تونس أسـوأ من الدنماركد. محمد هشامراغب
[FRAME="14 70"]
ربما لا يعرف الكثيرون أن السلطاتالتونسية تحظر على الإناث الدراسة والعمل في المؤسسات العامة و الحكومية إذا ارتدينالحجاب استنادا إلى قانون صدر سنة 1981 في عهد الرئيس السابق بورقيبة يعرف "بالمنشور 108" و يصف هذا القانون الحجاب بالزي الطائفي.
ومع بدء العامالدراسي في سبتمبر 2005 شن مسؤولو التعليم في تونس حملة واسعة النطاق لتطبيقالقانون 108. وتم منع الطالبات المحجبات من دخول المدارس والكليات. و إذا خالفتطالبة و تجرأت بارتداء الحجاب فإنها تقاد إلى قسم الشرطة للتحقيق معها فى هذه " التهمة " حيث تجبر على توقيع تعهد بعدم ارتداء الحجاب مستقبلا.
كيفنسكت على هذا في بلد كل سكانه مسلمون و نوجه استنكارنا لفرنسا إذا منعت الحجاب و هيدولة كاثوليكية علمانية ؟ و كيف نستنكر ما فعلته الدنمارك و نغض الطرف عن تصريحاتحكومية تونسية مثل التي أدلى بها وزير الشؤون الدينية التونسي أبو بكر الأخزوري فىديسمبر 2005 و وعد فيها بأن حكومته ستبذل كل جهد لاجتثاث الحجاب من تونس. و وصفالوزير الحجاب بالدخيل والنشاز غير المألوف على المجتمع التونسي.
وقال الوزير إن وزارته تساهم الآن فى خطة المراجعة المستمرة للمناهج الدينيةالمدرسية وقال إنه يتعين التصدي لكل ما له علاقة بالماضي. و اشتكى الوزير منالفضائيات الاسلامية التى تدخل البيوت بدون استئذان و وعد بأن تبذل وزارته كل جهدللتصدى لهذه الظاهرة.
انظروا إلى هذه الجرأة و هذه التصريحات الوقحةفى بلد مسلم تسمح فيها حكومته للسياح بالشواطئ العارية و يبث فيها التليفزيونالحكومى القنوات الفرنسية حتى من قبل اختراع القنوات الفضائية. و من العجيب أن هذاالعداء الصارخ للاسلام فى تونس يمرر بهدوء فى الاعلام الغربى و العربي على السواء. و أعجب منه أن يكون هذا سببا لعدم التعريض بتونس في المحافل الدولية برغم سجلهاالأسود في التعذيب و انتهاك الحريات.
إن تونس التي استقبلت الإسلامفي القرن الأول الهجري ( السابع الميلادي ) وأصبحت فيها مدينة القيروان – التي أسسفيها القائد الفاتح عقبة بن نافع الصحابي جامعها و جعل منها مركزا للحياة الدينيةوالثقافية و أنجبت فيما بعد ابن خلدون، المؤرخ الشهير ورائد علم الاجتماع الحديث وجعل من تونس قبلة لهجرة الأندلسيين المسلمين من إسبانيا لتلقى العلم. هذا البلدالمسلم العزيز على قلوبنا لن نسمح لهذه الممارسات أن تسلخه من الجسدالمسلم.
إن أزمة الرسوم الدانماركية المسيئة لرسول الله - صلى اللهعليه و سلم – و التي ألهبت الشارع الاسلامى ، ينبغي أن تكون فرصة لفتح ملفات أخرىفي العالم الاسلامى. و من هذه الملفات محاربة تونس للإسلام و موقفها العدائي من كلتوجه ديني. لقد كشفت هذه الأزمة أن الدور الشعبي أقوى و أشد تأثيرا من ردود الفعلالحكومية، و كشفت أيضا أن الهواء المفتوح الذي هب على المسلمين مع الإنترنت والفضائيات كفيل بفضح المستور من العفونة المتراكمة في العديد من بلادالمسلمين.
إننى أدعو إلى تبنى حملة لكشف الممارسات التعسفيةالتونسية و للتواصل مع الشعب التونسي المقهور و المغلوب على أمره. فإن شعور المسلمبالمهانة في أرضه و وطنه ربما يخفف منه إذا وجد تعاطفا من المسلمين و شعورا بأنجراحهم واحدة و آلامهم مشتركة ( مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثلالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى).
إن شبكة الإنترنت مفتوحة أمامنا للتواصل مع المسلمين في تونس ، فيمواقعهم و منتدياتهم ، و المجموعات البريدية تنتشر بسرعة الآن وهى مجال مناسب أيضاللتعريف بما يحدث هناك و فتح حوارات حول سبل التصدي له.[/FRAME]