اليكم هذا الحوار وما يدور فيه من العبر والحكم بين فتاة وقلبها الصغير
عيشو هذه اللحظات بكل مشاعركم ولكم الحكم
الفتاة : أنت أيها المضغة العجيبة لا يتجاوز حجمك قبضة اليد ولكنك غريبة ليتني أفهمك أو اعرف سرك
القلب : أي سر أيتها الفتاة ...أي سر هذا تتحدثين عنه فما أنا بصاحب أسرار
الفتاة : أيها القلب أولست سبب صلاح المرء وفساده أولست سبب سعادته وشقائه ومع ذلك تقول لي لست صاحب أسرار
القلب : نعم قد أكون سبب شقائك وسعادتك وفسادك بعد ارادة الله عز وجل ولكن اعلمي يقينا أنني لست الملوم الوحيد
في ذلك فأنت لك اليد الاولى في ذلك
الفتاة : كفاك مراء وهراء يا قلبي انك بلا شك فاسد جدا ..لا أقول حجرا فربما كان الحجر ألين منك وأرق .أما تخاف الله
عز وجل .أما تخشاه....فقد أشقيتني وأقلقتني
القلب : اسمعي انت..أراك قد أكثرت اللوم وبدأت تنهرين ..رويدك فقد أكون قاسيا فعلا ولكن ...
الفتاة : دعك أيها القلب من هذه فأنت قاس بلا شك وأشكو قسوتك الى الله هو يفصل بيننا
القلب : عجبا لك انك أنانية تحاولين دائما تبرئة نفسك وتلقين اللوم والذنب على غيرك وكأنكي لم تعملي شيئا لذلك
فأنت تقاطعيني في كلامي
الفتاة : أقاطعك؟؟...وهل لديك كلام حتى أقاطعك فيه
القلب : يا سبحان الله ..عجيب انك تثرثرين بسرعة وقد برأت تفسك وجعلتني المتهم الاول والاخير ..انك تحاولين مخادعة
نفسك
الفتاة : أيها القلب كفاك تزيين الكلام وتحسين البيان فأنا أفهمك
القلب : أنت تفهمين ؟ أومثلك يفهم ؟
الفتاة : أعلم أنك تحاول اثارة أعصابي ببرودك هذا
القلب : معكي لا أكون باردا وأنا متاكد مما أقول
الفتاة : عجبا من شدة أفكارك فكل كلمة من كلماتك تزيدك قسوة و غلظة واعراضا
القلب : والله ما زاد قلبي قسوة الا من جراء أفعالك
الفتاة : هراء...أنا أجبرتك أن تكون قاسيا
القلب : أجل أنت السبب في قسوتي فما أنا الا جزء في هذا الجسد الذي ينغمس في نعم الله وما شكره على ذلك طرفة
عين أنت التي تسيرين بي الى ما حرم الله ..ان سرت سرت معك لا أذهب وحدي أبدا . أليس هذا صحيح
الفتاة : يهتز صوتها ....آ...آ..ولكن..
القلب : ولكن ماذا ألديك ما تقولين ؟ مثلك يجب أن يطأطئ رأسه..ما أجرأك على حدود الله اني أشكوك اليه تعالى
الفتاة : ..تمهل أيها القلب
القلب : أومثلك يستحق التمهل..وان تمهلت فالى متى ؟ لقد سئمت...لقد مللت.. أجل سئمت الذنوب تحرقني ...سئمت
المعاصي توجعني أخبريني هل بحثت عني يوما وأنت الى الصلاة ذاهبة هل حاولت استحضاري معك ؟ أم أنك
أهملتني وركلتني بكلتى قدميك...تقراين القرآن ولست معك...ما أتعبت نفسك في البحث عني..وحتما ستجديني وقريب
منك جدا ولكن قد أغفلت وأهملت أليس هذا هو الحق الذي تتعامين عنه ؟
الفتاة : أجل...آ...ولكنك..
القلب : ..ولكني ماذا..الا يزال لديك ما تقولينه..قولي لي هل سجدت ودعوت لي بالرقة والصلاح ؟ هل بكيت يوما ما
حرقة على الوضع الذي أنا فيه. أم أنك كالبهيمة ترعى في هذه الارض لا هم لك الا مطعمك و مشربك . ناسية و متناسية
أن ورائك جنة ونار وحساب وعقاب
الفتاة : رويدك أيها القلب
القلب : ولماذا لم تتمهلي أنت في البداية..نزلت علي كالسيل الجارف أو البرق الخاطف ..ولم تنتظري مني الرد أو تسمعي
مني الاجابة انك حقا متعجرفة عجولة تفكرين في نفسك دائما
الفتاة (وقد طأطأت رأسها خجلا وندما) : قلبي الحبيب...اني مخطئة..أرجوك سامحني وأوعدك ان لا أعود لمثل هذا مرة
أخرى ..وسأبدأ صفحة جديدة من حياتي لقد علمت جهلي واعراضي ...سامحني ..سامحني
.......
اسالكم بالله ان تدعو لوالدى الحبيب رحمة الله عليه