كم عمرك ؟
سؤال أطرحه عليكِ ، سؤال يطرح عليكِ كثيرا في كل وقت و في كل زمان وفي كل زمان
الآن اسألك كم عمرك ؟
فتجيبيني قائلة :10 سنوات ، 20 سنة ، 30 سنة ، 40 سنة ...........
فأجيبك أنا آسفة : الاجابة خاطئة للأسف ليس هذا ما أقصده
تعالي معي أقص لك هذه القصة لتعرفي الاجابة الصحيحة
يحكى أن هناك رجلا جاء و كان شيخا كبيرا ، دخل على الشباب في المسجد
يسألهم عن أعمارهم و كل منهم أجاب مثل اجابتك
ترى ماذا قال لهم هذا الشيخ الكبير ؟؟
قال : أنا عمري 15 سنة فضحكوا منه منهم من ظن أنه لا يدري بما يقول
ومنهم من ظن أنه دعابة و اتفقوا جميعا على الضحك
فقال لهم هذا الشيخ الكبير : لما تضحكون أحسبتم اني ساقول عمري 95 عاما
أنا لا أحسب عمري الذي أضعته في غير مرضاة الله فأنا في طريق الايمان منذ خمسة عشر عاما
أخية هناك أطفالا يعاملون معاملة الرجال لأنهم حكماء و عقلاء و علماء
وهناك رجالا يعاملون معاملة الاطفال لصغر عقولهم !!!!
فليس العبرة بالعمر لكن العبرة بالعقل و الحكمة و اختيار طريق الله الطريق المستقيم
فهنا قصة قصها شيخي الفاضل محمد الصاوي :
جاءني أحد الفناين التائبين فقال:" كنت مغنيا عاصيا ويحضر لي الآف من الناس
والله كانت تحت يدي السيارات و النساء والأموال و الخمور والمخدرات
ولما وجدت طريق الرحمن أقسم لك بالله أدركت أني قبلها كنت غير انسان
والله إن دمعة لله عندي خير لي من كنوز الدنيا
نعم والله صدقت فكيف يكون للحياة طعما و للدقائق معنى و هى لا تقضي في رضا الله
فيقول الشاعر : إذا لم يكن مر السنين ~~~~عن الفضل في الانسان سميته
وما تنفع الأيام حين تعدها ~~~~ولم يستفد فيهن علما ولا فضلا
يقول ابن القيم في الجواب الكافي ص109:"فما كان من وقته لله و بالله فهو حياته و عمره
وغير ذلك ليس محسوبا في حياته ، و إذا عاش عيش البهائم ، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو الاماني الباطلة
كان خير ما قطعه به النوم والبطالة ، فموت هذا خير له من حياته وإذا كان العبد -وهو في الصلاة - ليس له من صلاته
إلا ماعقل منها ، فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله ولله "
لذلك أخية اسألك بالله هل بدأ عمرك ؟ أم ما زلت غافلة ؟
كم عمرك الآن ؟! هل هو يوم ، شهر ، سنة ، ثلاث ، عشر سنوات ؟! أم هو صفر !!!
والله أتعجب من أناس يعلقون الزينات ، و يشغلون الأغنيات و ترى أحداهن تدعو الجارات والصديقات
يرقصن سويا على هذه النغمات ؟ ولا أعلم لماذا هن سعيدات ؟!
