النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماماً..
وإذا أصبحت لا تُنقد ولاتُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك ؛
لأنك متَّ من زمن وأنت لا تدري..
وإذا أصبحت يوماًما ووجدت رسائل شتم وقصائد هجاء وخطابات قدح
فاحمد الله .. فقد أصبحت شيئاً مذكوراًوصرت رقماً مهماً ينبغي التعامل معه..
إن أعظم علامات النجاح هو كيل النقدجزافاً لك ..
فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء ..
أما إذا لم تُنقد ولم تُحسدفمعناه أنك صفر مكعَّب «حُرِّمت عليكم الميتة»
وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ ... طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَحَسودِ
يقول أحد الكتّاب: عليك أن تشكر حسّادك ؛ لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك ..
وإذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء
فلا ترد عليهم بل سامحهم واستغفر لهم وزد في إنتاجك وتأليفك وبرامجك
فإنَّ هذه أعظم عقوبة لهم
يقول أبو الطيب:
إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما - أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ
إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم اعوجاجنا
الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير وتصفيق المعجبين ..
إن التافهين ليس لهم نقّاد ولاحسّاد ؛ لأنهم كالجماد تماماً..
وهل سمعت أحداً يهجو حجراً أو يسب طيناً ؟!
وتذكر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر
أما سائر النجوم فلم تبلغ هذا الشرف..
إن أصدقاءك الأعداء وإن أعداءك الأصدقاء
لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم أو اغتصبت دورهم
ولكنك فقتهم علماً أو معرفة أو مالاً أوحققت نجاحاً باهراً ..
فلا بد أن يقتصّوا منك جزاءً وِفاقاً لتصرفك الأرعن ..
لأن الواجب عليك عندهم أن تبقى تحتهم بدرجة ..
إذاً فلا تنتظر من حسّادك شهادات حسن سيرة وسلوك ودعاء في السحر ..
بل توقَّع قصائد عصماء مقذعة وخطباً نارية بشعة ومقامات أدبية مشوّهه.
د. عائض القرني