أميرة زكي
تراه كثيرات "بعبع" أو اختبار لابد أن تمر عليه ، وتراه أخريات "هم ثقيل" لا تريد أن تشغل بالها به الآن، وتراه فئة ثالثة من البنات متعة وإبداع .. إنه "المطبخ" أهم ركن في المنزل الذي يخرج منه ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب وتُعد من خلاله أفخم أنواع "العزومات" .. وهو ما أصبحت الكثير من الفتيات تتجاهل دخوله لمساعدة الأم أو حتى التدرب خلاله استعدادا لمهام بيت الزوجية ..
تقول "مرام محمد": كنت أهرب دوما من دعوات أمي لدخول المطبخ وتعلم أصناف الأكل ، وكنت أشعر أنه أمر ممل ومتعب لا أريد أن أحمل همه الآن وأنني عندما أتزوج سوف أتعلم حينها طريقة عمل الأصناف المبتكرة من الطعام بعيدا عن طرق أمي المنزلية في الطهي .
وتتابع كلامها : " حينما تزوجت أصبح المطبخ لي مشكلة كبرى فلم أكن أعلم أي أساسيات للطهي أو مبادئ له وعندما حاولت تعلم الأصناف الجديدة من الأطعمة عرفت أنها كلها تعتمد على طرق شبيهة بطرق أمي التقليدية وحينها أدركت أني وضعت نفسي في مأزق صعب فبذلت مجهودا مضاعفا لتعلم الأكل بسرعة وكنت استغرق أوقاتا طويلة في حين أن صديقاتي المتزوجات يستغرقن دقائق معدودة لإعداد الوجبات لأنهم أخذن خبرات سابقة في بيوت أمهاتهن ".
وتختتم كلامها : " شعرت بالإحباط والضيق في كل مرة كنت أفشل فيها في إخراج الطعام بالجودة المطلوبة، ولكم عانى معي زوجي حتى تعلمت طرق الأكلات المختلفة، وندمت أنني لم أكن ادخل المطبخ وأتعلم من أمي قبل الزواج".
وتشاركها الرأي "كوثر سيد" قائلة : " في الحقيقة كنت أحب دخول المطبخ في فترة المراهقة ولكن أمي كانت تدللني كثيرا وتشفق على من أعمال الطبخ وتحاول أن توفر لي جوًا من الراحة للمذاكرة ، وحتى في الأجازة الصيفية لم تكن تعطيني ثقتها لعمل أي شي وكنت أكتفي فقط بالنظر إليها من بعيد ، حتى فقدت حماسي لتعلم صنع الأكلات، وحينما دخلت الجامعة وجدت كثير من صديقاتي لم يتعلمن فنون الطهي مثلي فشعرت أن الأمر عادي ولا يحتاج للاهتمام في الوقت الحالي ، إلا أنني اكتشفت أنني كنت مخطئة في رأيي حين تزوجت، وقضيت سنوات زواجي الأولى أتعلم إعداد الطعام فأنجح مرة وافشل مرات "