هذه قصه منقوله من إحدى المنتديات تقول :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يقول الحق عز وجل:
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
في موضوعي هذا سأورد خلاصه تجربتي في حرب ضروس
كنت دوما أظن أن أمثالي لا تجارب معينه لهم في ظل هذه الحياه القاسيه
و جل فكري أن حياتي تعبر بلا تجارب
من قسوه الظروف كنت على إعتقاد شعبي يقول(وكلها لله)
رغم أنه بالمعنى الواقعي تواكل أكثر من توكل!
وكان هذا الفكر مشعشع بداخلي واللا مبالاه هي النصيب الأكبر لتصرفي!
سبحان الله ها أنا اليوم في تحد كبير أكبر مما رسم في مخيلتي أكبر من خاطره خططتها بقلمي وأكبر من مذكره إحتفظت بها في دفتري ولم أذكرها لهول الموقف الذي كتبت به ! وأكبر من مجرد قصه روتها لي جدتي عن نكبه الثمان والأربعين!! ؟!
أيقن تماما أن الموت حق ولا بد أن تموت ! بأي كيفيه وفي أي وقت!
لكن عند وقوع هذا الأمر الجلل كان لفكري نصيب من التغيير ! ونصيب كبير!
سأروى مشهدا ولعله لا يحمل شيئا من هول ماشاهدتم لكن سبحان الله له في نفسي وقع كبير
المشهد!
اليوم / السبت/ الموافق27_12_2008
طلبه الجامعه الإسلاميه يقدمون إختباراتهم
وكان لدي إختبار في ماده صعبه جدا ولم يكن لدينا وقت لدراستها بفعل إنتهاء دوام الجامعه يوم25الشهر السابق
قبل موعد الإختبار بيوم جائتني رساله
قرر ت إداره الجامعه تغيير موعد الإختبار من الساعه 12ظهرا لللساعه 8 صباحا
مما زادني غضبا فوق غضبي لإنه لا وقت لدينا للدراسه على حد إعتقادي!
فهناك فرق 3 ساعات !
والثانيه للمختبر تفرق !
لكن لا حل لدينا! وتم إختبارنا
كانت السااعتين هما مده إختبار عصيب وخرجنا نضرب بالأكف من هول الإختبار لم نكن نعلم أن هناك إختبار أكبر ينتظرنا بالخارج ؟!
إضطررنا للبقاء قليلا للتأكد من إجابه بعضنا البعض
إنطلقنا ورغم ان هناك مسافه كبيره بين البيت والجامعه قررنا المشي ومجموعه من صديقاتي كنوع من تغيير الجو!وأي جو ذاك!
لم نمشي سوى مئات الأمتار لنصل إلى مقر الجوازات بغزه وقبل وصولنا المقر كان هناك زحمه في السير فخفت على زميلتي من التدافع فذهبت إلى الناحيه المعاكسه لباب الجوازت وبعد ثوان وإذا بالقصف يبدأ وتبدأ حمم النيران تتساقط كنا خمس صديقات تساقطت إثنتان كانتا قريبتان جدا من الباب ونجينا نحن بأعجوبه!
من شده الموقف أخذت صديقاتي يصرخن وبدأ الناس بالتدافع وانا قد وقفت لا أعلم ماذا أفعل فصديقتي المقربه لي تنزف دما على الأرض ويداي قد تجمدتا عن الحراك من هول المنظر لا أخاف بعادتي من قصف فكان أمر عادي قد إعتدنا عليه لكن لعل رؤيه د م من أحببت جمدني ولم أتحرك!ونظرت بجنبها فإذازميلتنا الثانيه غابت عن وعيها لربما أصيبت إصابه خطيره لا أعلم ماالذي حدث لي فكأن الأرض دارت بي ولم أتذكر ماحدث في تلك اللحظه
لكن ماأتذكره جيدا بسرعه البرق جاء الإخوه وبدأو بالإسعاف ورفضوا إصطحابنا معهم بسبب كثره الجرحى وإنهمر احدهم علينا بالصراخ إذهبن إلى البيت قبل أن يعاودوا قصف المكان مجددا لم نعرف حتى كيف الطريق فالبكاء قد أعمى عيوننا وقد تركنا صديقتين لنا لربما قد إستشهدتا!
والمكان بعيد جدا ولا مجال لأن نمشي ولا لأن نستقل سياره أجره وكل شئ حولك مهدد الجامعه والمجلس التشريعي شرطه العباس مقر الوزراه
كأن المنطقه لغم وسينفجر؟!
كنا نمشي دون أن نعرف الواجهة وفجأه قابلنا أحد الإخوه الماره
وجزاه الله خيرا فقد إصطحبنا إلى بيت لأقربائه قريب جدا من المكان لكنه أكثر أمان من الشارع لنهدأ من روعنا قليلا وليجعل أحد الإخوات تفهمه ما القصه ليستطيع مساعدتنا ! الكل يبكي ولم يستطع أهل البيت فهم شئ تماسكت نفسي رغم أن دموعي لا زالت تهطل وأخبرتهم بأن لنا صديقتين قد جرحتا
فأخبرونا عن القصف الهمجي لكل مقرات الشرطه الأمنيه وأن هناك كثير من الشهداء و
الحل الوحيد الآن أن نعيدكن ا للبيوت وبالفعل أعادونا لنتلقى بعد ذلك نبأ إسشهاد أحد الأخوات !!
سبحان الله تحركي عن قارعه الطريق على بعد ثانيه من الزمن أنجتني من ذاك الموت المحتم لتتلقاه زميلتي رحمه الله عليها !
سآلت نفسي لو أني لم أتحرك مالذي حصل!
بالفعل غير في هذا الموقف كثيرا فوالله لن أنساه ماحييت ولن أنسى نجاتي من موت محتم بأعجوبه!
رغم أني اليوم تمنيت أني لو إستشهدت في ذاك اليوم لكني أشكر الله فاالله أراد لي الخير من الأمر!
حمدت الله كثيرا وعشت طوال أيام الحرب لا أذكر سوى تغييرهم لموعد الإختبار الذي جعلنا نضطر لأن نكون خارجاو تحركي من جنب لجنب فنجيت من موت طال غيري وكلما ضاق الأمر بي كنت أقول
سبحان من علم بحالي ورأى مكاني ..
سبحانه مدبِّر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم ..
إذا ساءت ظروفي فلن اخاف..
فقط أثِق بأن الله له حكمة في كل شىء يحدث لي ويحسن الظن بي ..
وعندما يحترق كل ماحولي .. اعلم أن الله يسعى لإنقاذي إن كان لي بقاء من الأجل !
!هذا ما خرجت به من الحرب
أسأل الله أن يغفر لنا مازللنا وأن يكتب لنا الخير ولسائر المسلمين