إحدى العجائب
محمد جلال القصاص
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيبعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه وأتبع هديه؛ وبعد :
في واحدة من غرائب الدهركله، وقف النصارى جميعهم على صعيدٍ واحدٍ يتكلمون بلسان واحد عن الحبيب ـ صلى الله عليهوسلم ـ ، يكذِبون ويبترون وينقلون الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأقوال ، حتى جمَّعوافي كلِّ الكمال وجملة الجمال سيد ولد آدم وخير خلق الله كلهم ما لا يجتمع في أفسقالنّاس.!!
قالوا ـ وقبحهم الله بما قالوا ـ : كان شهوانيا سفاكا للدماء.. ملكا يريدرقاب النّاس وأموالهم ونسائهم.. جبارا لم يترك قريبا ولا بعيدا..، سيئ الخلق ليسفيه ما يحمد.
وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم قرود تتقافز على جبالٍ شم ..أقزامٌ سود الوجوه يطاولون الجبال الراسيات الشامخات، وهيهات هيهات.
ودارتبحديثهم آلة إعلامية ضخمة ، راحت تبث بذاءتهم هنا وهناك ، في شكل حوارٍ تليفزيوني ، ومقالٍ صحفي ، ودرسٍيومي، وعرضٍ سينمائي.. الخ .
صوتُهم عالٍ وفي كل مكان ، وصفُّهم ذو عدد وعتاد، وقدراج كذبهم على نفرٍ ممن قل علمهم فخرجوا في صفهم، ورفعوا صليبهم، ووقف نفرٌ آخ متهوكون لا يدرون أين يسيرون، وعامة قومنا لا يلتفون، وعما يحدث منشغلون، أو ربّمايستخفون ولا يصدقون !!
والواقع الذي يراه كل ذي عينين ويسمع به ذو أذنين أنالشبهات شاعت وذاعت ودخلت كل البيوت وفُتن بها نفر من المسلمين فارتدوا، وتثبت بهاعلى الكفر الكافرون، وكثيرون جاءوا يهرعون وعن إجابة لهذه الشبهات يسألون.
فحرامعلى كل ذي علم أن يستكين حتى يرد المعتدين على حرمات الرسول صلى الله عليه وسلم والدين.
وقد قمنا بحول الله وقوته ندفع عن عرض الحبيب صلى الله عليه وسلمنطلب الأجر من ربّ العالمين، ويقيننا بأنّنا ستار لقدر الله، فالله غالب على أمره،والله ناصر عبده، ونافذ وعده، وهازم الأحزاب وحده ، وما نحن إلّا ستار لقدر، حظناالعمل والأجر على العمل، والدين منصور بنا أو بغيرنا. فاللّهم لا حول ولا قوة لناإلّا بك .
وعند التدبر في هذه الجعجعة الحادثة وُجد أن قليبها الآسن الذيتغرف منه هو شخصٌ واحد يدعى (زكريا بطرس) ـ قبَّحه الله ـ ، هو الذي جمّع المتناثرفي بطون كتبهم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الإسلام والمسلمين، هو الذييكذب لهم وينقلون عنه، هو مقدمتهم وحامل لوائهم، يرتدي ثوب الناسكين، ويقسم علىأنّه من الهداة المهتدين، يريد الخير للنّاس أجمعين، وهو آفاك أثيم، كذاب لئيم،وليس بجديد أن يكون دعاة البغي متنسكين، فهذا حالهم منذ نبتوا في أرض الزمان، وشهوةالسلطان والتمكين عند كثيرين فوق شهوة النساء والمال والبنين.
وهذه الزاوية تُعنى بهذا الكذاب اللئيم (زكريا بطرس) تبين حاله وأكاذيبه، وترد على افتراءاته ، ونسأل اللهالعظيم أن يتقبل هذا العمل وأن يغفر به الذلة ويقيل العثرة، ويسدد الرمية وأن يباركفي هذه الكلمات. إنّه ولي ذلك والقادر عليه .