر الشرائع السماوية, لأن قتلَ النفس البشرية قتلٌ للإنسانية جمعاءَ, وإحياءَ النفس البشرية إحياءٌ للإنسانية جمعاء, كما قال تعالى :
(( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيلَ أنه من قَتَل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً, ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )).
كما أننا عندما نعيش في نعمة الأمن والأمان, فإن هذه النعمةَ لا يشعر بها إلا الخائفون , كما أن نعمة الصحة لا يشعر بها إلا المرضى, فمعظمنا ملك الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم:
(من أمسى منكم آمِناً في سِرْبِِه, معافىً في بدنه, عنده قوتُ يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
كما أننا نرفضُ التدخل الأجنبيَّ في بلادنا, فالناتو وحلف الأطلسي وأمريكا أينما حلّوا حل الخراب والدمار, فأياديهمُ الحمراءُ ملطخةٌ بدماء الآلاف بل مئات الآلاف من الأبرياء في مشارق الأرض ومغاربها,فأنى لهم أن يتحدثوا عن الإنسانية وحقوقها, وفاقد الشيء لا يعطيه,هم ظنوا أن الإنسانيةَ تكون بوصولهم إلى القمر, أو بكثرة مخترعاتهم, وما علموا أن الإنسانية قلبٌ ينبض, وفؤادٌ يخفق بالمحبة والتسامح والسلام..
هم قمةٌ في الفساد الأخلاقي, والفساد الاجتماعي, والتمييز العنصري, وعليهم ينطبق قول القائل:
مهما تألَّقَتِ العلومُ وأصـبحتْ مُلكَ اليَدِ
فثيابُـهُم فـيهـا غـبارُ الجهل لم يتبدّدِ
مادام فـيهم أبـيضٌ يغتـال حقَّ الأسود
وإننا يا ـ سيادة الرئيس ـ حُمِّلنا أمانةً من أهل حماةَ , ـ وعلى من حُمِّل أمانةً أن يؤديَها ـ , فَتَحْتَ قوله تعالى : (( والكاظمينَ الغيظَ, والعافين عن الناس, والله يحب المحسنين)) .
وتحت قوله تعالى: (( لا تثريبَ عليكُمُ اليومَ يغفرُ الله لكم )) .
وانطلاقاً من قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم :
(ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ قالوا: خيراً, أخٌ كريـمٌ وابن أخٍ كريم, فقال :اذهبوا فأنتم الطلقاء.)
انطلاقاً من ذلك, فإننا من نرجو من سيادتكم أنْ تتكرّموا علينا بعفوٍ عامٍّ عن كافَّةِ المعتقلين ,لأنك كريـمٌ , ونحن في شهر كريم, والعيد على الأبواب, عسى أن يُعيِّد هؤلاء مع أهلهم وذويهم وأنتم أهلٌ لذلك إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مصطفى قاسم عباس خطيب مسجد المدفن في حماةمساء الأربعاء , القاعة الدمشقية , بتاريخ: 24 رمضان 1432 هـ الموافق : 24 آب 2011م
رابط الموقع :
الإدارة : تم حذف الرابط لمخالفته نظام المنتدى