السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يهدي الله من يشاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يهدي الله من يشاء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يهدي الله من يشاءــــــــــــــــ
أيها الأحباب لا أطيل عليكم , القصة عمرها أكثر من ثلاثين عاما , يرويها لي أحد فضلاء نجد ــ نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداــــ أعرفه معرفة جيدة وقد كدت أن أبوح باسمه لولا أني خشيت مسائته , هو عند إذاك شاب نشأ في أسرة متدينة سافر إلى أربا لدورة تدريبية في مجال عمله وعندما حطت الطائرة في المطار وإذا في استقباله رجل أسود معه امرأة سوداء قال عمدا إلي خفت منهما وظننت أني وقعت في يد عصابة من الصوص لاحظا خوفي فهدأ من روعي وقال أنا أخوك في الله أنا مسلم مثلك قال هدأت نفسي وسكنت جوارحي وسرني ما سمعت أستقليت السيارة معهما وذهبت إلى بيتهما , وصلنا إلى بيت هو أشبه بفندق صغيريقوم على خدمة النزلاء فيه هذا الرجل وامرأته
الطعام والشراب والخدمة مجانية يبتغى بها وجه الله تعالى , بعد أن استرحت من عناء السفر سألته ما الخبر , قال قصتي مع الإسلام عجيبة تبدأ حيث كنت جنديا في الجيش الأمريكي وفي ليلة من الليالي كنت خفيرا في قاعدة عسكرية في جبال أبلاش السكون يملاء المكان والظلام عم كل شيء فثارت نفسي مما نلاقي نحن السود من معاملة
قاسية من الضباط البيض بسبب التمييز العنصري فقلت أي رب ألسنا من أب واحد وأم واحدة فلما هذا, رب قد كثرت الأديان يهودية طوائف ونصرانية فرق مختلفة متضاربة أين الحق يارب أين الطريق إليك , وبعد هذه الكامات إذا نور
يشق الظلام ويسطع في الأفق ويكون شكلا غريبا لم أره من قبل تملكني الرعب والدهشة معا و أسرعت عند تسليم خفارتي إلى الضباط أرسم لهم الشكل وأسألهم عنه قال بعضهم هذا مكان مقدس عند فئة من الناس يتسمون بالمسلمين وإذا أردت الخبر اليقين عليك بعمال النظافة في القاعدة فهم من تلك الفئة ,أنتظرت حتى أتى العمال وكانوا من باكستان ورحت أرسم لهم مارأيت البارحة فإذا هم يجمعون على أنها صورة الكعبة المشرفة ما الكعبة ما الإسلام أشهد إلا إله إلا الله وأن محمد رسول الله تعلمت أمور ديني وكنت أصلي مع العمال وفي أحدى الصلوات الجهرية كان يقرأ الأمام آية من كتاب الله هزتني هزا عنيفا بالرغم من أني لا أعرف معناها, انقضت الصلاة فقلت للإمام أعد علي ما قرأت آنفا فقرأ
فإذا هي قوله تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) سألته عن معناها فوضحه لي , كنت على وشك التقاعد
أخذت جميع استحقاقتي من الجيش وليس لي مال سواها ورأيت أنّ أربا محط المسلمين واشتريت هذه الدار,أستقبلهم في المطار وأقوم على خدمتهم أنا وزوجتي وأحميهم مما هو محرم في ديننا حتى يرا أحدهم سبيله ويعرف طريقه فيسلكه أبتغي بذلك العمل وجه الله والدار الآخرة.
ثم أخبرني صديقي النجدي أن هذا الرجل قد كتب الله له الحج فحج هو وامرأته واستضافهم في الرياض ولبثوا مدة في ضيافته قام بالواجب تجاههما فجزه الله خيرا , واستمر الصديق بالأتصال بهم عن طريق المراسلة حتى ماتا رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته ٌ قولوا آمـــــــــــــين .
هذه القصة مصداقا لماجاء في الحديث القدسي ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا )