بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله
هذه أختكم تناديكم وتستصرخكم وتخاطب الإسلام والمروءة في قلوبكم
ووالله الذي لا إله إلا هو إنها قد بلغت من الهم والضيق ما لو قد علمتموه لقض مضاجعكم ولأسال الدموع من عيونكم
إنها تستغيث ولا مغيث
وتبكي دما على ما آلت إليه أحوال أسرتها الصغيرة
فهل تقبلون يا إخواني ما هي فيه من الذلة والهوان
إنها أختكم
وعرضكم لو تعلمون
فالله الله الله
والغوث الغوث الغوث
يا أيها الأبرار
يا أيها الأخيار
يا أيها الرجال
يا أيها الملائكة الأطهار
يا من قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير في وفي أمتي
يا من قال فيكم رب العزة
كنتم خير أمة أخرجت للناس
يا أحفاد المعتصم
يا أحفاد صلاح الدين
يا أيها الرجال
يا أيها الإخوة
صونوا عرض أختكم
واحموها من ذئاب لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة أرادوا استغلال حاجتها وما هي فيه من الضيق
ولكم جميعا ( وخصوصا للمتشككين ) أقول إنني سأرسل رسالة خاصة لأخي أبو لؤي المراقب على هذا المنتدى
وسأرسل له فيها صورة من الوثائق التي تثبت صدق هذه الحالة
ولولا الخوف من مرضى القلوب لوضعتها على العام
ولكنني أتمنى من أخي المراقب ومن إدارة المنتدى أن تتيح هذه الوثائق لمن يطلبها
أنا مصرية
مجرد فتاة جامعية
تسكن بالقرب منا أسرة بسيطة مكونة من أب في السابعة والثلاثين من عمره وزوجة ( هي التي أحدثكم عنها ) تصغره بأربع سنوات وثلاثة أطفال صغار
الأب موظف بسيط رغم بساطة راتبه إلا أنهم كانوا أسرة مستقرة وسعيدة حتى عامين مضيا
كانت هذه الأسرة مضرب المثل في التفاهم والمحبة والترابط وراحة البال
ورغم أن الله ابتلى أخانا بمرض غريب أدى لحدوث طفرات غير مفهومة في الوزن حتى اقترب وزنه من مائتي كيلو إلا أن حياتهم سارت على ما يرام راضين برزقهم القليل لأن الله الذي اختصهم بهذا الرزق القليل لم يبخل عليهم بالكثير من النعم الأخرى التي يعجزون عن إحصائها
وأول هذه النعم أن الله قد وهبهم أبا هو التجسيد الخالص لمعاني الرحمة والإنسانية وطيبة القلب
ولم يمنعه مرضه الغريب الذي حوله إلى رجل شيه عاجز من أن يكون أحن أب في الوجود وأن يعلم زوجته وأطفاله أن يحبوا الله والإنسان والحياة
ورغم بساطة حالهم وتطورات مرضه الذي أدى لإصابته بمرض السكر إلا أن الحياة سارت رغم كل شيء
وسمعته مرات يقول
الحمد لله الذي ابتلانا
ما ابتلى إلا ليغفر ويرفع به الدرجات
ومنذ عامين استحال كل شيء إلى جحيم
فكر أيامها في تأمين مستقبل أولاده عن طريق العمل في مجال تربية الفراخ البيضاء الذي كان المشروع الوحيد المضمون أيامها
استدان مبلغا كبيرا واشترى كل المستلزمات بالأجل
إلا أن ابتلاءاتهم أضيف لها ابتلاء آخر
فقد فشلت الدورة فشلا ذريعا
وماتت الفراخ بسبب نقص الخبرة من ناحية وإصابة الفراخ بفيروس مجهول من ناحية أخرى
ووجد نفسه فجأة مدينا بمبالغ مهولة لا سبيل له لسدادها مهما فعل
وبدأت مرحلة جديدة من حياته
ديون متراكمة ودائنون لا يرحمون وأسرة باتت مهددة بالضياع وأحكام قضائية متلاحقة
ولم يعد هناك مفر من السجن
الذي لا يعني إلا موته
وترك الديون في رقبة زوجته المسكينة
حيث لا يعقل أن يتحمل من هو في مثل ظروفه الصحية أن يسجن لسنوات طويلة
وبعد تفكير مرير سعى من وراء ظهر زوجته إلى بيع جميع أعضائه بعد أن وجد أن رحيله عن الحياة هو الحل الوحيد
