ولكن كَكُل يوم أجِدُنى على اٌلموعِد اٌلمُعتاد مع فوضى اٌلفضائِيات
تِلك الفوضى التى طالت كُل شيئ ، فإمتزج اٌلصالح بِـ الطالح ، واختلط الحابل بِـ النابل ،
ذلك لأن كُل شيئ فى الفضائيات مُباح ومُستباح
اٌلعُرى موجود ، والخوض فى الأعراض مشهود ، ولم تسلم قيم المُجتمع فيها مِن الهدم
ولا العِلاقات من التدمير ، أغلبها إن لم يكن كلها إجتمع على إثارة الفتن والشائِعات
وبالمُقابل نجد مُشاهد على كفه عفريت ، ( ريموت كنترول ) يُحرك بِهِ بين تِلك وهذه
لا يمل ولا يكل ، رغم أن ما ينبعثُ مِن الشاشات كله مكرر يدعو للملل ,
لكن ميلودي تتحدى الملل ..!!
وحتى إذا مل او كل فلا يستطيع أن ينام ، لإن ما ينبعث مِن روتانا لا يجعلهُ يغمض عينيه ،
وإن أراد ، فمش هيقدر ..!!
وإن كان مِن منْ منا اٌللهُ عليهم بأن جعل عينه مغموضة خِلقة ، فلن يسلم من القذائِف الصوتية
وهي تسير فى الإتجاه المُعاكس لِـ الجزيرة ، تحمل أفظع الشتائم والسباب والإهانات
التى حتماً ولابد أن تعتاد أذنه سماعها حتى يُدمنها
وحينها لا يستطيع أن يُغير المحطة،
وإن استطاع ، فلن يختلف الأمر كثيراً ..!!
فالأهلى والزمالك بينهم تار قديم ، وبين مصر والجزائر حرب هوجاء
وما كُنا ندركه أمس بالعقول ، اصبحنا نتقنه اليوم بالأقدام ، ولا صوت يعلو فوق صوت القدم ،
وإن علا صوت ، فبالتأكيد ليس صوت الأذان ، ولكنه صوت مزيكا ..!!
وهكذا فى كُل الفضائيات ، الكُل يتكلم بلا حياء ، ومن ليس لهُ لِسان أستأجر لسان وأصبح يتكلم
سواء أكان كلامهُ مفهوم أو غير مفهوم المهم أن يتكلم ،
اما الدراما ، فـ وآآه اسفاه ، دراما الهم والغم ، وبالتأكيد هتسيب علامة فى بيتك ..!!
علامة سوداء ، تحتاج الكثير والكثير لإستأصالها !
وَالعجيب المُزعج هؤلاء السادة كُتاب السيناريوهات الذين يُدهورون قيم المُجتمع ويعبثون فى سلوكياتُه
وحينما نسألهم يأتى الجواب بأنهم ينقلون من الواقع وأن علينا ان نُصدقهم
تُرى أى واقعُ هذا الذى يُعرينا ويُفسد أخلاقنا وأخلاق أبنائنا !
ومع التسليم بان هذا الواقع المُخجل موجود
فهو لا يرقى الى الدرجة التى تجعل منه ظاهرة تستوجب تسليط الضوء عليه
لكن صحيح ، اللى إختشوا ماتوا ..!!
حتى الفضائيات الدينية أصابها داءا الفوضى العُضال فأصبحت تخصص نشر غسيل
فما إن يبدأ الشيخ فُلان إبن فُلان فى إستقبال التليفونات حتى نتأهب لِـ سماع عجب العُجاب
مِن اسرار البيوت التى تُدخل الشك والريبة فى النفوس ، وتدعو لِهدم البيوت ..!!
ويبدو أن هذا الداء لا يُجدى معهُ الدواء ..!!
فأنا أذكر حينما فُتحت قناة الرسالة تلقى الشيخ عائض القرنى إتصالا من الأمير الوليد بن طلال صاحب القناة
يطلب منهُ الإنضمام لأسرة قناة الرسالة لكنه رفض وطلب مِنهُ غلق روتانا بدلاً من فتح الرسالة
وشدد على أن ذلك أحب إلى الله وأفضل ، لكن يبدو أن شيخنا الجليل لم يُحدد وقتها اى روتانا مِنهم
فكانت النتيجة أن فُتِحت الرسالة ، وزادت قنوات روتانا إتنين روتانا وصلحه ..!!
عُذراً ، أقصد وأفْسِدُه ..!!
والرسالة وإن كانت مُعطرة بالمسك ، لكنها فارغة
أما روتانا فـ مش هتقدر تغمض عينيك ..!!
وكُلما أزدادت الفضائيات إزدادت الفوضى ، التى لم تصب الفضائيات وحسب وإنما اصابت عقولنا ..!
وَالحمد لله أصبحنا بقدرة قادر أمة متطورة إعلامياً ، بِفضل الإعلام العربى الهادف ...!!
وحقاً إنه لـ مِسكين ذلك المُشاهد المأسوف على عقله الذى يقضى ساعات يومهُ كُلها امام الفضائيات ،
صِدقاً مِسكين ولم يشعر بقيمة النعمة التى جعل مِنها نقمة وبدلاً مِن شكر النعمة كفر بها
فأصبح يقضى وقتهُ فى فعل اى شيئ لكسر سيف الوقت مهما عاد عليه مِن مصائِب
ونسى قول المُصطفى صلى الله عليه وسلم ، ..( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )..
ليُصبح وقت الفراغ فى حياة الكثير منا وباء ، وليتهُ فراغاً فى الوقت وحسب
بل بكل أسف فراغ فى الوقت والعقل فعندما يُسيئ الشخص إستغلال الوقت ، ينحرف عقله عن مساره
وَيُصبح فى حالة من حالات ضعفه ، فحينئذ يكون الفراغ هو المُغيب للعقل ، والمُخدر للإدراك
فيقع بين براثن كل ما يُفسده ويفسد عليه حياته ووقته ، ومن بين ذلك
تِلك الفضائحيات الملعونة بشتى اهتمامتها والتى جميعها تُفسد اكثر مِما تُصلح ،
والحقيقة أن علينا أن نحترم وقت فراغنا ، ونشغله بما يعود علينا وعلى المُجتمع بالفائد
ونضع نِصب أعيُنِنا قول الله تعالى ..( فإذا فرغت فنصب و إلى ربك فارغب )..
من أعمال صالحةحيثُ نتمكن مِن العودة لمنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بإن نُعمر أوقاتنا بِما نُؤجر عليه
خلاصة القول : ما قاله الله تعالى فى الذكر الحكيم