بسم الله الرحمن الرحيم
اكتشف الإسلام يحيي الذكرى 25 للتأسيس بمحاضرة للداعية الهندي الدكتور/ذاكر نايك
أحيى مركز اكتشف الإسلام الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيس المركز، بمحاضرة قدمها الداعية الهندي ذاكر نايك، وحضرها حشد كبير من أفراد الجالية الآسيوية في البحرين، وذلك مساء أمس الأول (الخميس)، في ساحة جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير.
وتحدث الداعية نايك عن الإسلام والقرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه و سلم، مبيناً أنه مر أكثر من 1400 عام على مجيء الإسلام، والذي كان على يد خاتم الأنبياء النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، وفيه أنزلت آخر الكتب السماوية، وهو القرآن الكريم، وهو المرجع الإسلامي لكل المسلمين.
وذكر نايك، أن القرآن الكريم كشف عن الكثير من العلوم، وذكرت فيه آيات كثيرة عن الشمس والقمر، وهذا كان قبل أكثر من 1400 عام، في حين أن العلماء لم يكتشفوا حركة الشمس والقمر وكيف تدور هذه الأفلاك إلا قبل 50 عاماً.
وبيّن أن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب، كل في فلك يسبحون، ولا يعني هنا السباحة في الماء، وإنما يسيرون وفق نظام إلهي لا يقبل الخلل، وخلق هذا النظام الكوني ليس عبثاً.
وأشار الداعية الهندي إلى الطب في القرآن، وكيف أن العسل المذكور في القرآن، فيه (شفاء للناس)، منوّها أن القرآن الكريم لا يفهمه إلا العلماء وأهل الذكر، الذين يجب الرجوع إليهم لفهم آيات القرآن.
كما تطرق نايك في محاضرته إلى يوم القيامة، مشيراً في ذلك إلى كيف أن الله سبحانه وتعالى يحيي العظام بعد يموت الإنسان وتتفتت عظامه، ويعيد خلقها الله سبحانه وتعالى في يوم العدالة، لافتاً إلى أن محاسبة الناس يوم القيامة لن تكون على أساس جنسهم أو مذهبهم أو لونهم أو انتمائهم، وإنما على أساس التقوى، ولا يهم إن كان المسلم في هذه الدولة أو تلك، فهذه اعتبارات لا يؤخذ بها في يوم الحساب.
وفي سياق محاضرته، صوّر الداعية الهندي كيف أن الناس يقفون في صلاة الجماعة، ويلتصقون ببعضهم بعضاً، الأبيض والأسمر والأسود، فكلهم في الصلاة سواسية، مشيراً في ذلك إلى الحج اذ يجتمع ملايين المسلمين من مختلف أقطار الأرض، في مؤتمر إسلامي عالمي، يتحاورون ويتناقشون.
ولفت نايك إلى المرأة في القرآن الكريم، وكيف أن القرآن بيّن في آياته دور المرأة في المجتمع وحقها، ووجوب احترامها، متطرقاً في هذا السياق إلى بر الوالدين، وما للأم من منزلة ومكانة، موضحاً ذلك من خلال الحديث القائل إن رجلاً قال: (يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أمك، قال ثم من؟، قال: أمك، قال: ثم من؟، قال: أبوك).
وتطرق نايك إلى بعض الديانات الأخرى، بقوله: الديانة الهندوسية، كل شيء لديهم إله، الشمس والقمر والبقر، وكل هذه الأشياء في الإسلام لله سبحانه وتعالى، وهم لديهم كل شيء إله. بينما نحن المسلمون نقول (لا نعبد إلا إياه)، فالله ليس له شكل ولا صورة ولا رسم، ولا تدركه الأبصار. الله يمكن معرفته بالعقل، والأذكياء هم الذين يصلون إلى كنهه ومعرفته.
ويعد ذاكر عبدالكريم نايك أو كما هي شهرته دكتور ذاكر نايك، داعية وخطيباً ومنظراً إسلامياً هندياً من أهل السنة والجماعة، ولد في 18 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1965. ومهنته الأصلية هي الطب، حيث إنه يحمل درجة بكالوريوس في الطب ودرجة بكالوريوس في الجراحة من جامعة مومبي، ولكنه منذ العام 1993 ركز على الدعوة الإسلامية، وهو مدير مؤسسة البحث الإسلامية في الهند.
عادةً ما يتحدث ذاكر عن مواضيع مثل الإسلام والعلم الحديث، الإسلام والمسيحية، الإسلام والعلمانية، الإسلام والهندوسية، الدعوة الإسلامية، والشبهات حول الإسلام. ألقى أكثر من 1000 محاضرة، هذه المحاضرات أقيمت في أميركا وكندا وبريطانيا وجنوب إفريقيا والسعودية والإمارات وماليزيا والفلبين وسنغافورة وأستراليا وغيرها.
أسلم على يديه عدد كبير من البشر، سواء بشكل مباشر أو من خلال أشرطته المسموعة والمرئية، من أشهر مناظراته تلك التي عقدت في 1 أبريل/ نيسان 2000 ضد وليام كامبل في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية تحت عنوان (القرآن والإنجيل في ضوء العلم).
وحاز نايك شهرة كبيرة لأسباب كان من بينها قدرته على تذكر الشواهد من القرآن والحديث والكتب المقدسة الأخرى للمسيحيين واليهود والهندوس والبوذيين بعدة لغات. فمن عادته أثناء خطبه أو مناظراته أن يستشهد مثلاً بآيات قرآنية مع ذكر رقم السورة ورقم الآية التي يستشهد بها من ذاكرته، أو أن يستشهد بحديث نبوي مع ذكر الكتاب الذي ورد فيه ورقم الحديث في ذلك الكتاب. وهو الأمر ذاته الذي يفعله عند الاستشهاد بالكتب المقدسة الأخرى.
بالإضافة لذلك فقد ساهم في شهرته أسفاره العديدة حول العالم، ومناظراته حول الإسلام مع العلماء وعلماء اللاهوت، وإتاحته الفرصة لأسئلة العامة. حيث قام بإلقاء مئات المحاضرات في الهند وأميركا وكندا وبريطانيا والسعودية والبحرين وعمان والإمارات وقطر والكويت وجنوب إفريقيا وموريشيوس وأستراليا وماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وتايلند وجويانا (في أميركا الجنوبية) ودول أخرى. وقد أصبحت لنايك شعبية في مومبي في الهند.
وتأسس مركز اكتشف الإسلام في العام 1987، ويهدف إلى التعريف بالإسلام ودعوة الجاليات المقيمة في البحرين إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة باستخدام الوسائل الحديثة والعصرية. العناية بالمهتدين الجدد ومتابعتهم المستمرة، وتوثيق العلاقة بين المهتدين الجدد بعضهم البعض، ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى غير المسلمين تجاه الإسلام والمسلمين، إلى جانب السعي إلى رفع المستوى التربوي والثقافي والاجتماعي للمهتدين الجدد، وإظهار أوجه انتفاع العالم بالحضارة الإسلامية عبر التاريخ.