هل هن سعيدات أنهن بلغن 20 سنة ...للأسف مسكينات فهن حتى الآن لم يبلغن يوما
سبحان الله تنقفن الاموال و تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر
فماذا قدمتِ أخية و العمر يمر و الدقائق ترحل و الثواني تدق
انظري معي إلى هذه القصة التي قصها شيخي الفاضل محمد الصاوي "كيف الحال يا شباب "سأحكيها لكنّ باختصار يقول أنه كان في زيارة لأحد المدن العربية لألقاء محاضرة
وفي طريقه وجد الطريق مزدحما فسأل هو ومن معه عن الامر فقالوا : اليوم جنازة أحد الابطال
فسألوا عن العنوان و ذهبوا و هناك دخل الشيخ لتعزية الاب فقال : أحسن الله عزاؤك
فرد الاب: لا تعزيني يا شيخ فأنا ابني كان عاقا ولم يكن يسجد لله سجدة و اليوم مات على طاعة الله ثم جلس الشيخ فاقترب منه أخو هذا الشاب و قال له ساحكي لك يا شيخ قصة اخي
أخي كان عاقا بابي و أمي ، كان مدمنا للمخدرات ، أذكر أنه كان يشد امي من شعرها لتعد له الطعام هو وندمائه ومع ذلك كانت أمي تصلي و تدعو له و تقول : قلب ابني سعد بين يديك فاصلحه ثم أصبح أخي مطاردا من قبل الشرطة بسبب جرائمه فساعده أحد أصدقائه على السفر خارج البلاد
وتزوج بأروبية و انقطع عنا ثم بعد أربع سنوات حن إلى الوطن فرجع فرحت أمي
لكننا وجدناه على نفس حاله بل أسوأ
كان له في كل شارع صيت فقالوا : عاد الزعيم عاد الزعيم
ثم بدأ يجتمع بهم ثانية و في يوم من الأيام و هو جالس في أحدى الاستراحات التي كان يعدها هو واصدقائه
جاء إليه رجل صالح ووقف ليخاطبهم ثم وجه خطابه إلى أخي فقال:
(أنت ماذا ستقول لربك حين نزولك إلى قبرك ، هل ستنفعك دنياك ، شبابك ، أصدقاؤك ، قوتك ، لاشئ سيكون معك )
فاستأذن أخي أصدقائه وركب سيارته وفي سيارته كانت البداية ، بدأ يبكي ويقول :
أه انا مسلم سيحاسبني ربي ، قبري ينتظرني ، ترى ماذا قدمت أمامي
فرجع إلى البيت و كانت أمي تصلي و كان أول شئ فعله انحنى إلى فدم أمي
يقبلها ودموعه تبلل رجل امي فقالت أمي: ابني سعد هداك ربي هداك ربي ماذا بك؟
فسمعته يقول : لقد ابصرت طريق النور يا أمي ومن اليوم سترين سعد آخر
سأكون بارا بكِ يا أمي
لا مسكرات ، لا مخدرات
و أخذ يضم أمي إلى صدره دخل إلى غرفته أخذ يرمي الصور والمجلات و أخرج كيسا مملؤ بالمخدرات وأفرغه في الحمام
واشترى سجادة صلاة يا سبحان الله كان أول يوم يصف أخي قدميه في محراب الصلاة
كنت أسمع نشيجه : يا رباه أنا عبدك التائب إن لم ترحمني فمن يرحمني
وحاول أصدقاء السوء في هذين اليومين أن يرجعوه إلى طريق الحرام لكنه كان أقوى من ذلك
وفي الليلة التالية جمع أصدقائه و كان العدد كبيرا فقد سمع أهل الشر قصة توبة أخي فجاءوا ليسمعوا بهذه القصة العجيبة
تكلم معهم و الدموع تسيل من عينيه :
يا شباب أنا سعد أنت تعرفونني
يا شباب لا سعادة في الطريق التي أنتم عليها
من علمكم المخدرات ؟أنا من علمكم السهر أنا ؟
من كان يصطاد لكم الفتيات أنا؟
من كان يدل على الخزائن والاموال أنا !!
حقيقة أنني كنت أتظاهر بالسعادة حين أحصل على ما أريد
لكن الحقيقة أن قلبي كان مملوءا بالآم
اتصدقون يا شباب لقد ذهبت كل هذه الآم في دمعة واحدة
أرجوكم أبكوا الان 0000 أرجوكم أذرفوا دموعكم الآن ....، توبوا إلى الله الآن
ظل سعد على هذا الحال ثلاثة أيام متتالية حتى رجع معظم أصحابه
ما أجمل الصحبة الصالحة ،
لقد كنت صديقا صالحا يا سعد
مهلا يا أخوات !!!!!!!
