بسم الله الرحمن الرحيم :
.....حين تنهار الجاهلية المعاصرة بمقتضى السنة الربانية، بحكم ما تشتمل عليه من الفساد، فإن البشرية تكون فى حاجة إلى البديل الذى يملأ الفراغ....
والإسلام هو البديل، هو الذى يعيد للأرض رشدها ويصلح أحوالها ويشفيها من أمراضها:
((يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين(15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم))(المائدة :
الإسلام هو المنهج الكامل القويم الذى لا عوج فيه، ومناهج الجاهلية دائماً ذات نقص واعوجاج.
واليوم يفر مئات الألوف كل عام من الظلمات التى يعيشون فيها إلى نور الإسلام، لا اتباعاً لنموذج قائم، فالمسلمون فى واقعهم المعاصر لا يمثلون نموذجاً يحتذى، بل هو نموذج حرى أن يصد الناس عن الإسلام!
ولكن لذع الضياع يدفع بعض الناس إلى البحث عن طريق الخلاص، فيجدونه فى الإسلام!
إن الغرب الضائع يملك علماً وحضارة مادية فائقة، ولكنه يفتقد الروح.. الروح المهتدية إلى الله.. المهتدية بهدى الله. والإسلام هو الذى يملك تلك الروح، وهو فى الوقت ذاته لا يجعلها بديلاً من العلم والحضارة المادية، إنما هى التوأم المكمل:
((إذ قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من طين(71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين))(ص : 71-72).
قبضة الطين ونفخة الروح معاً هما ((الإنسان)). الإنسان المتكامل المترابط المتوازن. الإنسان الراشد، الذى يقوم بعمارة الأرض على هدى وبصيرة، ويتطلع فى الوقت ذاته إلى اليوم الآخر، الذى تكتمل فيه الحياة :
((هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور))(الملك:15).
((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا))(القصص: 77).
((وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم))(التوبة : 72).
الإسلام هو المنقذ الذى يملك ما تحتاج إليه البشرية وتتطلع إليه .