على أبواب عام جديد وقفت متحيرا تأخذني الآلام عام منصرم وتتجاذبني آمال عام جديد فلم أدري عن أيهما اكتب تتزاحم الأفكار في خاطري وتتراكم الذكريات في عقلي بجميلها وقبيحها فتأخذني عبرة الماضي ومأسيه ويتغلب عليها تارة تفاؤل بالمستقبل ومجد مشرق لأمة تجرعت من كأس الذل والهوان طويلا , فامتزجت دمعة الماضي ببسمة المستقبل وماأجمل يوم ان تلتقي دمعة بابتسامة لتولد تفأول مع شيء من تأنيب الضمير ومراجعة الحسابات ,
مع إطلالة عام جديد,,, أحبة ودعناهم , وأعزاء عُزينا عليهم . وأصحاب افتقدناهم أحزان مضت وابتسامات انقرضت , ومآثر اندثرت ولم يبقى إلا صنائع المعروف التي ضمنت لصانعيها الذكر الحسن .
مع إطلالة العام الجديد نقول وداعا 2008 لن نفتقدك و لكننا لما فيك من جرح عميق سنتذكرك …
اهلا 2009 وهنيئا لتولى العرش و تذكر أن عليك واجبات كثيرة أهملتها من قبلك السنين الماضية … نحن متفائلون بك كثيراً مع أنك قد ظهرت علينا بثوب أسود ومظهر قاتم لا تحمل أي مبشرات لكننا لن نؤمن هذا العام بذلك المثل العربي الشهير الذي يقول ( ليالي العيد تُعرف من عصاريها ) فلن نعرفك هذه المرة بعصرك وإنما يجب علينا أن ننتظرك حتى صباحك فقد يكون مع الصباح أصواتا لعصافير تغرد فتبعث فينا روح الحياة من جديد وقد نرى قطرات الندى على أوراق الشجر فنسعد بصباحك ولو برهة من الوقت .
مع إطلالة عام جديد
تكثر التكهنات وتكثر التوقعات لما سيكون وما سيحدث لكننا كمسلمين لن نقول الا مايرضي ربنا ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت )
مع إطلالة عام جديد ,,, في زمن يجعل اللبيب حيرانا وصاحب الرأي السديد مغلوب على أمره في زمن أخبرنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويؤمن فيه الخائن ويخوًن فيه الأمين ) ( ووسِد الأمر الى غير أهله ) فضُيع فيه الحقوق وكثر فيه العقوق وتباينت فيه الآراء وتزاحم حملة الأقلام منهم الصادق ومنهم الخائن المنافق ومنهم من يستل قلمه ليصب جام حقده وغيظه على الإسلام والمسلمين والمشكلة الكبرى أنهم من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا لكنهم يستنقصون من حضارتنا ويحملون دينا وعقيدة تختلف جذريا مع ديننا وعقيدتنا , وأعني بهم أولئك الذين صنعتهم أمريكا فأحسنت صناعتهم فتأثروا بعقديتها واُبهروا بحضارتها منهم من عاش فيها ومنهم من استصاغ سمومها وأفكارها هنا في بلادنا العربية , فوا أسفا حين تُأكل الحبة من الداخل
عام جديد ,,, تتسابق فيه الحضارات لتصل الى ذروة الكمال ( ولن تصل )
وتتسارع فيه الدول منها لتحسين معيشتها ومنها لتتم سيادتها وهيمنتها ومنها لتحقق أحلامها وطموحاتها بامتلاك العديد من أنواع الذخائر والأسلحة النووية لتدمر بها البشر
وتعيد الشركات والمؤسسات الحسابات لتحسين صناعاتها ورفع عائداتها ومن البديهي ذلك على مستوى الأفراد والأشخاص
على عتبات عام جديد ,,, أقف فأتذكر جروحا في جسد الأمة لازالت تثعب دما وطعنات لم تلتئم بعد , فأقول في نفسي هل كل عالمي يتذكر تلك الضربات الموجعة لأمة الإسلام( مع انني أعلم يقينا أن هناك من أبناء هذه الأمة الكثير الذين يخلصون لها ويسهرون من أجلها ) أم أن احتفالات الغرب وأكاذيبهم دائما لازالت تسيطر علينا لتنسينا جرح العراق النازف ومدامع الأطفال والنساء على أرض فلسطين وأهات وأنات الضعفاء في أفغانستان ومع هذا تنكئ الجروح بتأجيج الصراعات الطائفية والخلافات المذهبية بين أبناء العقيدة الواحدة والراية الموحدة آخذة بذلك سياسة التفريق ليصبحوا لقمة سائغة لإسرائيل وأميركا . ولكن مع هذا مهماأصفرت الأعين وتغيرت أمامها المشاهد يبقى الدين والوطن وتبقى الأرض. ومهما عسف الظلمة . ومهما تجبّر طغاة العصر الجديد لا بد أن يبدأ الحق جولته المنتصرة.
