بسم الله ارحمن الرحيم (لو أن واحدا دخل مسجدا من المساجد وتوجه الي المحراب وأخذ يتبول ..ماذا تتوقعون أن يفعل أن الناس به ؟..لاشك أن الغالبيه ستحاول البطش به ، رغم أننا نعيش في عصر حديث كله تحضر ..لقد هذا علي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ..فهيا بنا لنري كيف تصرف الهادي البشير ..لقد اشار الي الناس الذين هموا بهذا البدوي ،وكفهم عنه قائلا :دعوه يتم بولته.. ثم دعا الرجل اليه معلما وموجها اياه:-يأخا العرب..هذا مسجد لا يصلح لمثل هذا، ثم دعا أحد الصحابه وطلب منه أن يريق بعض الماء علي مكان البول ..فهل رأي أحد رفقا مثل هذا الرفق .. لقد عالج الرسول الكريم هذا الموقف المستفز بمنتهي البساطه ،وأنهاه علي خير وجه ..المشكله التي كان من الممكن أن تكبر وتؤدي الي نزاع وصدام ومشاجره وعداوه وبغضاء بين المسلمين صغرها وبسطها وتصرف فيها صلي الله عليه وسلم تصرفا حكيما رأي من خلاله الاْعرابي كيف حافظ الرسول عليه ، وعامله معامله انسانيه كريمه..فأي شعور يكون شعوره نحو الاسلام بعد أن رأي بعيني رأسه مدي حرص الرسول نفسه علي مشاعره وكرامته. أنظروا أيضا الي الرسول حينما بدأ الدعوه.. لقد ناصبته قريش العداء.. وتعرضوا للمسلمين بأشد صنوف التعذيب ليردوهم عن الدين الجديد وفكر الرسول في الذهاب الي الطائف لعله يجد استقبالا أفضل ،ولكن حدث العكس فقد استقبلوه أسوأ استقبال وأغروا به السفهاء رغم أنه جاء ليخرجهم من الظلمات الي النور .. وينقذهم من النار الي الجنه ..وفي قمه حزن الرسول وألمه وشده معاناته من هذا الموقف ينزل عليه جبريل عليه السلام وبصحبته ملك الجبال الذي يقول للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لوشئت لاْطبقت عليهم الاْخشبين).والاْخشبان جبلان بمكه ..ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم يرفض وكله رفق بهؤلاء الذين أذوه قائلااللهم أهد قومي فانهم لايعلمون)،فأي درجه من الرفق هذه الدرجه.أنظر اليه عند فتح مكه وقد عاد للذين أذاقوه من المراره أصنافا وألوانا ،وحاولوا الفتك به ،وأذاقوا أصحابه أشد ألوان العذاب ..ولكنه الاْن وفي فتح مكه أصبح في موقف أخر.. أصبح في امكانه أن يفعل بهم الاْفاعيل لو أراد، لكنه يسألهم : ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ فيقولون :أخ كريم وابن أخ كريم .. فيقول لهم بكل حب ورفق : اذهبوا فأنتم الطلقاء).انها ثلاثه مواقف تشير الي أي مدي ترسخت قيمه الرفق عند رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ،مما يجب أن يكون دافعا لنا الاهتمام بالرفق في كل معاملاتنا كقيمه عظيمه من قيم الاسلام التي حرص عليها رسولنا الكريم أشد الحرص ،ولايليق بنا الا الحرص علي الاقتداء به، فلا نفرط فيها.