بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الحمد له حمدا يليق بجلاله فهو المعبود سبحانه لا راد لقضاءه وهو الذي اذا قال للشيىء كن كان المنزل في محكم بيانه ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)
وصلاة ربي وسلامه على نبي الرحمة وخير البرية المصطفى محمد القائل ( فاطمة قطعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها )) .... اما بعد
إخواني الكرام هذا الموضوع بعنوان ( نصف بناتنا لن يتزوجن بسبب تفكيركن )
وهل نحن نرد القضاء والقدر او نقطع الارزاق التي كتبها الله جل جلاله !!!
الله سبحانه خلق وقدر وحاشا ان تكون هنالك امرأة تؤمن بالله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره أن تعترض على قدر من أقدار الله ولو كان فيه ضرر لها (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم )
ولكن التعدد بشروط وضوابط وأين من يطبقهافي عصرنا ؟؟؟؟
اصبح الرجل ليس له هم الا متعته غير مبالي باسرتة وبناءه فتهمل الأسر وتقل التربية وتكثر الفوضى ويعم البغض والحسد والظلم والجور بين أُسر الرجل الواحد .
لو نظر احدكم لايجابيات التعدد وسلبياته خصوصا في عصرنا هذا لرجحت كفة سلبياته على اجابياته ...!
دعونا نتأمل قولة تعالي (( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)
روت في هذه الاية عائشة رضي الله عنها أن اليتيمة كانت تربى في حجـر رجل في الجاهلية وصدر الإسلام حتى إذا بلغت النكاح رأى نفسه أحق بها فإما تزوجها من غير مهر وإما زوجها وأكل مهرها فنهي المؤمنون عن الزواج باليتيمات إلا إذا بلغوا بهن أعلى ما يعطى أمثالهن من المهور ومن خاف ألا يفعل فعليه ترك الزواج من اليتيمات والتزوج من غيرهن ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع. فإن خشي ان لا يعدل ( فواحـــــــــــدة )
كثر الحديث عن النساء وانهن يحاربن التعدد وانهن سبب لعدم زواج غيرهن وكأن المرأة هي المتحكم في الاقدار وهي القاطعة للارزاق ...!!! عجبا لهذه العبارات
لنتأمل قول الرسول الكريم بابي هو وأمي إذ قال ( فاطمة قطعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها )) وذلك عندما أراد علي أن يتزوج امرأة ثانية على إبنته فاطمة ورفض الرسول ذلك لان فيه نوعا من الايذاء لفاطمة ....
هل بذلك منع غيرها من النساء أن يتزوجن ؟؟؟!!!!
وهذا ليس حكما أو أمرا خاصا بفاطمة ولكنه حكم شرعى على كافة نساء المسلمين ومن الجائز هنا أن ترفض الزوجة زواج زوجها او تطلب الزوجة الاولى الطلاق للضرر.
اما ما يخص زواج الحبيب محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم فهو لم يتزوج على خديجة طيلة حياتها وهي تكبره في السن وكانت تقول عنها عائشة : " ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة ، لكثرة ذكر رسول الله صلى الله إياها وثنائه عليها وهذا دليل على حبة ووفاءه لها في حياتها وبعد موتها ...
فقد تزوجها وهو في سن الخامسة والعشرين وهي تكبره بخمسة عشر عاما وتزوجت قبله ومكث معها الى ان بلغ الخمسين عاما ولم يتزوج غيرها حبا ووفاء لها
اما ما يخص زواجه باكثر من امرأة بعد وفاة خديجة فهو لامور شرعية وسياسية ودينه وكلها بامر الله سبحانه
فقد تزوج السيدة سودة وكانت كبيرة في السن ولديها أبناء لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة .
وتزوج عائشة رغم صغر سنها لتتعلم منه الكثير ولنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة امور دينهم فكانت تنقل عنه الاحاديث بعد موته وتنشر تعاليم الدين .
وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها
و تزوج السيدة جويرية ولأنها من بني المصطلق وكانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي تزوجها .....
وكذلك في بقية نساءه لكل زواج سبب والرسول ليس بشهواني ولو كان كذلك وممن يرغبون في التعدد لكان اولى به ان يعدد في شبابه ولكنه بقي على زوجة واحدة حتى توفت وبغ الخمسين عاما
و كل زواجه بأمر من الله ولحكمة منه ....
وبعد زواجه بجميع نساءه انزل الله قوله تعالي :
(لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً)
وهنا سؤال
هل يرضى احدكم أن يتزوج هذه الأرامل والكبيرات في السن ؟!!!!
اخواني الكرام
من أحب أن يعدد ويقتدي بالنبي - صلوات الله وسلامه عليه - فليكمل الإقتداء
ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الاجر ويحذر الإثم الذي حذر منه الله عزوجل ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً )
ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم
......