عام جديد ,,,
أقف لأدعوا الأمة العربية والإسلامية الى وقفة جادة مع النفس والنظر في أخطاء الماضي المتراكمة التي جرت علينا الويلات . وتوحيد الصف ولم الجهود و تأسيس الأعمال وربط الأهداف والمبادئ على منهج الكتاب والسنة, و لنعلم جميعا ان إسرائيل في عمرها كله ما تمنت خيرا للمسلمين وما وقعت عهدا ولا صلحا إلا لتحقق آمالها المستقبلية فمتى قد أنبتت شجرة الحنظل عنبا لزارعها فمثلها كمثل العجوز الشمطاء التي تريد أن ترعى غيرها وتنسى بأنها هي بنفسها تحتاج إلى من يرعاها .
وكذلك لنكن على يقين جازم أن كل الملفات المعقدة والمركبة تتفكك وتتطاير أمام ذالك الملف ( أعني ملف القضية الفلسطينية )فإسرائيل أصبحت على أرضنا مهيمنة على قوتنا وسياستنا واقتصادنا وهي الخير عاجله وآجلة لبعضنا والشر كله لدى بعضنا فواقع اليوم شاذا غريبا يحكي انقساما في الداخل والخارج قلقا عربيا وتأهبا إيرانيا وخوفا خليجا وتصعيدا أمريكيا وإسرائيليا وتحديا إسلاميا لا يعترف بالتراجع والخنوع بل ويراهن على المقاومة والصمود .
عام جديد ,,, أدعوا فيه حكامنا ورؤسائنا وعلمائنا وتجارنا ومدرسينا وطلابنا الى تجديد العزم وعدم السقوط في حضيض التقليد الأعمى للغرب فيما يمس كرامتنا أو يتعارض مع ديننا فكل منا مسئول عن الدين في مجاله وفي موقعه وليس هناك عذر لأحد أمام الله عزوجل عن حمل الدعوة وتبليغ الدين فهو سر النصر والكرامه مهما حاول الغرب ان يطفؤا نور الله فالله متم نوره ولو كره الكافرون ونقول لكل الشامتين والحاقدين على أمتنا ورسالتنا
قل للذي بصروف الدهر عيرنا هل حارب الدهر إلا من له أثر
الا ترى البحر تعلوا فوقه جيف وتستقر بأقصى قعره الدرر
وكم على الأرض من خضر ويابسة وليس يرجم الا ما له ثمر
وفي السماء نجوم لاعداد لها وليس يكسف الا الشمس والقمر
فدين الله قادم ووعده قائم فما علينا إلا التمسك بالدين والوحدة الإسلامية لا أن نميعها بشعارات زائفة كالقومية العربية وغيرها من الشعارات التي كانت سببا للذل والهزيمة لنا في السابق ولن تجتمع الأمة تحت راية سوى راية لاإله الا الله محمد رسول الله .