أخي الكريم
كم عدد أصحاب الكهف الذين ذكرهم الله عز و جل فى سورة الكهف ؟؟
- إنتظر .. أراد الله عز و جل أن يعلمنا شيئاً بهذه الإجابة فى الآية 22من سورة الكهف :
" سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ
قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم
مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ
فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا "
صحيح أن الإجابة فى الآية نفسها و هم سبعة و ثامنهم كلبهم و لكن هناك حكمة بالغة يجب أن ننتبه إليها
يأمرنا الله عز و جل أن ننصرف عن توافه الأمور بل يجب أن ننتبه إلى صلب الموضوع و الإعجاز فيه
فمن الناس من ينصرف عن الإعجاز فى القصة و العبرة منها و التذكرة بها إلى البحث عن عدد أصحاب الكهف و أسمائهم و ألوانهم و ملابسهم و شكل كلبهم ... إلى آخره من اللغو و توافه الأمور ..
لذلك قال الله لمن يحاول أن ينصرف لتلك الأمور " قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم "
و قال عز و جل :
"وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ "
سورة القصص 55
و قد ضلت أمم كثيرة بعد إصابتهم بهذا الداء (داء اللغو و الإهتمام بتوافه الأمور).. فمنهم من ترك جوهر العقيدة الصحيحة التى أنزلها الله إليهم فى كتبه وانصرفوا إلى ليّ بعض الألفاظ ليَّاً حتى تعطيهم معانى أخرى تختلف عن جوهر العقيدة الصحيحة و علقوا كل عقائدهم و آمالهم و صلواتهم و أمانيهم على ألفاظ ملتوية ما أنزل الله بها من سلطان
" وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
سورة آل عمران 78
و ضلت أمم أخرى باتباع الظنون و الأهواء بعبادة غير الله و تركوا الحق الواضح
" وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
سورة يونس 36
- وللأسف نحن المسلمين أيضاً لا نعرف الخطط الإستراتيجية التى يجب أن نطور بها بلادنا لعقود أو قرون و نلهث دائماً وراء توافه الأمور التى إذا وقفنا عندها أنهكت قوانا و أهدرت أعمارنا و ضيعت آمالنا
- و حتى نغمض أعيننا عن عظائم الأمور نتمسك بالسراب الذي يلهينا ، و اللغو الذي يضيع أوقاتنا ، وندخل فى جدال و صراع بلا سبب يستحق ، بل يجب علينا ان نتعاون جميعاً و نتجاوز الإختلافات بيننا و نسعى لأهدافنا الكبرى ..
" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ
وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ
وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ
فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ
فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ
سورة الحج 78