الحب أن تغرس كل يوم زهرة , كل يوم شجرة ليمون مزهرة , كل يوم حبة حنطة تنتج ألف سنبلة , أن نعطي الوجود
أملنا وكياننا , وأن نرمي في الأرض كلمة تصنع وجودا من بعدنا ...
والحب أن نحس معنى الجمال حولنا , معنى أن تتفتح زهرة , معنى أن تنداح من قلب الغيمة قطرة ماء تنبت شجرة ..
معنى أن يلوح نجم في حلكة الليل فيهدي قافلة ضلت أو سفينةأرهقت الريح أشرعتها وكادت تلفها أمواج بحر التيه ...
الحب أن تنفذ كلماتنا إلى قلب أمضه اليأس , وأغلق كل مسرى للنور إلى رؤاه ....فتمزق بحروفها وجرسها ومعانيها
استار الظلام المطبق , وتزيل أسوار العدم المريضة , ونفتح بابا من جديد تشع منه أشعة النور , وحرارة الحياة ,
ودفء الأمل ...
والحب أن يلتصق دفء قلوبنا بصقيع تحسه القلوب اليائسة , فتذيب بوقع النبض الحي من أفئدتنا ثلوجا تراكمت فوق
القلوب التي توشك مما يحيطها من وحشة وبرد أن تموت وتضيع .. وأن نحس في أعما قنا الدافئة أن البرودة حولنا
تتهاوى وتترك مكانها لزحف حبناوذوب تعاطفنا , ومعنى مشاركتنا لصنع الدفء والأمان ...
ألحب أن تمتد سواعدنا إلى الغرقى في بحرالحياة ....جرفتهم الموجة وحطمت قاربهم وكاد الماء الثائر يسد أمامهم كل
منفذ للهواء , فتشدهم شدا إلى دنيا وجودنا , نسد ثغرات القارب المتهاوي , ونرتق الأشرعة الممزقة , ونزيل الماء
المالح من أنوفهم وأفواههم وعيونهم , وتهتز الحياة في أجسادهم من جديد , وتتفتح وتضم سواعدهم إلى السواعد التي
تبني الحياة , وتعيد إلى غيرهم الوجود الحي .......
والحب أن تصنع حبات العرق المنداحة من جباهنا وسواعدنا نبع ماء عذب زلال يروي الظمأى في هجير الحياة , من
حرموا لفحة النسمة الرقيقة المنداة بالخير تحمل لهم الري والسقيا , وتزيل عطشهم المر , لتصبح ريانة بحب الحياة ,
متذوقة لعطاء الحياة , لا تشكو وسط من يعيشون الري والشبع ظمأ ولا جوعا , ولا تحس وسط الناس بالجوع إلىما
عند الناس ..
فالحب سقيا وغيث ....والحب عطاء وتكامل ..
من حبنا نهب الحب للآخرين ....وبحبنا نصنع الحب لدنيا الآخرين ....
ومن أعطى الحب وهب الحب , ومن غمر الناس بالحب , كساه الحب وغمره ...
ولنا في رسولنا قدوة حسنة في حبه لمن حوله .