إلا أن زوجته وبالصدفة البحتة عرفت ما ينويه
وبدأت مأساته تنتشر
أيامها قيض الله لهم من ساعدوهم بتسديد جزء من هذا الدين وتنازل بعض الدائنين عن جزء من ديونهم
وتبقى مبلغ اضطر لاقتراضه من البنك بضمان وظيفته
وسقطت بفضل الله كافة الأحكام القضائية
وعاد إلى حياته الطبيعية
وإلى أسرته التي هجرها بسبب مطاردة الشرطة له
وبعد أن هدأت الأجواء
اتضح أن كل المشاكل قد انتهت إلا مشكلة واحدة كبيرة هي أخطر المشاكل
فقد اتضح أن البنك سيخصم أغلب الراتب ( الذي هو مصدر دخلهم الوحيد ) فهل تصدقون أن ما يتبقى له حاليا من راتبه 200 جنيه مصري فقط
200 جنيه مصري أي حوالي 40 دولارا أو 130 ريالا هو مصدر الدخل الوحيد لأسرة مكونة من أب شبه عاجز يلزمه نصف هذا المبلغ شهريا لتأمين علاجه وأم مقهورة وثلاثة أطفال محرومين من أبسط متع الحياة
قولوا لي بالله عليكم كيف لهذه الأسرة أن تواجه الحياة بمبلغ 150 ريالا شهريا
هل تتخيلون معي حال هذه الأسرة
تخيلوا معي عافاكم الله حال الأم التي تبكي ليل نهار
وحال الأطفال الذين تهفو نفوسهم لقطعة لحم أو حبة فاكهة أو لعبة أطفال رخيصة فلا يجدون إلا دموع الأب وقلة حيلة الأم
تخيلوا معي حالة هذه الأم وهي تفكر كل يوم في دائن جديد يقبل أن يقرضهم قروشا قليلة يسدون بها جوعتهم
ووالله إنهم ممن يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
وإنهم ذلوا بعد عزة
وهانوا بعد قوة
فأيكم لهم
أيكم يمد لهم يده
أيكم يمسح دموع أختكم التي طالت
أيكم يدخل الفرحة على قلب أطفالها
أيكم يمد يده إلى أخيكم الذي وسع قلبه الدنيا بأسرها ورأى في ابتلاء الله له هدية اصطفاه الله بها فلا يتوقف لسانه عن شكر الله
إنني أعلم أن الأفاقين والمحتالين لم يدعوا لأمثالهم موطئا لقدم
إن كل ما نرجوه أن يفيض الله لهم من يسدد عنهم دين البنك ليعود لهذه الأسرة المنكوبة راتب الزوج الذي هو مصدر دخلهم الوحيد
ورغم بساطة الراتب وكونه لا يقارن بأعباء الحياة الضرورية خصوصا في ظل هذا الغلاء الرهيب إلا أنهم سيدبرون أمورهم
فكل ما يرجونه سداد دين البنك واستعادة الراتب
وليتنا نجد هنا ملاكا من ملائكة الله على الأرض يتبنى قضية حالة الزوج الصحية ويساعده على العلاج
وكما ترون يا إخواني
لا مجال للكذب
ولا سبيل للتحايل
فمن سيساعدهم لن يعطيهم قرشا
وإنما سيتفاهم مع البنك مباشرة
إنني أعرف أن من سيقرأ رسالتي أحد ثلاثة
إما متعاطف
وإما متشكك
وإما مكذب وساخر
وإنني لأحبهم في الله جميعا
فبالنسبة للأخ المتعاطف فإنني لا أقول له إلا بارك الله فيك وبك
فإذا لم تكن قادرا على مساعدتهم يا أخي فيكفيهم منك كلمة طيبة
وللأخ المتشكك أقول إنني أعذرك والله
ولكن
اطمئن يا أخي فلن تقبل هذه الأسرة المساعدة إلا ممن يتأكد من صدق كلامي بكل السبل
وللأخ المكذب أقول
أخي
أقدر موقفك
ولكن مهلك يا أخي
وبالله عليك ألا تصد الراغبين في المساعدة
وإنما يكفيك أن تطالب كل من يرغب في المساعدة بالتأكد قبل كل شيء
واعلموا يا إخواني أن رسالتي إلى منتداكم ليست الرسالة الوحيدة وإنما قمت بحملة على العديد من المنتديات الأخرى
حتى تحل المشكلة
إخواني
هذا ميدانكم العظيم يناديكم ، ويفتح ذراعيه لكم …
فها هي الصدقات الجارية التي يجري نفعها لكم ما جرت منفعتها لتلك الأسرة المنكوبة ..
