الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف....
ونحن اجتمعنا على حب الله وتعارفت روحينا على طاعة الله...
كان سعينا أن نكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...
كنا في صبانا أكثر قرباً لله... كنا أكثر عوناً لبعضنا البعض على صيام النوافل ....
وقيام الليل...وحفظ بعض سور القرآن...
لم تجمعنا سهرات لعب أو مجون.... ولاحتى مجرد رفقة دراسة..
كانت أخوتنا أكبر .... ومحبتنا أعمق بكثير...
ومثل هذه الأخوة لايفرط فيها ذو عقل..
ولأني أحبك
أريد أن نكون الأفضل وأريد أن نكون مثالاً للأخوة ....
والتناصح والارتقاء بمعنى الأخوة عن توافه وصغار الأمور...
أريد أن نجتمع بحب.. ونفترق بحب
ودون أن يكون في نفس أحد منا شئ على أخيه...
عتابي لك مرآة حبي لك و ليس وسيلة لتجريحك ...
أنت تهمني و يهمني أن أسدي لك النصائح ...
أحب أن أعاتبك لتبقى علاقتي بك صافية صفاء ما زمزم .
لأنني أحبك
لا تكسر الزجــــــــــاج
محبتنا كنافذة من زجاج صافِ .... نطل منها على أحلى مافي الدنيا....
ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة...
ولابد للزجاج من أن تشوبه شائبة....... فتلك هي حال الدنيا وحال البشر فيها...
نقص وخطأ وإلا لكنا من الملائكة..... ولكن لاتكسر الزجاج لتزيل هذا الأذى..
فإذا ماشاب علاقتنا شئ من الاختلاف تركتني ومضيت وأردت أن تنهي كل شئ.....
أزل الأذى..... وامسح الشوائب وأنت موجود.... لا تهرب من مواجهة أخطائك وأخطائي أنا أيضاً..
لنتفاهم بحب .... أو حتى بجد ..... لنتحاسب ...
لا مشكلة ولكن لا تفكر أن تقطع الحبل الذي صنعناه بمشاعرنا يوماً تلو يوم..... لا تقطعه ببساطة...
أرجوك لاتكسر زجاج أخوتنا.....
أصدقاء لا أوصيــــــــــــــــــــاء..
عندما أواجه مأزقاً ما...... أو حتى أسترسل معك في الحديث عن عقبة ما أمر بها..
هل تظن ذلك تفويضاً مني لك بحلها كما تريد.......؟؟
بالطبع لا ..
أنا كفيل بحل مشاكلي لوحدي وكوني أعطيتك فكرة عما أمر به لا يعني أن تحل المشكلة على طريقتك...
ولابدون أن تخبرني بذلك ظناً أنك تفعل معي معروفاً...
أقدر رغبتك في المساعدة.... ولكن لكل منا طريقة في التعامل مع المشكلة تختلف عن الآخر...
ولكل منا طريقته التي تختلف عن الآخر في فهم أصل المشكلة وأسبابها...
فدع مشاكلي لي وحدي..... لأنك تعقد الأمور أكثر.... وثق بأني أقدر رغبتك في مساعدتي...
وسأطلبها عندما أحتاجها...
أنا أشاورك لتنصحني ........ و لكنني من يقرر ....
و عندما أحتاج إلى مساعدة فإنك الوحييييييييد الذي سألجأ إليه ....
وإلا فكيف نكون أصدقاء..؟؟
لست ملكاً لك وحدك...
يسوؤني جداً أيها الحبيب عندما يخبرني أحد أنك تعتذر عني دائماً عندما أدعى إلى اجتماع....أو لقاء
مع صحبة مباركة...
وتتعلل بأني مشغول...!!
أتظن أنك بمنعك للآخرين من الاحتكاك بي أني سأكون ملك لك وحدك...؟؟
أنا لست ملكاً لأحد أخي الحبيب......
و كونك صديقاً لا يعني أن تكون مالكاً....... فالصحبة الصالحة لاتقتصر على اثنين...
ولكل مكان في القلب..... قد يكون فهمي خاطئاً.... ولكن لا تفسير آخر لذلك..
أعد التفكير ...وستعلم كم من الوجو نقابل في كل يوم وكم من الناس رأينا وستعلم بعدها أن الصداقة
بيني وبينك ليست من الهشاشة بأن يكسرها لقاء مع أحدهم أو حتى صحبة طويلة مع مجموعة من
الناس..
فكر ملياً..
أنا بشـــــــــــــــــر..ورغم ما أظهر من تجلد وضحك فأنا بشر...
فلا تشرحني في كل لقاء بمشرط سخريتك بدعوى أنني ضد الزعل أو حتى بدافع ( الميانة)...
ولأنني لا أحب أن أحمل الأمور أكثر مما تحتمل فأنا لا أعتب ......
ولكن خفف الضغط على أخيك..
و تفهم صبره على سخريتك التي لم تكن مرة أو مرتين فيغفرها لك.....
وإنما أصبحت ديدنك في كل مجلس... وكل اجتماع...
وتذكر أنني بشر ولي إحساس يؤذيه أن يكون فاكهة كل مجلس... وحديث كل لقاء..
كل الناس إلا أنت..
عندما تلوكني الألسن لسبب أو لآخر ...... ويظلمني الآخرون.... تبقى أنت مدافعاً....
وعندما يجافيني الناس تبقى قامتك بجانبي أتظلل وأحتمي بها..
كل النـــــاس ربما يسيؤن الظن بي يوماً..... ولكن أنت لا .
أتدري لماذا..؟؟
لأنك الوحيد الذي افترش قلبي وعرف نقاءه.... وصفاءه...
لأنك من تسند على جداره فلم يجد حقداً على أحد يعلق به... ولا غيره تملأه..
لأنك الوحيد الذي تعرفني..
كــــــن في المقدمة...
ولأنك الشخص المميز في حياتي كن دائماً في المقدمة...
كن في مقدمة المهنئين لي في كل نجاح..... وكل فرح...
وكن أول المواسين في كل حزن وترح...
أتدري لماذا...؟؟
لأني أحس بفرحي يخرج من عينيك.....
وبحزني يقطر من قلبك فلا تحرمني من وجودك حين أحتاج إليك...
كن في المقدمة دائما...
إذا لماذا نحـــــــن أصدقاء..
عندما أخطئ نبهني .. ... عندما أسئ إليك أخبرني.... عندما يكون في نفسك علي شئ صارحني..
وحتى لا تتراكم أخطاؤنا وتكون عندما ننتبه لها بحجم جبال تهامة .......
لم لا نفتتها كلما اجتمعت بالصدق والصراحة..
وأن لا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل...
عندما تراني مقصراً ناصحني فليس أكثر توثيقاً لأخوتنا من المناصحة...
لنجعل من هذه الصحبة درباً نسير فيه إلى خيري الدنيا والآخرة..
لنجعل أمام أعيننا مكاناً نسعى للتربع بفخر فيه يجاورنا الأنبياء والصديقون والشهداء...
تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله
منقول ..