السلام عليكم
هذه قصة ليست غريبة علينا قصة ساخرة ...... فعالمنا مليء بهذه القصص بل اصبحت سمة عالمناال................
نبدأبسردها لكم .. لعلها تعجبكم فتقرؤها الى نهايتها .
كان ياماكان ..وقبل أربعين عاماً من الآن ...شاب اسمه دحيم يعمل مع والده في البستان ...يلقب بالدلخ أحياناً واخرى بالكسلان .
وذات يوم ..وبعد أن استيقظ من النوم .. ذهب للبستان كالعادة ..في روتينية وبلادة .
ففاجأة الشيطان بزيارة ..على غير عادته المختارة ..
وناداه من تحت كرمة عنب...وقد أعيا دحيما التعب واللغب .
وقال :- تعال يادحيم وانت عجلان ..واياك أن تقول كسلان ؟!
فهرول دحيم بالجريان ..واطلق للريح السيقان ..وقال هو لهفان : - هاأنذا أمامك ماثل ولأمرك متماثل !!
فابتسم الشيطان وقال : - حسناً فأرعني سمعك ..لأنفث في روعك !!
فقال دحيم :- قل ياأبا مرة ..فأنا أطيعك كل مرة !!
فرد الشيطان :- الى متى الصبر على هذه الدجة ..والضوضا واللجه ؟!!
فنظر دحيم الى الأرض بحزن وقال :- حياتي كلها ظُلَم ولُجَّة ..فأرني الطريق والمفجة ..وسأسلكها حتى ترى لي عجة !!فقال الشيطان بهدوء وحنو :- فلم لاتذهب لبلاد الفرنجة ..لتأخذ العلم والمحجة ؟!
فرمى دحيم على الفور المسحاة ..وهرول كأنه قطاة ..يسابق الخطوات ..حتى وقف على والده الذي يغط في سبات ..هرباً من ضيق الحياة ..ليصيح به بكل ثبات :- أبتاه ...أبتاه ..!!
ففزع الأب من نداه ..وبدا الخوف على محياه ..لما رأى دحيماً فاغراً فاه ..محمرة خداه ..!!
فقال الأب :- مه يابني مالك اتصرخ ..؟ وعما تريد لاتفصح ..؟؟!
فقال دحيم :- قد مللت من هذا المقام ..واريد الابتعاث لبلاد العم سام..!!
فاستفسر الأب المسكين وقال :- ولم يادحيم هذا الملام ..والتقريع والإيلام ..ولم نُقَصِر عليك يوماً من الأيام ؟؟!
فرد دحيم على الفور :- اريد العلم والدراسة ..!!
فلكزه الشيطان وقال :- يالئيم بل الوناسة !!فأُجبر الأب على القبول ..وماذا عساه أن يقول ؟!!فدحيم ثور ..وجلف مغرور !!
وسافر دحيم على عجل ..دونما خوف أو وجل .. وما أن وصل .. حتى حصل ماحصل ..فكان أول مافعل .. أن حلق الشارب .. وترك الحبل لشهواته على الغارب !!..ونسي أيام المشق .. بعد سكنى الشقق !!
وبدأ دحيم يعب من الشهوات .. فرحاً بالمنكرات .. مستسلماً للنزوات !!
وتخصص بعدها بتخصص كله سخافة ... أدب إنجليزي وثقافة !!
وفي أرض الروم بدأ الانبهار .. أو قل .. الانهيار !!
هناك رأى النساء الشقر .. وووووو......... لأنه غر ..استسلم للشر .. وبدأ لأول مرة يفكر .. وأخذ يقدر ..فقتل كيف قدر ..ثم قتل كيف قدر !!
لقد قرر دحيم ..أن الدين سبب التخلف ..وعلينا البعد عن التشدد والتكلف !! وهكذا بدأ دحيم مشوار التزلف ..في محاربة التخلف ؟!!
فأخذ يقول في الدين ويتقول ..عن الثابت ومايتحول .. وأن نجتهد في النص ونتأول ..ونأخذ الآخر ونترك الأول .. أياً كان هذا الأول !!
وبعد سنوات خمر ووسن ..عاد دحيم لأرض الوطن ..بعدما تكلم ورطن ..لكنه مافطن .. أنه عن الاسلام ضعن .. فأضحى للفسق رمزاً ووثن !!
واستقبله أهله بشوق وتلهف .. بينما هو منهم يتأفف .. ولحالهم يتأسف .. فهم متخلفون فلاحون .. رجعيون جاهليون .. يحلبون العنز ..وما لبسوا الجنز !!
توظف بعدها بوظيفة مرموقة ..فماعليه سوى أن يدشن حديثه برطنتين مسبوقة ..حتى يقتنع المسئول بأن دحيماً هو المأمول .
وصار دحيماً بعدها كل شئ ...صحافياً شهيراً .. ومنظراً خطيرا .. وسياسياً عظيما .
وقد ملأ الدفاتر .... بقال نزار وسارتر ...فهو في جملة الدكاتر ..المميطين عن الأمة المخاطر !!
فانكفأ عنه الصالحون وأبغضوه ..وأكب عليه المفسدون وأحبوه .
وبينما كان والده في القرية يسوق حماره ..اذ جاءه الخبر عن أفكاره .. فأخبر والدته بالخبر ..وبعد أن أمعنا النظر...قررا إليه السفر .
وفي الطريق ..كان والده يهمهم ماله لا يستفيق ؟!! وتأوه المسكين ..وصاح بصوت حزين ..ابني يهزأ بالدين .. ويدعو للاختلاط بين الجنسين ..ويسخر بعلماء المسلمين ..ذاك والله أمر مشين !!
ولم يقطع هذا الحزن العظيم .. سوى الوصول لبيت دحيم ..فدخل عليه والداه ..وفيما سمعا عنه ناقشاه ..بينما هو في غيه سادر .. وعلى رأيه مصر مكابر .
وأخلصا له النصيحه .. بأن يتقي الاثم والفضيحة .
فصاح بهما في الحال .. وعلى الفور قال : - لاتكثرا الحديث .. قد مللت هذا القول الغثيث !!
وظلا على هذه الحالة معه (وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ماهذا إلا أساطير الأولين ) .
وأبى إلا المسير .. في طريق التغيير !!
فعاد الوالدان كسيفا البال ..رقيقا الحال ..قد غلبتهما الحيرة ..ويسألان الله الخيرة ..ويتساءلان بأسى :- ماذا نفعل بهذا المأفون المجنون .. أندسه في التراب أم نمسكه على هون ؟!!
وبقي والده في القرية يتأسى .. ومن حالة ابنه يتشكى .. ولم يطل به النوى ..حتى لحق برب الورى .
أما دحيم فلم يتلطف بحضور الجنازة .. ولا عن عمله بأخذ إجازة .. بل قال على سبيل المشاركة والوجازة : - رحمه الله .. وجعل الجنة مثواه !!هذا وما يزال دحيم يكتب في الصحافة .. عن ضرورة الأخذ بالثقافة .. ومايزال يرتقي المناصب ..ويزحم منافسيه بالمناكب ..ناسياً أنه من طين لازب .
وكتاباته منوعه .. للكبد ملوعه .. فتارة يكتب عن تحرير المرأه .. وأخرى عن حدود العوره .. وتارةً عن الدستور .. وأخرى عن السفور ..!!
وعاشت الحرية واللبرالية ..!!
وعاش دحيم رمزاً للسفالة والإنحطاطية !!
ولتسقط الرجعيه !!
منقوووووول
سبأ