هل تعلمون كم مر على عمر سعد؟؟
خمس أيام فقط ؟؟؟؟
ففي اليوم الخامس في العاشرة صباحا كانت والدته تناديه للافطار
لكنه لم يكن يرد ، جلس في مصلاه يصلي و كان في التشهد
جاء اخوه فاكتشف أنه ميتا
دوى التكبير في البيت و بكوا جميعا فرحا لأنه مات وهو يصلي
سبحان الله كان عمره خمس ايام فقط لكنه فعل الكثير فيهم فرزقه لله حسن الخاتمة
لم يدخر وقتا لخدمة دينه ففاز ونال رضا ربه
فما أجمل ان يطيع الانسان ربه و أن يجعل عمره معمورا بذكره
أخية احرصي على ان تبدأي عمرك قبل أن تنتهي حياتك و أنتِ لا تدري
همسة
أخية
يقال:
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة
ونفسك الطماعة فعلمها الطاعة
دقات قلبى المرء قائلة له^^^ ان الحياة دقائق وثوانى
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها ^^^فالذكر للأنسان عمر ثانى
الذكر يزيد العمر ويبارك فيه
فما أجمل الطاعة و العيش في رضا الله
يقول الشاعر
تزود للذى لابد منه ~~ فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم ~~ لهم زاد وأنت بغير زاد
يقول الشاعر :
تنبهوا يارقود*********الى متى ذا الجمود
فهذه الدار تبلى******وما عليها يبيد
الخير فيها قليل***** والشر فيها عديد
والعمر ينقص فيها ***والسيئات تزيد
فاستكثر الزاد فيها***ان الطريق بعيد
نعم العمر ينقص والسيئات تزيد
أخية استغلي وقتك فيما يفيدك
و يوصلك لهدفك السامي (الجنة)
لاتجعلي لنفسكِ ثمنا غير الجنة
الدنيا حقيرة ولاتساوي شيئا
ومهما فعلنا نشعر فيها بالتعب والهم
فلماذا لا تختاري راحة البال
و تصرين على الطاعة واتباع السنة ؟
إن الدقائق تمر سريعا فانتبهي قبل أن تندمي
وتقولين كما في الآية الكريمة
حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون(99)لعلى أعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو
قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون(100)
أخية أن ما نسج قلمي و قلبي من كلمات
هو دلالة على ما أحمله لكِ من حب في الله
فأنا أريد لكِ الجنة
أريدكِ أن يكون عمرك هو عمرك الحقيقي
فابدأي الآن ان كنتِ لم تبدأي
واسعي إلى رضا الله
وإن كنتِ بدأتِ فهنيئا لكِ و هنيئا لنا بكِ
لا تتركي لحظة غير معمورة بذكر ربكِ
وان غفلتِ فاستغفري ربكِ
حاسبي نفسكِ أول بأول قبل أن تحاسبي
اسألي نفسكِ ماذا فعلت في يومي ؟
إن حان وقت لقاء ربي ماذا ساقول له؟
اجعلي لكِ كراسة صغيرة
تكتبين بها جدولكِ اليومي
و كما يقول علماء التنمية البشرية
اكتبي بها دوما انجازاتكِ و ما حققتيه بيومك
حتى يدفعكِ هذا للأمام
أتمنى والله أن أكون احسنت التعبير عما بداخلي
وأن تكون كلماتي وصلت لشغاف قلوبكن
ولا تنسي أخية أننا أخوات في الله
نسير في مركب واحد
وهو مركب الطاعة والايمان والتقوى
فكوني دائما كذلك
قلمي