توقعونها مرة ، فيقع لكم أجرها كل مرة !
فعن سلمان الفارسي - رضي الله - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربع من عمل الأحياء تجري الأموات : رجل ترك عقبا صالحا يدعو له ينفعه دعاؤهم : ورجل تصدق بصدقة جارية من بعده له أجرها ما جرت له ، ورجل علم علما فعمل به من بعده ، له مثل أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر من يعمل به شيء).
صحيح الجامع 1/215 (888)
وهكذا همتك - أيها التاجر الماهر - لا بد أن ترقى لتحوز الأجر المستمر والثواب المتصل
الذي لا ينقطع أجره
ولا يمتنع بره لمرة واحدة فقط كغيره من الأعمال ، بل يتتابع فيه الأجر
ويتعاقب فيه الثواب ، لتغنمه جميعا في يوم الجزاء والحساب .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو عمل ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ).
مسلم 3/1016(1631)
وها أنت ترى بعين بصرك وبصيرتك سعة رحمة الله بنا
ومبلغ فضله علينا
يوم فتح لنا باب الغنيمة من الأجور التي تتهادى كالزهور
في زهو وألق بين عيون كل مسدد وموفق
ويعمى عنها من أسكرته وكبلته الزلة ومن وقع في فخ المعصية
تكبلت قدمه بقيود الخذلان والحرمان عن الطاعة والإحسان والمهدي من هداه مولاه فلا حول ولا قوة إلا بالله !
واها على أحوال قوم أعرضوا
يا معرضين عن الكريم تعرضوا ، عن بابكم كم فاتهم خيرات ، فلربكم في دهركم نفحات
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمن روعاتكم ).الصحيحة 4/511(1890)
قال تعالى : {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي }.الفجر 23-24
وقال تعالى :{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين }.الزمر55-58
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا ، وأكيسهم - أي العاقل الريب - أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم استعدادا ، اولئك الأكياس ).الصحيحة 3/372(1384)
وإليك أيها الرائي بعض الصور المشرقة من الصدقات الجارية التي ينبغي لكل مسلم أن بأتي بها ولو مرة واحدة في العمر ليكون من أهلها ، فما يدرك كله ، لا يترك جله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدجلة ) .البخاري 1/23 (39 )
والناس في هذا الميدان ما بين مقبل ومدبر
ومستقل ومستكثر
ومسترسل ومستحسر
فالعاقل يغنم ما يقدر عليه مما وقع تحت يديه لأنه في مهمة عمل ورحلة استكثار من العمل الصالح الذي تستجلب به رحمة الرحيم الرحمن ، وتستدفع به نقمة العزيز الجبار .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه ).الصحيحة 1/605(342)
فها هو البحر الهادر بين يديك ، فغص لججه ، واقتحم ثبجه ، واجمع كنوزه ودرره ، ومعدنه وجوهره ، ولا تكن من الخوالف فتدركك المتالف ، والله المستعان على كل حال.
الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول " اللهم اعط منفقاً خلفاً ".
الصدقة تنتصر على الشياطين, قال "لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطاناً".
الصدقة تعالج المرضى , قال " داووا مرضاكم بالصدقة ".
الصدقة تطفئ غضب ربك , قال "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب".
الصدقة تمحو خطاياك , قال "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
الصدقة تمحي عرضك وشرفك , قال "ذبوا عن أعراضكم بأموالكم".
الصدقة تحسن ختامك, قال "صنائع المعروف تقي مصارع السوء", قال "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء".
الصدقة ظلك من اللهب, قال "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".
الصدقة تفك رهانك يوم القيامة, قال "من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة".
الصدقة سترك من النار, قال "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة, فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان".
يا إخواني
أختكم تناديكم
فلا تخذلوها
وتقف بباككم
فلا تردوها
ولمن أراد المساعدة
فليراسلني
على هذا الإيميل
تم حذف الإيميل لأنه مخالف لقوانين المنتدى
والرجا من الإدارة أن تنظر بعين العطف إلى رسالتي وأن تستثنيها من قاعدة عدم السماح بنشر الإيميل
تقديرا لهذه الظروف
وجزاكم الله خيرا