:12: بسم الله الرحمن الرحيم
فــــــــي رمضان لمــــاذا يبكون.. ولا أبكي؟
فان من أسباب الفلاح والنجاح في أمور الدين والدنيا أن يصارح الإنسان نفسه ولا يلتمس لها الأعذار حتى لا يفاجئه الموت ثم يندم وحينها لا ينفع الندم.أخي أخـــتي:ان فضل البكاء من خشية الله عظيم فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله_ وذكر منهم:رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).متفق عليه.أخي أختـــي..سؤال يجول في داخل كثير من المقصرين ونحن جميعا مقصرون نسأل الله أن يعفو عنا عندما نسمع آيات القران تتلى أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو أخبار السلف الصالح نجد كثيرا من الناس ممن رقت قلوبهميبكون,,فلماذا هم يبكون ولا أبكي؟؟؟؟أحاول أن اخشع وابكي فلا استطيع!!!من بجانبي وأمامي وخلفي يبكون.فما السبب؟!السبب أخي أختي بينه الله تعالى في قوله تعالى ):كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).المطففين.أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير وازدادت في الغفله.فهذا هو السبب الحقيقي في قلة البكاء من خشية الله تعالى.
يحيون ليلهم بطاعة ربهم ***بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم***مثل انهمال الوابل الهطال
لمـــــــــاذايبكـــــون؟؟؟
ما الذي جعل هولاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟!أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الاخره نصب أعينهم في حال سرهم وجهرهمعندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم.أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا.أخي أختي..اعلم أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء لا تأتي ولا تستمر إلا بلزوم ما يلي والاستمرار عليه:
1_التوبة إلى الله والاستغفار بالقلب واللسان,حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قد امتلأ قلبه حياء من ربه العظيم الحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقه للتوبه..
ما أحلم الله عني حين املهني***وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ***ولا بكاء ولا خوف و لا حزن
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت***يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أسح دموعا لا انقطاع لها***فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا الطريق يتطلب وقفه صادقه قويةمع النفس ومحاسبتها.
_2ترك المعاصي والحذر كل الحذر منها.صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فهي الداء العضال الذي يحجب القلب عن القرب من الله, وهي التي تظلم القلب وتأتي بالضيق.
_3التقرب الله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكار وخيرات.
_4تذكر الآخرة ,والعجب كل العجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا ستنتهيوان المستقبل الحقيقي هو الاخره ولكننا مع هذا لا نعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم.
قال تعالى: ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً )الاسراء.
_5العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وشرعه, وكما قال تعالى ): إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) فاطر.وكما قيل: من كان بالله اعرف كان لله أخوف.
_6ثم أوصيك بالإكثار من القراءة عن أحوال الصالحين والاقتداء بهم.
أخـــــي وأخــــــتي...
أن في أيام رمضان أيام الخير و البركة لفرص عظيمة يرجع فيها العبد إلى ربه حين تصفد الشياطين وتفتح أبواب الخير وتكثر الطاعة فعد الى ربك وتقرب منه وتوجه اليه وتخلص من قيود المعاصي و أسوار الخطايا وعندها ستجد العين تدمعوالقلب يخشع.